وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 293 @ | وترجح أحد الجانبين على الآخر لا يكون إلا بالصحبة ومجالسة أصحاب كل واحد | من الصنفين ومخالطة الأخيار والأشرار ، فإن أدركه التوفيق ساقه القدر إلى صحبة | الصالحين ومتابعة أخلاقهم وأعمالهم فيصير منهم ، وإن لحقه الخذلان ساقه إلى صحبة | المفسدين واختلاطه بهم فيصير من الخاسرين أعاذنا الله من ذلك . | | ! 2 < إن الله غفور > 2 ! يغفر لهم السيئات المظلمة ويسترها عنهم ! 2 < رحيم > 2 ! يرحمهم | بالتوفيق للصالحات وقبول التوبة . | | [ تفسير سورة التوبة من آية 103 إلى آية 106 | | ولما وفقوا للقسم الأول ببركة صحبة الرسول وتزكيته إياهم وتربيته لهم قال : | ! 2 < خذ من أموالهم صدقة > 2 ! إذ المال هو سبب ظهور النفس وغلبة صفاتها ومدد قواها | ومادة هواها كما قال عليه صلى الله عليه وسلم : ' المال مادة الشهوات ' فينبغي أن يكون | أول حالهم التجرد عن الأموال لتنكسر قوى النفس وتضعف أهواؤها وصفاتها ، فتتزكى | من الهيئات المظلمة التي فيها وتتطهر من خبث الذنوب ورجس دواعي الشيطان وذلك | معنى قوله : ! 2 < تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم > 2 ! بإمداد الهمة وإفاضة نور الصحبة | عليهم ! 2 < إن صلاتك سكن لهم > 2 ! أي : إن نورك الذي تفيض عليهم بالتفات خاطرك | إليهم وقوة همتك وبركة صحبتك سبب نزول السكينة فيهم تسكن قلوبهم إليه | وتطمئن . والسكينة نور مستقر في القلب يثبت معه في التوجه إلى الحق ويتقوى اليقين | ويتخلص عن الطيش بلمات الشيطان ووساوسه وأحاديث النفس وهواجسها لعدم قبوله | لها حينئذ ! 2 < والله سميع > 2 ! يسمع تضرعهم واعترافهم بذنوبهم ! 2 < عليم > 2 ! يعلم نياتهم | وعزائمهم وما في ضمائرهم من الندم والغم . | | [ تفسير سورة التوبة من آية 107 إلى آية 110 |