إذا عَدا لم ينْه في عَدْوه شيء لأَنّه يقال : انّه لا يستمع . قال الهُذَلي : " من الطويل " .
وأَمْهَلْت في إِخْوانه فكأنَمَّا ... يُسْمَّع بالنَّهْي النَّعامُ الشَّوارِدُ ... .
يقول : لم يَقْبل فكأنَيّ أَسْمعت بقولي : نَعاماً شارِداً ولا يسْمَع ولا يعرَجْ . ونَحْو منه قول الآخر : " من الطويل " ... . وينَهْى ذوى الأَحْلام عنّي حلومُهم ... وأرفع صَوْتي للنَّعام المُخَزْم ... .
أرَاد : الجُهّال . شبَّههم في قِلَّة أَفهامهم بالنَّعام . يريد : مَنْ كان حليماً نَهاه حلْمه عنّي ومَنْ كان جاهِلاً زجرتْة أَشدْ الزَّجْر .
وأَمَّا قولُ عَلْقمة بن عَبَدَةَ يصف الظّلأيم : " من البسيط " ... فُوه كشقِّ العصاَ لأْياً تبيَّنه ... أَسكُّ ما يسمع الأصوات مَصْلومُ ... .
ففيه قولان : .
أحدهما أنَّه أرَاد لا يسمع الأَصوات . امّا كما قالواَ لأنَّه أَصمْ ولأنَّه لا يعرَجَ عليها وإنْ سَمِعَها كما يقال : فلان لا يَسْمع قولي . أَي : لا يعْمل به . وهذا أَشبْه عِنْدي لأّنَّه يقول في هذا الشعر : " من البسيط "