@ 461 @ ( ^ ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ ( 108 ) فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ( 109 ) ولقد آتينا ) .
والقول الثاني : أن معنى قوله : ( ^ خالدين فيها ما دامت السموات والأرض ) أي : ما دام سموات الجنة وأرضها . وقوله : ( ^ إلا ما شاء ربك ) الاستثناء واقف على زمان الوقوف في القيامة ومدة المكث في القبر . .
وقيل في الاستثناء قول ثالث وهو : أنه قال : ( ^ إلا ما شاء ربك ) معناه : ولو شاء لقطع التخليد عليهم ، ولكن لا يشاء ، وهو مثل قوله تعالى : ( ^ وما [ يكون ] لنا ان نعود فيها إلا أن يشاء الله رب العالمين ، ولكن لا يشاء الله . وقوله : ( ^ إن ربك فعال لما يرد ) يعني : لا يمتنع عليه شيء ، وقال في الآية الثانية : ( ^ عطاء غير مجذوذ ) غير مقطوع . .
وفي بعض التفاسير عن أبي هريرة أنه قال : يأتي على جهنم زمان لا يبقى فيها أحد . وعن الحسن البصري قريبا من هذا . .
ومعنى هذا عند أهل السنة - إن ثبت - أن المراد منه الموضع الذي فيه المؤمنون من النار ، ثم يخرجون عنه فلا يبقى فيها أحد ، وأما مواضع الكفار فهي ممتلئة بهم أبد الأبد على ما نطق به الكتاب والسنة ، نعوذ بالله من النار . .
قوله تعالى : ( ^ فلا تك في مرية ) في شك ( ^ مما يعبد هؤلاء ) يقال : إن الخطاب معه والمراد منه الأمة . وقوله : ( ^ ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل ) ظاهر المعنى . وقوله : ( ^ وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ) قال ابن عباس معناه : لموفوهم نصيبهم من الخير والشر بلا نقصان .