شرح عليها شيخنا وفيها الزيادة التى مر ذكرها وهو قوله الملتجئ أي المستند وحرم الله مكة المشرفة لانه كان مجاورا بها وذلك مما يعده الاكابر من المفاخر ولذا اشتهر الزمخشري بجار الله ومحمد اسم المؤلف يدل من قوله مؤلفه ويعقوب والده وفيروز اباد التى نسب إليها هي قرية بفارس منها والده وجده وأما هو بنفسه فولد بكازرين كما صرح به في تركيب كزر فقال وبها ولدت وكلتاهما من أعمال شيراز ومضافاتها وتقدمت ترجمة المصنف مستوفاة في المقدمة وكذا الاختلاف في ضبط بلده في تركيب فرز فاستغنينا هنا عن الاعادة ثانيا وقوله عفا الله عنهم يرسم هكذا بالالف على الصحيح لانه من عفا عفوا وما يوجد بخط بعض العلماء والمقيدين من كتابته بالياء غلط يجب التنبيه عليه قال شيخنا وهى جملة دعائية اعتراضية أو مستأنفة وآثر الدعاء بالصفح لانه عبارة عن محو الذنوب وازالة آثارها بالكلية بخلاف الغفر فانه الستر ولا يلزم منه الازالة كما مرت الاشارة إليه ( هذا ) اشارة الى النقوش واستبعدوه بل أبطلوه وقالوا الصواب في أمثاله الاشارة الى الفاظ المرتبة ذهنا باعتبار دلالتها على المعاني قاله شيخنا ( آخر ) أي غاية وتمام ( القاموس المحيط ) قد مر أن القاموس هو البحر أو وسطه أو معظمه وأن المحيط من أحاط بالشئ إذا أطاف به من كل ناحية وعم .
جميع جهاته ( والقابوس الوسيط ) تقدم أن القابوس هو الجميل المضئ من القبس والوسيط المرتفع العالي القدر وبقى من التسمية فيما ذهب من اللغة شماطيط أي متفرقا وهل هو من الجموع التى لا مفرد لها كعباديد أوله مفرد مقول أو مقدر أقوال سبق ذكرها قال شيخنا والسجعات الثلاث هو الاسم العلم على هذا الكتاب وهى تسمية جامعة شبهه في جمعه للغرائب والعجائب التى أوردها بالبحر المحيط ولما تكلفه من حسن صنيعه وتهذيبه وكمال تنبديعه وترتيبه بالقابوس الوسيط والاعلام الموضوعة للمصنفات التى خصت بالتصنيف هل هي اعلام أشخاص أو أجناس أو غير ذلك مما أوضحه الشهاب في طراز المجالس وأشار إليه في العناية وشرح الشفاء وغيرها ( عنيت ) مبنيا للمجهول في الافصح أي اعتنيت ( بجمعه ) ويقال عنى كرضى كما مر للمصنف وأنكرة ثعلب ( وتأليفه ) عطف التأليف على الجمع من عطف الخاص على العام ومعناه جعل الاشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد سواء كان لبعض أجزائه نسبة الى بعض بالتقدم والتأخر أم لا ذكره السيد الجرجاني وقال أبو البقاء أصله الجمع بين شيئين فصاعدا على وجه التناسب ( وتهذيبه ) هو التنقية والاصلاح كما مر ( وترصيفه ) وهو الاحكام والاتقان ( ولم آل ) أي لم أقصر من الالو وقد ذكر في المعتل وقوله ( جهدا ) أي طاقة ولهم فيه كلام حررة السعد وحققه محشوه ( في تلخيصه ) أي اختصاره المستوفى للمقاصد مع حذف الحشو والزوائد ( وتخليصه ) أي ازالة ما يضر بالمعاني والالفاط ( واتقانه ) أي احكامه ( راجيا ) حال من فاعل قال أي طامعا