وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال ابنُ جِنِّي في المُحْتَسبِ : أما السَّكَارَى بفتح السين فتَكْسِيرٌ لا مَحَالَة وكأَنه مُنْحَرفٌ به عن سَكَارِينَ كما قالوا : نَدْمَانُ ونَدَامَى وكأَن أَصْلَه نَدَامِين كما قالوا في الاسم : حَوْمانة وحَوامِين ثم إِنَّهُم أبدَلُوا النون ياءً فصار في التَّقْدِيرِ سَكَارِىّ كما قالوا : إِنْسَانٌ وأَناسِي وأصلُها أَناسِينُ فأَبْدَلُوا النونَ ياءً وأَدْغَمُوا فيها ياءَ فَعاليل فلما صار سَكَارِى حذَفُوا إحدَى الياءَيْن تخفيفاً فصار سَكارِى ثم أبدلوا من الكسرةِ فَتْحَةً ومن الياءِ ألفاً فصار سَكَارَى كما قالوا في مدارٍ وصحارٍ ومعايٍ مدارا وصَحارَا ومَعايَا . قال : وأما سُكارَى بالضّم فظاهرُه أن يكون اسماً مُفْرَداً غير مُكَسَّرٍ كحُمَادَى وسُمانَى وسُلامَي وقد يجوزُ أن يكون مُكَسَّراً ومما جاءَ على فُعال كالظُّؤارِ والعُرَاقِ والرُّخالِ إلا أنَّه أُنِّثَ بالأَلفِ كما أُنِّثَ بالهاءِ في قولهم : النُّقاوةَ . قال أبو علي : هو جمع نَقْوَة وأُنِّث كما أُنِّثَ فِعالٌ في نحو حِجَارَة وذِكَارَةٍ وعِبَارَة قال : وأَما سُكْرَى بضمّ السين فاسمٌ مُفْرَدٌ على فُعْلَى كالحُبْلَى والبُشْرَى بهذا أفتانِى أَبو علي وقد سأَلْتُه عن هذا . انتهى .
وقوله تعالى " لا تَقْرَبُوا الصّلاةَ وأَنْتُم سُكَارَى " . قال ثعلب : إِنَّمَا قِيلَ هذا قَبْلَ أن يَنْزِل تَحْرِيمُ الخَمْرِ . وقال غيره : إِنَّمَا عَنَى هنا سُكْرَ النَّوْم يقول : لاتَقْرَبُوا الصَّلاةَ رَوْبَى . والسِّكَّيرُ كسِكِّيتٍ والمِسْكِيرُ كمِنْطِيقٍ والسَّكِرُ ككَتِف والسَّكُورُ كصَبُورٍ الأَخيرَةُ عن ابن الأَعرابي : الكَثيرُ السُكرِ . وقيل : رجلٌ سِكيرٌ مثل سِكيتٍ : دائمُ السكرِ وأنشدَ ابنُ الأَعرابِي : لعَمْرِو بنِ قَميئَةَ : .
يا رُبَّ من أَسْفَاهُ أَحْلامُه ... أنْ قِيلَ يَوْماً إِنّ عَمْراً سَكُورْ . وأنشدَ أبو عَمْرٍو له أيضاً : .
إن أكُ مِسْكِيراً فلا أَشرَبُ الوَغْ ... لَ ولا يَسْلَمُ مني البَعِيرْ وجَمْعً السَّكرِ ككَتفٍ سُكَارى كجمْع سَكْرانَ لا عْتقابِ فعلِ وفَعْلانَ كثيراً على كلمة الواحدة . وفي تنزيل العزيز " تَتَّخِذُونَ منه سَكَراً ورِزْقاً حَسَناً " . قال الفراءُ : السَّكَرُ مُحَرَّكَةً : الخَمْرُ نفسُها قبل أن تُحَرَّم والرِّزْقُ الحَسَنُ : الزَّبِيبُ والتَّمرُ وما أشبَهَهُمَا وهو قولُ إبراهيمِ والشَّعْبِي وأبي رُزَيْن . قولهم : شَربْتُ السكرَ : هو نبيذُ التَّمرِ وقال أبو عُبَيْد : هو نقَيعُ التمرِ الذي لم تَمسه النارُ ورُوِىَ عن ابن عُمَر أنه قال : السَّكَرُ من التَّمْر وقيل : السَّكرُ شرابٌ يُتَّخَذُ من التَّمْرِِ والكَشُوثِ والآسِ وهو مُحَرَّم كتَحْرِيمِ الخَمْر .
وقال أبو حنيفة : السَّكَرُ يُتَّخَذُ من التمر والكَشُوثِ يُطْرَحَان سافاً سافاً ويُصبُّ عليه الماءُ قال : وزعم زاعمٌ أنه رُبَّما خُلِطَ به الآسُ فزادَهُ شِدةً . وقال الزَّمَخْشَرِي في الأساس : وهو أَمَرُّ شرابٍ في الدُنْيَا . يقال : السَّكَرُ : كُل ما يُسْكِرُ ومنه قول رسول الله A " حُرِّمَت الخَمْرُ بعَينِها والسَّكَرُ من كُلِّ شرابٍ " رواه أحمد كذا في البصائر للمُصَنف وقال ابنُ الأَثيرِ : هكذا رواه الأَثْباتُ ومنهم من يرويه بضمّ السين وسكون الكاف يريدُ حالة السَّكْرَان فيجعلون التَّحْرِيم للسُّكرِ لا لنْفْس المُسْكرِ فيُبِيحُون قليله الذي لا يُسْكرُ والمشهور الأوّل .
روىَ عن ابن عباس في هذه الآية : السَّكرَ : ما حُرمَ من ثَمَرةٍ . قبلَ أنْ تُحَّرم وهو الخَمرُ والرِّزْقُ الحَسَن : ما أُحلَّ من ثَمَرةٍ من الأَعْنَابِ والتُّمُورِ هكذا أورده المصنف في البصائر . ونص الأَزهريّ في التهذيب عن ابن عباس : السَّكرُ : ما حُرمَ من ثمَرَتِها والرِّزْقُ : ما أُحِلّ من ثمَرَتِها . وقال بعضُ المُفَسَّرين : إنَّ السَّكرَ الذي في التَّنْزيل هو : الخَلُّ وهذا شْئٌ لا يعرفًه أهل اللُّغة قاله المُصنف في البصائر .
وقال أبو عبيدة وحده : السَّكرُ : الطَّعَامُ يقول الشاعر : .
" جعَلْتَ أعْراضَ الكِرامِ سَكَرا