وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال ابنُ دُرُسْتَوَيْهِ : احْتَجَّ بهما أَئمَّةُ اللُّغةِ على اختصاصِ الادِّلاج بسَيْرِ آخرِ الليلِ . انتهى . فبينَ الإِدلاجِ والادِّجِ العُمُومُ والخُصُوص من وَجْهٍ يَشْتَرِكَانِ في مُطْلَقِ سَيْرِ الّليلِ ويَنْفَرِدُ الإِدلاجُ المخفَّفُ بالسّيرِ في أَوَّله وينفرِدُ الادَّلاجُ المشدَّد وبالسّيرِ في آخرِه . وعند بعضِهم أَنّ الإِدْلاج المخفَّفَ أَعمُّ من المشدَّد فمعنى المخفَّفِ عندهم سَيْرُ اللَّيْلِ كلِّه ومعنى المشدَّدِ السَّيْرُ في آخرِه وعليه فبَيْنَهما العُمُومُ المُطلَق إِذ كلّ إِدْلاجٍ بالتخفيف ادِّلاجٌ بالتشديد ولا عَكْسَ وعلى هذا اقتصَر الزُّبَيْدِيّ في مُختصرِ العَين والقاضي عياضٌ في المشارِق وغيرُهما المصنّف ذَهَبَ إِلى ما جرى عليه ثعلبٌ في الفصيح وغيرُه من أَئمَّةِ اللُّغةِ وجعلوه من تحقيقاتِ أَسرارِ العرب . وقال بعضُهم : الإِدْلاج : سيرُ اللّيلِ كلِّه والاسم منه الدُّلْجَة بالضّمّ . وقال ابنُ سِيده : الدَّلْجَة بالفتح والإِسكان : سَيْرُ السَّحَرِ والدَّلْجَةٌ أَيضاً : سَيْرُ اللَّيْلِ كُلِّه والدَّلْجَة والدُّلْجَة بالفتح والضّمّ مع إِسكان اللام والدَّلَجُ والدَّلَجَةُ بالفتح والتحريك فيهما : الساعةُ من آخرِ الليلِ وأَدْلَجوا : سَارُوا مِن آخرِه وادَّلَجُوا : ساروا اللَّيْلَ كُلَّه . وقيل : الدَّلَجُ : اللَّيْلُ كُلُّه من أَوَّلهِ إِلى آخرِه حكاه ثعلبٌ عن أَبي سُليمانَ الأَعْرَابيِّ وقال : أَيَّ ساعةٍ سِرْتَ من أَوّلِ اللّيلِ إِلى آخرِه فقد أَدْلَجْتَ على مِثالِ أَخْرَجْتَ . وأَنكر ابنُ دُرُسْتَوَيهِ التَّفْرِقَةَ من أَصلِهَا وزعمَ أَنَّ معناهما معاً سَيرُ اللّيلِ مُطلقاً دونَ تخصيصٍ بأَوَّلِه أَو آخرِه وغَلَّطَ ثَعلباً في تَخْصيصه المُخفَّفَ بأَوّلِ الّليلِ والمشدَّدَ بآخرِه وقال : بل هُما جميعاً عندنا سيرُ اللّيْلِ في كلِّ وَقتِ من أَوّلِه ووَسَطه وآخرِه وهو إِفْعَال وافْتِعَال من الدَّلَجِ والدَّلَجُ : سَيْرُ الّليلِ بمنزلَة السُّرَى وليس واحدٌ مِن هذين المِثالَيْنِ بدليل على شَىْءٍ من الأَوقَات ولو كان المِثال دَليلاً على الوَقْتِ لكانَ قوْلُ القائلِ الاسْتدْلاَج على الاستفعالِ دَليلاً أَيضاً لِوَقْتٍ آخَرَ وكان الانْدِلاج لوقتٍ آخرَ وهذا كلُّه فاسدٌ . ولكنّ الأَمثلةَ عندَ جَمِيعهم موضوعَةٌ لاختلاف معَانِي الأَفعالِ في أَنْفسنا لاَ لاِختلاف أَوقاتَها . قال : فأَمَّا وَسَطُ الليلِ وآخِرُه وأَوَّلُه وسَحَرُه وقَبْلَ النَّوْمِ وبعْدَه فممّا لا تَدُلُّ عليه الأَفعالُ ولا مصادِرُهَا ولذلك احتاجَ الأَعْشَى إِلى اشتراطه بعدَ المهامِ وزُهَيْرٌ إِلى سَحَرهِ وهذا بمنزلة قولِهم : الإِبْكارُ والابْتِكَارُ والتَّبكيرُ والبُكورُ في أَنَّه كُلَّه العملُ بُكْرَةً ولا يَتَغَيَّرُ الوقتُ بتغْيِيرُ هذه الأَمثلةِ وإِن اخْتفلتْ مَعانِيهَا واحتجاجُهم ببيتِ الأَعشى وزُهَيْرٍ وَهَمٌ وغَلَطٌ وإِنما كلّ واحدٍ من الشاعريْنِ وَصَفَ ما فَعَلَه دونَ ما فَعَلَه غيرُه ولولا أَنّه يكونُ بسُحْرَة وبِغَيْرِ سُحْرَة لما احتاجَ إِلى ذِكرْ سُحْرةٍ فإِنه إِذا كان الادِّلاَجُ بسُحْرَة وبَعْدَ المَنَامِ فقد استغنَى عن تقييده قال : ومما يُوضِّح فَسادَ تَأْوِيلِهم أَنّ العَرَب تُسَمِّى القُنْفُذَ مُدْلِجاً لأَنّه يَدْرُج باللَّيْلِ ويَتَرَدَّدُ فيه لا لأَنه لا يَدْرُج إِلاّ في أَوَّلِ الليل أَو في وَسَطِه أَو في آخِرِه أَو في كُلِّه ولكنّه يَظهَرُ باللَّيلِ في أَيِّ أَوقاتِه احتاجَ إِلى الدُّرُوجِ لِطَلَبِ عَلَفٍ أو ماءٍ أَو غيرِ ذلك قال شيخُنَا قال أَبو جعفر اللَّبْلِىُّ في شَرْح نظمِ الفصيحِ : هذا كلامُ ابنِ دُرُسْتَوَيْهِ في رَدِّ كَلامِ ثَعلبٍ ومَن وافقَه من اللُّغِوييّن . قلت وأَنْشَدُوا لعَلِىٍّ رضى الله عنه .
" اصْبِرْ عَلَى السَّيْرِ والإِدْلاجِ فِي السَّحَرِوفِي الرَّوَاحِ عَلَى الحَاجَاتِ والبُكَرِ فجَعَلَ الإِدْلاجَ في السَّحَر ويُنْظَر هذا مع قولِ المُصَنِّف : الإِدْلاجُ في أَوَّلِ اللّيلِ : وأَما قولُ الشَّمَّاخِ : .
وتَشْكُو بِعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكَابَها ... وقيلَ المُنَادِى : أَصْبَحَ القَوْمُ أَدْلِجِى