يُوحِي إليها بأنْقاضٍ ونَقْنقَة ... كما تَراطَنُ في أَقْنانِها الرَّومُ ... .
فلو لم يسَمْع لم يُوحِ إليها . ومثلُه قولُ الآخر : " من المنسرح " ... أَوْ خَاضِب يرتعي بهقْلتِه ... متى تَرْعه الأَصوات يَهتَجِس ... .
فلولا أَنَّه يَسْمع الأَصْوات ما راعَتْه .
والقول الآخر أنَّه أَراد أنّه أسكّ الذي يسمع الأًصوات والذي يَسْمع الأَصوات هو الأُذُن فكأنَّه قال : أَسَكّ الأُذُن .
وهذا البيت شبيه بقول خُفاف بن نُدْبَة . حدَّثني أَبو حاتم وعبد الرحمن عن الأَصمعي انَّ قوم خُفاف بن نُدْبة السُّلَمي ارتَدُّوا وأَبى أَنْ يَرتدَّ وحَسُن ثَباته على الإسْلام . فقال في أَبى بكر شعْراً قوافيه ممدودة مقيَّدة : " من السريع " ... ليس لشيء غير تقْوى جَداءْ ... وكلُّ خَلْق عمْرُهُ للفَنَاءْ ... إنَّ أَبا بكر هو العُشْب إذ لم تزرع الأَمطار بَقْلا بماء ... المُعْطيَ الجُرد باَرسانِها ... والنَّاعِجات المُسْرعات النَّجاءْ