@ 16 @ ( ^ جميل والله المستعان على ما تصفون ( 18 ) وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون ( 19 ) وشروه بثمن ) * * * * .
وروي أن بعضهم قالوا : قتله اللصوص ، فاختلفوا على يعقوب فاتهمهم به و ( ^ قال بل سولت لكم أنفسكم ) يعني : كذبتم ، بل زينت لكم أنفسكم ( ^ أمرا ) والتسويل : التزيين ، وقوله : ( ^ فصبر جميل ) معناه : فأمري صبر جميل . وقيل : فصبر جميل أختاره . والصبر الجميل : هو الذي لا شكوى فيه ولا جزع . وقوله : ( ^ والله المستعان على ما تصفون ) معناه : والله المستعان على الصبر على ما تكذبون . .
وفي القصة : أنهم ذهبوا وجاءوا بذئب وقالوا : هذا الذي أكل ولدك ، فقال له يعقوب : يا ذئب ! أكلت ولدي وثمرة فؤادي ؟ فأنطقه الله تعالى وقال : بالله ما رأيت وجه ابنك قط ، فقال : فكيف وقعت بأرض كنعان ؟ فقال : جئت لصلة قرابة . أورده النقاش في تفسيره ، والله أعلم . .
واختلفوا في موضع البئر الذي أدلي فيها يوسف ؛ قال قتادة : هي بئر بيت المقدس . وقيل : إنها بئر بأرض الأردن ، وقال مقاتل : بئر معروفة ، كانت بين منزل يعقوب وبينها ثلاثة فراسخ ، والله أعلم . .
قوله تعالى : ( ^ وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه ) السيارة : هم القوم المسافرون ، سموا سيارة لأنهم يسيرون في الأرض . وقوله : ( ^ فأرسلوا واردهم ) والوارد : هو الذي يقدم القوم ليستقي الماء من البئر . قال الأصمعي : تقول العرب : أدليت الدلو إذا أرسلتها في البئر ، ودليتها إذا نزعتها من البئر . وقوله ( ^ قال ( يا بشراي ) هذا غلام ) فيه قولان : أحدهما - وهو أظهر القولين - : أن معنى قوله : ( ^ يا بشراي ) أي : أبشروا ، هذا غلام . ذكره الفراء والزجاج . .
والقول الثاني : أنه نادى صاحبه - وكان اسمه بشرى - فقال : يا بشراي ، هذا غلام أي : يا فلان ، هذا غلام . ذكره الأعمش والسدي .