من فضله وكرمه ( أن يكون ) هذا الكتاب الموصوف بما مر من الاوصاف الكاملة ( خالصا ) من الشوائب الدنيوية من الرياء والسمعة وطلب الدنيا والجاه وغير ذلك مما يتعوذ منه العارفون فان مقصودهم رضى الله تعالى عنهم الاخلاص أي عدم الشريك في أعمالهم والتوجه بها ( لوجه الله كريم ) أي ذاته المقدسة عند الاكثر أو المعنى المراد له تعالى لان الوجه من المتشابه والقولان فيه مشهوران ( ورضوانه ) أي رضاه وهو أفضل ما يناله العبد يوم القيامة من ربه فانها الغاية كما في حديث المناجاة وروى بكسر الراء وضمها وهما لغتان كما مر ( وقد يسر الله تعالى اتمامه ) هذه جملة حالية أو مستأنفة قصد بها بيان الموضع الذى تهيأ له اتمام الكتاب فيه ( بمنزلي ) البكائن بناؤه ( على ) جبل ( الصفا ) وهو المشعر المعروف أحد أركان السعي وقد أشار الى منزله هذا في ص ف وفقال بنيت على متنه دارا هائلة أي زمن مجاورته ( بمكة المشرفة ) وذلك بعد رجوعه من اليمن ومعنى المشرفة أي شرفها الله تعالى وفضلها بكون بيته فيها وقبلة الاسلام وتضعيف الاعمال وغير ذلك مما هو مشهور قال شيخنا ولو قال المكرمة بدل المشرفة ليوافق المعظمة في الفقرة لكان أولى فان كثيرا من أهل القوافى يمنعون كون هاء التأنيث رويا وزاد بيانا فقال ( تجاه ) أي مقابلة ( الكعبة ) وهى علم على البيت الشريف كما سبق المعظمة ) أي التى عظمها الله تعالى وأمر عباده بتعظيمها بالصلاة إليها لجعلها قبلة والنظر إليها والطواف بها وغير ذلك مما هو مشهور في فضائلها المخصوصة بالتصنيف ( زادها الله تعالى تعظيما ) على تعظيم ( وشرفا ) على شرف وهذه الجملة من الدعاء مما وردت في لسان الشارع صلى الله تعالى عليه وسلم ( وهيأ ) أي يسر ( لقطان ) أي سكان ( باحتها ) أي ساحتها والمراد بهم من أهلها أو المجاورين فيها ( من بحابح ) جمع بحبوحة بالضم وفيها مع الباحة جناس الاشتقاق أو شبهه قاله شيخنا ( الفراديس ) جمع فردوس وهو أعلى الجنة كما مر ( غرفا ) جمع غرفة بالضم وهو المرتفع من الاماكن وفى قوله غرفا وشرفا التزام مالا يلزم ثم التفت للدعاء لكتابه فقال ( ونفع بهذا الكتاب ) أي القاموس ( المكتسى ) أي الذى اكتسى ( من بركتها ) أي الكعبة خيرا كثيرا فمن بيانية والمفعول محذوف أي كساء الله من بركاتها خيرا كثيرا أو غير ذلك وحذف المفعول نفع فصل بينه وبين فعله بالجار والمجرور ووصفه أي ونفع اخواني بهذا الخ والنفع عام بالقراءة والكتابة والمطالعة والمراجعة وغير ذلك من وجوه النفع ( وحسنه بالقبول ) أي جعل فيه الحسن وحصر حسنه في القبول لانه المطلوب في مثله والمراد القبول العام من الله تعالى فانه قبله ضاعف له الجوائز عليه ومن الخلق ليكثر نفعهم به وتداولهم اياه فيكثر الدعاء منهم له واشادة ذكره وذلك مما يضاعف له الحسنات ويبقى ذكره على ممر الزمان ( لتستعبر من حسنه ) أي زيادة في كمال حسنه أي حسنا زائدا يستعير