وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقالَ الفَرّاءُ : وإِنّما قِيلَ له بغيرِ هاء لأنَّه كانَ يسْتَعْمَلُ فى الأصلِ مُضافاً فيُقال : أعْطِنِي خَلَقَ جُبَّتِكَ وخَلَق عِمامَتِك ثُمَّ اسْتُعْملَ في الإفْرادِ كَذلِكَ بغيرِ هاءً قال الزَّجّاجِي في شرح رسالَةِ أَدَب الكاتِبِ : ليسَ ما قالَهُ الفَرّاءُ بشَيْءٍ لأنّه يُقالُ له : فلمَ وَجَبَ سقُوُطُ الهاءَ في الإِضافَةِ حَتّىَ حُملَ الإِفْرادُ عليها ؟ ألا تَرَى أَنَّ إِضافَةَ المُؤَنَّثِ إلى المُؤَنَّثِ لا تُوجِبُ إسْقاطَ العلامَةِ منه كقولهِ مِخَدَّةُ هِنْد ومِسْوَرَةُ زَيْنَبَ وما أَشبهَ ذلك وحَكَى الكِسائي : أَصْبَحَتْ ثِيابُهُم خُلْقاناً وخَلَقُهُم جُدُدًا فوضَعَ الواحِدَ في مَوْضِع الجَمْع الذي هو خُلْقان .
ويُقالُ : مِلْحَفَةٌ خُلَيْق كزُبَيْر صَغَّرُوه بلا هاءً لأنَّهُ صِفَة وإِنَّ الهاءَ لا تَلْحَقُ تَصْغِيرَ الصِّفاتِ وهذا كنُصَيْفٍ في تَصْغِيرِ امْرَأَة نَصَف .
وقد يُقال : ثَوْبٌ أَخْلاقٌ يَصِفُونَ به الواحِدَ : إِذا كانَت الخُلُوقَةُ فيه كُلِّه كما قالُوا : بُرْمَةٌ أعْشارٌ وأرْضٌ سَباسِبُ كما في الصِّحاح وكذا ثَوْبٌ أكياشٌ وحَبْلٌ أَرْمامٌ وهذا النحْوُ كَثِيرٌ وكذلِك مُلاءَةٌ أَخْلاقٌ عن ابنِ الأعْرابِيَ وفي التَّهْذيبِ : يُقال : ثَوْب أَخْلاقٌ يُجْمَع بما حَوْلَه وقالَ الرّاجِزُ : .
" جاءَ الشِّتاءُ وقَمِيصِي أَخْلاقْ .
" شَراذِمٌ يَضْحَكُ منه التَّوّاقْ وقالَ الفَرّاءُ : إِنّما قِيلَ : ثَوْبٌ أَخْلاقٌ لأن الخُلُوقَةَ تَتَفَشَّى فِيه فتَكْثُرُ فيَصِيرُ كُل قِطْعَة منها خَلَقاً . والخَلُوقُ والخِلاقُ كصَبُورٍ وكِتابٍ : ضَرْبٌ من الطِّيبِ يُتَّخَذُ من الزَّعْفَرانِ وغيرِه وتَغْلِبُ عليه الحُمْرَةُ والصُّفْوَةُ وإِنَّما نُهِى عَنْه لأنَّهُ من طِيبِ النِّساءَ وهُنَّ أَكْثَرُ اسْتِعْمالاً له منهم وشاهِدُ الخَلُوقِ ما أنْشَدَ أبو بَكْرٍ : .
" قَدْ عَلِمَتْ إِنْ لَمْ أَجِدْ مُعِينَا .
" لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِينَا يَعْنِى امْرَأَتَه يقولُ : إِنْ لَمْ أَجِدْ مَنْ يُعِيننِي عَلَى سَقْيِ الإبِلِ قامَتْ فاسْتَقَتْ مَعِي فوَقَع الطينُ على خَلُوقِ يَدَيْها فاكْتَفَى بالمُسَببِ عن السَّبَبِ وأنْشَدَ اللِّحْيانِيُّ : .
ومُنْسَدِلاً كقُرُونِ العَرُو ... سِ تُوسِعُه زَنْبَقاً أو خِلاقَا والخَلاقُ كسَحاب : الحَظًّ والنَّصِيبُ الوافِرُ من الخَيْرِ والصلاحُ يقال : لا خَلاقَ لَهُ أَي : لا رَغْبَةَ لَه في الخَيْرِ ولا صَلاحَ في الدِّينِ ومنه قولُه تَعالى : " أَولئكَ لا خَلاَقَ لَهُمْ في الآخِرَةِ " وكَذا قولُه تَعالى : " فاسْتَمْتَعُوا بخَلاقِهِمْ " أَي : انْتَفَعُوا بهِ وفي حَدِيثِ أَبَي : " إِنَّما تَأكُل مِنْهُ بخَلاقِكَ " أي : بحَظِّكَ ونَصِيبِكَ من الدِّينِ قالَ له ذلك في حَقِّ إِطْعام من أَقْرأَهُ القُرْآنَ .
والخُلُقُ بالضَّمِّ وبضَمَّتيْنِ : السَّجيَّةُ وهُو ما خُلِقَ عليهِ من الطًّبْع ومنه حَدِيثُ عائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عنها - : " كانَ خُلُقُه القُرآنَ " : أي كانَ مُتَمَسِّكاً بهِ وبِآدابِهِ وأَوامِرِه ونَواهِيه وما يَشْتَمِلُ عليه من المَكارِم والمَحاسِنِ والألطافِ