@ 17 @ .
وفي القصة : أن البئر كانت على غير الطريق ، ولكن القوم ضلوا الطريق حتى وقعوا عليها ، فلما جاء الوارد وأرسل الدلو لطلب الماء ، تعلق به يوسف ، نزعوا على ظن أنه الماء . وروى ابن مجاهد ، عن أبيه أن جدران البئر كانت تبكي على يوسف حتى أخرج منها . وفي القصة أيضا أن صاحب السيارة كان مالك بن دعر ، رجل من خزاعة . وقوله : ( ^ وأسروه بضاعة ) معناه : أن الوارد ومن كان معه أسروه بضاعة عن أهل الرفقة ، مخافة أن يطلبوا المشاركة فيه . .
وقوله : ( ^ بضاعة ) معناه : أنهم قالوا : نقول للقوم : إن أهل الماء استبضعونا هذا الغلام . والبضاعة : هي القطعة من المال ، والبضع : هو القطع . ومنه قوله في فاطمة رضي الله عنها : ' إنها بضعة مني ' أي : قطعة مني . وهذا خبر ثابت . .
وقوله : ( ^ والله عليم بما يعملون ) ظاهر . .
قوله تعالى : ( ^ وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ) أكثر أهل التفسير على أن الذين باعوه إخوته ، وهو قول ابن عباس وعامة المتقدمين . وقوله ' شروه ' هو بمعنى : باعوه . .
قال الشاعر : .
( وشريت بردا ليتني % من بعد برد كنت هامة ) .
وفي القصة : أن القوم لما استخرجوا يوسف من البئر جاء إخوته وقالوا : هذا غلام أبق منا وهددوا يوسف حتى لم يعرف ( حاله ) وأقر ما قالوه ثم إنهم باعوه منهم . .
والقول الثاني في الآية : أن الذين باعوا يوسف هم الذين استخرجوه من البئر . والصحيح هو الأول . .
وقوله : ( ^ بثمن بخس ) البخس في اللغة : هو النقص ، ومعنى البخس هاهنا : هو الحرام ؛ سمي الحرام بخسا لأنه مبخوس البركة . هذا قول الشعبي وغيره . وقال بعضهم : ( ^ بثمن بخس ) أي : ذي ظلم . وعن ابن مسعود ، وابن عباس أنهما قالا :