وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثمَّ إني نبّهت فيه أَي القاموس على أشياء وأمورٍ رَكِبَ أَي ارتكب إمام الفن أَبو نصر الجوهريّ C تعالى وهي جملة دعائية فيها خلافَ الصَّواب وغالب ما نبّه عليه فهو من تكمِلة الصاغاني وحاشية ابن بَرِّي وغيرهما وللبدر القرافي بَهجة النفوس في المحاكمة بين الصحاح والقاموس جمعها من خطوط عبد الباسط البلقيني وسعدي أفندي مفتي الديار الرومية وقد اطَّلعت عليه ونحن إن شاء الله تعالى نورد في كل موضع ما يناسبه من الجواب عن الجوهري حالة كوني غير طاعنٍ أَي دافع وواقع وقادح فيه أَي الجوهريّ ولا قاصدٍ بذلك أَي بالتنبيه المفهوم من قوله نبهت تَنْديداً أَي إشهاراً له وتصريحاً بعيوبه وإسماعه القبيح ولا إزراءً أَي عيباً عليه ولا غضًّا منه أَي وَضْعا من قدره بل فعلت ذلك استيضاحاً للصواب أَي طلباً لأن يتضح الصواب من الخطأ واستِرْباحاً للثواب أَي طلباً للرِّبح العظيم الذي هو الثواب من الله تعالى وفي الفقرة الترصيع والتزام ما لا يلزم وقدم الاستيضاح على الاسترباح لكونه الأهم عند أولى الألباب وتحرُّزاً أَي تحفظاً وحَذَراً محركة وفي نسخة حِذاراً ككِتاب وكلاهما مصدران أَي خوفاً من أن يُنْمى أَي يُنسب إليَّ التصحيف قال الراغب : هو رواية الشيء على خلاف ما هو عليه لاشتباه حروفه . وفي المزهر : قال أَبو العلاء المعريُّ : أصل التصحيف أن يأخذ الرجلُ اللفظَ من قراءتِهِ في صحيفةٍ ولم يكن سَمِعه من الرّجال فيغيّره عن الصَّواب أو يُعْزى أَي ينسب إليَّ الغَلَط محرَّكَة هو الإعياء بالشيء بحيث لا يعرف فيه وجْهَ الصواب والتحريف وهو التغيير وتحريف الكلام : أن تجعله على حرف من الاحتمال والمحرَّف : الكلمة التي خَرَجت عن أصلها غلطاً كقولهم للمشئوم مَيْشوم ثمَّ إن الذي حذر منه وهو نسبة الغلط والتصحيف أو التحريف إليه فقد وقع فيه جماعةٌ من الأجلاء من أئمة اللغة وأئمة الحديث حتَّى قال الإمام أحمد : ومن يَعْرى عن الخَطإ والتصحيف ؟ قال ابن دريد : صحّف الخليلُ بن أحمد فقال : يوم بغاث بالغين المعجمة وإنما هو بالمهملة أورده ابن الجوزي وفي صحاح الجوهري : قال الأصمعي : كنت في مجلس شُعبه فروى الحديث قال : تسمعون جَرْش طير الجنة . بالشين المعجمة فقلت : جَرْس فنظر إليّ وقال : خذوها منه فإنه أعلم بهذا منا . وقال الحافظ أَبو عبد الله محمد بن ناصر الدمشقي في رسالة له : إن ضبط القَلَم لا يُؤْمَن التحريفُ عليه بل يتطرَّق أوهامَ الظانِّين إليه لا سيّما من عِلْمه من الصُّحف بالمطالعة من غير تَلَقٍّ من المشايخ ولا سؤال ولا مراجعة . وقرأت في كتاب الإيضاح لما يُستدرك للإصلاح كتاب المستدرك للحافظ زين الدين العراقي بخطه نقلاً عن أَبِي عمرو ابن الصَّلاح ما نصُّه : وأما التصحيف فسبيل السَّلامة منه الأخذ من أفواه أهلِ العلم والضبط فإن من حُرم ذلك وكان أخذُه وتعلُّمه من بطون الكتب كانَ من شأنه التحريف ولم يُفلِت من التبديل والتصحيف والله أعلم . على أني لو رُمْتُ أَي طلبت للنِّضال مصدر ناضَلَه مُناضَلَةً إذا باراه بالرَّمْيِ إيتارَ القَوْس يقال أوْتَر القوْسَ إذا جعل له وَتَراً لأنشدت إذْ ذكرت وقرأت وقد تقدم في المقدّمة أنه يقال في رواية الشعر أنشدنا وأخبرنا بيتَيْ مُثَنَّى بَيْت الطائيِّ نِسبَة إلى طيّئ كسيّد على خلاف القياس كما سيأتي في مادته وهو أَبو تمام حبيب ابن أوس الشاعر المشهور صاحب الحماسة العجيبة التي شرحها المرزوقي والزمخشريّ وغيرهما وهو الذي قال فيه أَبو حيّان أنا لا أسمع عذلاً في حبيب ويقال : إنَّه كانَ يحفظ عشرة آلاف أُرجوزة للعرب غير القصائد والمقاطيع وله الديوان الفائق المشهور الجامعُ لحُرّ الكلام ودُرِّ النظام ولد بجاسم قرية من دمشق سنة 190 ، وتوفي بالموصل سنة 232 وقيل غير ذلك والبيتان اللذان أشار إليهما المصنف قد قدَّما إنشادهما آنفاً هذا هو الظاهر المشهور على ألسنة الناس وهكذا قرَّر لنا مشايخنا قال شيخنا : ويقال إن المراد بالبيتين قول أبي تمام : .
فَلَوْ كانَ يَفْنى الشِّعرُ أفْناهُ ما قَرَتْ ... حِياضُك منه في العُصورِ الذَّواهبِ .
ولكنَّه صَوْبُ العُقول إِذا انْجلَتْ ... سَحائبُ منهُ أُعْقِبتْ بِسحائبِ