وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي مرفوعا : [ [ اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم ] ] . وفي رواية لأبي يعلي والحاكم مرفوعا : [ [ تقبلوا لي ستا أتقبل لكم الجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب ] ] . وروى الترمذي وقال حسن صحيح مرفوعا : [ [ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ] ] . وروى ابن أبي الدنيا وغيره مرفوعا : [ [ تحروا الصدق فإن رأيتم إن الهلكة فيه فإنه فيه النجاة ] ] . وفي حديث الشيخين وغيرهما مرفوعا : [ [ عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ] ] . وفي رواية للإمام أحمد مرفوعا : [ [ إذا صدق العبد بر وإذا بر أمن وإذا أمن دخل الجنة ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نصدق مع الله تعالى ومع إخواننا المسلمين في أقوالنا وأفعالنا ودعاوينا وإن كان صدقنا كالكذب بالنسبة لمقام غيرنا من الأولياء والصالحين .
وقد أجمع الأشياخ على أن الصدق كالسيف ما وضع على شيء إلا أثر فيه فعلم أنه يسوغ لنا أن نقول نحن نحب الله ورسوله والمسلمين أجمعين على قدر ما أعطانا الله تعالى خلافا لما نقله الغزالي عن بعضهم من قوله : إذا قيل لك تحب الله أو تخاف الله فاسكت لأنك إن قلت نعم كذبت فإن أفعالك ليست أفعال المحبين ولا الخائفين وإن قلت لا أحب الله ولا أخافه كفرت والأولى ما ذكرناه .
فكل إنسان من المسلمين له نصيب في كل مقام من الخوف والرجاء والتقوى والزهد والورع وغير ذلك على قدر ما أعطاه الله تعالى ولكن إذا نظر الإنسان إلى مقام من فوقه قضى بأنه ما ذاق ذلك المقام أصلا بالنسبة إلى من فوقه . فإذا قيل لك أتخاف الله ؟ فقل نعم على قدر ما وضعه الله عندي من الخوف وإذا قيل لك أتحب الله ؟ فقل نعم على قدر ما وضعه عندي من المحبة له وإذا قيل لك هل أنت ورع أو زاهد في الدنيا ؟ فقل نعم على قدر ما وضعه الله عندي من ذلك وهكذا فاعلم ذلك فإنه نفيس .
وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : مما عدوه من الكذب الملحق بالصدق كذب الإنسان على زوجته بأنه يحبها أكثر من ضرتها وللكذب في الصلح بين الناس كقوله إن فلانا يحبك مع علمه بأنه يبغضه وهذا داخل في معنى الحديث من قوله : وتقارب بينهم إذا تباعدوا . وفي الحديث : ليس بالكاذب من يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرا .
فإن قيل : فما معنى قوله تعالى : { ليسأل الصادقين عن صدقهم } . فإن الله تعالى سماه صدقا فكيف يسأل عنه ؟ فالجواب أن المراد بهذه الآية الغيبة والنميمة ونحوهما إذا نقل العبد الكلام كما سمعه من غير زيادة منه وذكر أخاه المسلم بما فيه من السوء . فهذا وإن كان صدقا فيسأل عنه ويؤاخذ به فما كل صدق حق إذ الصدق ما وقع والحق ما وجب فعله . ومعلوم أن الغيبة والنميمة وأن كانتا صدقا لا يجوز فعلهما إذ ما كل صدق يجوز فعله وذكره بخلاف الحق فافهم .
واختلفوا فيمن سئل عن شيء يلزم منه أذى لمسلم كما إذا قال لنا ظالم أين فلان يعني حتى يظلمه بأخذ مال أو ضرب ونحوهما هل يصدق أو يقول لا أعلم طريقه ويوري عن ذلك . فقال : بكل منهما قوم والمختار جواز الكذب بل وجوبه .
وقد وقع للشيخ شهاب الدين بن الأقيطيع البرلسي Bه أنه كان ينسج فدخل عليه شخص من قطاع الطريق وجماعة الوالي وراءه يطلبونه فقال للشيخ خبيني فقال ادخل تحت رجلي فنزل فجاء جماعة الوالي للشيخ [ فقالوا ؟ ؟ ] هل رأيت فلانا ؟ فقال نعم فقالوا أين هو ؟ فقال تحت رجلي فضحكوا وتركوه وقال لقاطع الطريق : [ الصدق ؟ ؟ ] ينجي . قلت : ولعل هذا خاص بمن له تصريف وأما من ليس له من تصريف فليس له ذلك لئلا يضر الظلمة بأحد لأجل كلامه فيصير إثم ذلك عليه . وسمعت سيدي عليا الخواص Bه يقول : من كشف الله تعالى عن بصيرته رأى جماعة الولاة الذين يعاقبون الناس كالزبانية الذين يسحبون الناس في الآخرة إلى النار وكما لا ينسب أحد الظلم إلى الزبانية ويحط عليهم فكذلك زبانية الولاة في الدنيا وإن ذموا شرعا هذا نظر أهل الله تعالى فلولا أن الله D ذم زبانية الدنيا لم يسع أحد من أهل الله أن يذمهم فاعلم ذلك . والله تعالى أعلم . وفي الباب حديث توبة الله تعالى على توبة الله تعالى على كعب بن مالك وصاحبيه الذي رواه الشيخان وغيرهما وقوله فيه لما اعتذر إليه غيره وقبل النبي A عذره : والله يا رسول الله ما كان لي من عذر ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك الحديث