وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله ] ] . قال الحافظ : يقال أماط الشيء عن الطرق إذا نحاه عنها وأزاله منها . قال والمراد بالأذى كل ما يؤذي المار كالحجر والشوك والعظم والنجاسة ونحو ذلك .
وروى مسلم وابن ماجه عن أبي بردة قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أنتفع به . قال : اعزل الأذى عن طريق المسلمين .
وروى الشيخان في حديث طويل : وتميط الأذى عن الطريق صدقة . وفي رواية لابن خزيمة في صحيحه والبيهقي : وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس صدقة .
وروى الطبراني والبخاري في كتاب الأدب المفرد عن معاوية قال كنت مع معقل ابن يسار في بعض الطرقات فمررنا بأذى فأماطه أو نحاه عن الطريق فرأيت مثله فأخذته فنحيته فأخذ بيدي وقال يا أخي ما حملك على ما صنعت ؟ قلت يا عم رأيتك صنعت شيئا فصنعت مثله فقال سمعت رسول الله A يقول : [ [ من أماط أذى من طريق المسلمين كتبت له حسنة ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة ] ] . وفي رواية للطبراني : ومن كانت له حسنة دخل الجنة . قلت : وفي هذا الحديث بشارة عظيمة فإن ساحة كرم الله تعالى تتعاظم أن لا تقبل من مسلم حسنة واحدة فالحمد لله رب العالمين : وروى الشيخان مرفوعا : بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخره فشكر الله تعالى له ذلك فغفر الله له . وفي رواية لمسلم : لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها عن ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين . وفي رواية لأبي داود مرفوعا : مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطرق فقال والله لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة . وفي رواية لأبي داود مرفوعا : نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق . إما قال الراوي : كان في شجرة فقطعه وإما كان موضوعا فأماطه عن الطريق فشكر الله ذلك له فأدخل الجنة .
وروى الإمام أحمد وأبو يعلي بإسناد لا بأس به في المتابعات عن أنس بن مالك قال : كانت شجرة تؤذي الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس فقال نبي الله A : فلقد رأبته يتقلب في ظلها في الجنة . والله تعالى أعلم قلت : وينبغي للحجاج أن يتقدموا ويزيلوا ما في طريق الحاج من شوك أم غيلان في نحو وادي الخروبة والعقيق وبساتين القاضي فإن غالب الأحمال تعلق بتلك الأشجار فإن العرب يقطعون الفرع ويتركون شيئا منه كالأضلاع خارجا فربما كان المحمل لعجوز ضعيفة فيعلقها في الليل ويرميها يكسرها وقد تعلقت محفة الشيخ عبدالله الغمري ليلا في فرع من الخروبة لما حج سنة سبع وأربعين فاشترى له فأسا من مكة وعزم على قطعها إذا رجع فأدركته المنية في منزل بدر فمات Bه والله تعالى يثيب العبد بالنية . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نميط الأذى عن طريق المسلمين المحسوسة والمعنوية .
فالأولى معروفة والثانية هي إزالة الشبه التي تعرض في عقائدهم فنميط الأذى عنها بما أطلعنا الله تعالى عليه من طريق كشفنا للحقائق فيكتب لنا إن شاء الله نظير الثواب الذي ورد لمن أماط الأذى المحسوس كالحجر والشوك .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ لا أحد عنده أعلى منه معرفة بالله D ليزيل الشبهة العارضة في عقائد أهل الأفكار من أكابر العلماء فضلا عن غيرهم . وقد وضعت في ذلك ميزانا نحو كراسة أزلت بها غالب الإشكالات التي في مذاهب الفرق الإسلامية كالجبرية والمعتزلة . ووضعت ميزانا أخرى تزيل الشبه التي تعرض للعبد في طريق المعرفة بالله تعالى حاصلها أن الله تعالى لم يكلف عبدا بأن يعرف الله تعالى كما يعرف الله نفسه أبدا وإن الله تعالى بنفسه علما اختص به لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل لأنهم لو علموه لساووه في العلم ولا قائل بذلك من جميع الملل فضلا عن دين الإسلام وذلك أنه تعالى لا يتحد مع عباده في حد ولا حقيقة ولا فصل ولا جنس .
