أي جَعَلتَ ذمَّهمْ طُعْماً لك وأنْكَره أئمَّة . وقال الزَّجَّاج : هذا بالخمْرِ أشْبهُ منه بالطعام والمعنى : تتخَمَّرُ بأعْراضِ الكِرام . وهو أبْينُ مما يُقال للذي يبْترِك في أعراضِ النّاس . عن ابن الأعرابيّ : السَّكَرُ : الامتلاء والغضَبُ والغَيْظُ . يقال : لهم علىَّ سَكَرٌ أي غَضَبٌ شديدٌ وهو مجاز وأنشدَ اللحْيانيّ وابن السِّكِّيتِ : .
فجاؤُونا بهمْ سَكَرٌ علينا ... فأجْلَى اليْومُ والسَّكْرانُ صاحي السَّكَرّةُ بهاءٍ : الشيْلمُ وهي المُريراءُ التي تكون في الحنْطة . والسَّكْرُ بفتح فسكون : المَلءُ قال ابن الأعرابيّ : يقال : سَكَرْتُهُ : مَلأْتُه . والسَّكْرُ : بقْلَةٌ من الأحْرار عن أبي نَصْر وهو منْ أحسَنِ البُقولِ قال أبو حنيفة : ولم تبْلُغْني لها حِلْيَةٌ . والسَّكْرُ : سّدُّ النهرِ وقد سَكَره يَسْكُرُه إذا سَدَّ فاهُ وكلُّ بثْق سُدَّ فقد سُكِرَ . والسِّكْرُ بالكسر : الاسْمُ منْه وهو العَرِمُ وكلّ ما سُدَّ به النهرُ والبثقُ ومُنْفَجرُ الماءِ فهو سِكْرٌ وهو السدادُ وفي الحديث أنه قال للمُسْتحاضَةِ لما شَكَتْ إليه كَثْرَةَ الدمِ : اسْكُرِيه أي سُديهِ بِخِرقةٍ وشُدِّيهِ بعِصِابةٍ تشبيهاً بسَكْرَ الماء . والسِّكْرُ أيضاً : المُسَنَّاةُ ج سُكُورٌ بالضم .
ومن المجاز : سَكَرَتِ الرّيحُ تَسْكُرُ سُكُوراً بالضم وسَكَراناً بالتَّحريك : سَكَنَتْ بعد الهُبُوبِ وريحٌ ساكِرَةٌ وليلةٌ ساكِرَةٌ : ساكِنَةٌ لا ريحَ فيها قال أوسُ بن حجر : .
تُزادُ لياليّ في طُولِهَا ... فلَيْسَتْ بطَلْقٍٍ ولا ساكِرَهْ والسَّكْرَانُ : وادٍ بمَشَارفِ الشام من نَجْد وقيل : وادٍ أسْفَلَ من أمَج عن يَسارِ الذاهب إلى المَدينة وقيل جَبَلٌ بالمدينة أو بالجَزِيرةِ قال كُثَيِّر يصفُ سَحاباً : .
وعَرّسَ بالسَّكْرانِ يَوْمَيْنِوارْتَكَى ... يَجُرّ كما جَرّ المَكيِثَ المُسافِرُ والسِّيْكران كضَيْمران : نَبْتٌ قال ابن الرِّقاعِ : .
وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمسِ كُلَّ بَقِيةٍ ... من النَّبْتِ إلا سَيْكَراناً وحُلَّبا قال أبو حنيفةَ : هو دائمُ الخُضْرَةِ القَيْظَ كُلَّه يُؤكَلُ رَطْباً وحَبُّه أخْضَرُ كحَبِّ الرازيانَج إلا أنّه مُسْتديرٌ وهو السُّخّرُ أيضاً . والسَّيْكَرانُ : ع . وسكر كزُفَر : ع على يومَيْنِ من مِصْر من عَملِ الصَّعيدِ قيل : إنّ عبدَ العزيز بن مروانَ هَلَك بها . قلت : ولعلّه أسْكَرُ العدَوِية من عملِ إطْفيح وبه مَسْجِدُ موسى عليه السّلام قال الشريشي في شرح المقامات : وبها وُلد . والسُّكَّر بالضمّ وشّدّ الكاف من الحلْوى معروف مُعرّبُ شَكَرَ بفتحتين قال : .
يَكُونُ بعدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرُ ... في فَمهِ مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ واحدتُه بهاءٍ وقولُ أبي زياد الكلابيّ في صفة العُشَرِ : وهو مُرُّ لا يأْكُلُه شْئٌ ومغافِيرهُ سُكَّرٌ إنما أرادَ مثلَ السُّكَّرِ في الحلاوة . ونقلَ شيخُنا عن بعض الحُفّاظ أنّه جاءَ في بعض ألفاظِ السُّنّةِ الصَّحيحة في وَصْف حَوْضه الشَّريفِ A " ماؤُه أحْلى من السُّكَّرِ قال ابن القيمِ وغيره : ولا أعْرِفُ السُّكَّر جاءَ في الحَديث إلاّ في هذا الموْضع وهو حادثٌ لم يَتَكَلَّمْ به مُتَقَدِّمُو الأطّباءِ ولا كانوا يَعْرِفُونه وهو حارٌّ رَطْبٌ في الأَصَحّ وقيل : باردٌ وأجودُه الشَّفّاف الطَّبَرْزدْ وعتيقُه ألْطفُ من جديده وهو يَضُرّ المعدةَ التي تتولَّدُ منها الصَّفْراءُ لاستحالته إليها ويَدْفعُ ضَررهَ ماءُ اللِّيمِ أو النارنْجِ .
والسُّكَّرُ : رُطبٌ طَيِّبٌ نوْع منه شديدُ الحلاوةِ ذَكَره أبو حاتم في كتابِ النَّخلَة والأزهريّ في التهذيبِ وزاد الأخيرُ : وهو مَعْروفٌ عند أهلِ البحرينِ قال شيخُنا : وفي سجِلْماسَة ودَرْعة قال : وأخبرنا الثِّقاتُ أنه كثيرٌ بمدينة الرسول A إلا أنه رُطبٌ لا يُتْمِرُ إلا بالعلاج