فرد يا أخي جميع ما ورد في الآيات والأخبار من التنزيه إلى مرتبة علمه بنفسه ورد جميع ما ورد في الآيات والأخبار من الصفات التي ظاهرها التشبيه إلى مرتبة علم خلقه تعالى به فما أحوج الناس إلى التأويل إلا ظنهم بأن الله تعالى كلفهم بتعقل مرتبة التنزيه التي لا يتعقلونها وإلا فلو علموا أنها خاصة به تعالى ما أولوا شيئا وكان يكفيهم الإيمان بأنه { ليس كمثله شيء } .
فاعلم أن من C تعالى بخلقه أنه تنزل لعقول خلقه بإضافة الصفات التي فيها رائحة التشبيه إليه ليأخذوا منها المعاني ثم تذهب تلك الصفات التي كادوا أن يكيفوها بعقولهم كأنها حق ويبقى معهم العلم بالتنزيه الذي هو الأصل وإنما قلنا التي فيها رائحة التشبيه لأن التشبيه لا يلحق الحق تعالى أبدا كما لا يلحقه التكييف وذلك لأن التكييف لا يصح إلا لو وقف التجلي الإلهي للعقول والقلوب أكثر من التنزيه وذلك محال فجميع التجليات الإلهية كلمحة بارق ولا تقف للرائي حتى يكفيها ثم بتقدير وجود التكييف لأهل العقول فلا بد من جهلهم بالله تعالى لأن تجليه دائما أبدا الآبدين ودهر الداهرين فإن قدر أن الإنسان عرف ما مضى فلا يعرف ما يأتي . وأجمع العارفون أن الحق تعالى لا يتكرر له تجل في صفة أبدا . وأجمعوا على أنه تعالى خالق لجميع الوجود الكوني علوا وسفلا وأنه تعالى خالق غير مخلوق ومن كان خالقا غير مخلوق ولا يعرف ومن شك في قولي هذا فليتعقل لنا شيء بعقله لم يخلقه الله تعالى لا محسوسا ولا معنويا مما تصوره القوة المصورة فإنه لا يقدر أبدا فكيف يصور الله تعالى فللحق تعالى أن يرد على أهل العقول جميع المعارف التي اكتسبوها بعقولهم ويقول لهم ما أحد منكم عرفني حق معرفتي .
وسمعت سيدي عليا الخواص رضي الله تعالى عنه يقول : من طلب معرفة الله تعالى من طريق الفكر دون الكشف فمن لازمه الشبه ولا يخرج عن ذلك إلا بالكشف .
وسمعت أخي أفضل الدين رضي الله تعالى يقول : إنما أدخل إبليس على المتكلمين التأويل ليحرمهم ثواب كمال الإيمان بالغيب وذلك لأن الله تعالى ما كلفهم إلا أن يؤمنوا بعين ما نزل لا بما أولوه بعقولهم قال تعالى : { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه } وقال تعالى { آمنوا بما نزلنا } . وقد بسطنا الكلام على ذلك في كتاب فصوص اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر وهو مجلد ضخم فراجعه ترى شيئا لم تجده في كتاب أحد من المتكلمين ولله الحمد . وليس هذا من باب الدعوى وإنما هو حق وإيضاحه أن كل كلام خلقه الله ليس له مثل حقيقة من كل وجه إذ حقيقة المثلية أن لا يزيد أحد الكلامين على الآخر حرفا ولا معنى فلا بد من زيادة أحدهما أو نقصه عن الأخر فالمثلية موجودة في الذهن غير موجودة في نفس الأمر لمن عرف ما الأمر عليه فكل كلام ذكره الإنسان يصح أن يقول فيه : هذا كلام لم يسبقنا إليه أحد فافهم . والله تعالى أعلم