وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس : يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة ] ] . ومعنى سلامى : أي عضو ومعنى يعدل بين الاثنين : أي يصلح بينهما بالعدل .
وروى أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن صحيح مرفوعا : [ [ ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى : قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ] ] . قال الترمذي ويروى مرفوعا : [ [ لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ] ] . وروى أبو داود مرفوعا : [ [ لا يكذب من يمشي بين اثنين ليصلح ] ] . وفي رواية : [ [ ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا ] ] . قال المنذري C : يقال نميت الحديث بتخفيف الميم إذا بلغته على وجه الإصلاح وبتشديدها إذا كان على وجه إفساد ذات البين . وروى الأصبهاني مرفوعا : [ [ ما عمل شيء أفضل من الصلاة وإصلاح ذات البين وخلق جائز بين المسلمين ] ] . وروى البزار والطبراني : أن رسول الله A قال لأبي أيوب : ألا أدلك على تجارة ؟ قال بلى : قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا . وروى الأصبهاني وهو غريب جدا مرفوعا : [ [ من أصلح بين الناس أصلح الله تعالى أمره وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة ويرجع مغفورا له ما تقدم من ذنبه ] ] . وتقدم في عهود العفو عن الناس حديث : [ [ أصلحوا بين الناس فإن الله يصلح بين عباده في الآخرة ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نصلح بين المسلمين ونبذل في الصلح بينهم المال ولا نتوقف في إعطاء عمامتنا وثيابنا للمظلوم حتى يصفح أو للظالم حتى يرجع عن ظلمه ثم لا نطلب على ذلك عوضا لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكان على هذا القدم شيخنا الشيخ محمد الشناوي C والشيخ عبدالحليم بن مصلح والشيخ عبدالمجيد الطربيني Bهم . فكان شيخنا يبذل الخيل والبهائم والقمح وغير ذلك ويرى لله تعالى المنة عليه بذلك الذي أهله له ويقول من أين للواحد منا أن يكون ميزان عدالة بين الناس يرجعون إليه ويقفون عند قوله ؟ وكان الشيخ عبدالحليم لا يرى له اختصاصا في شيء مما يدخل يده دون المسلمين بل يرى جميع ما دخل يده مشتركا بينه وبين المسلمين .
قلت : وقد من الله تعالى علي بذلك ولله الحمد فلا أرى لي بحمد الله ترجيحا على إخواني في شيء مما يدخل يدي بل كل من رأيته محتاجا لذلك من نفسي أو غيرها قدمته .
وكان أخي الشيخ عبدالقادر كذلك فكل ما رأى محتاجا قدمه ثم لا يطلب على ذلك عوضا ولا سرا ولا جهرا . وأعطيته مرة ثمن بقرة يأكل أولاده لبنها فوجد في الطريق شخصا مربوطا فوزنهن ؟ ؟ عنه ولم يكن له به معرفة قبل ذلك .
وكان الشيخ عبدالمجيد الطريني لا يتوقف قط في إعطاء شيء يسأل فيه . وحضرته مرة وهو يصلح بين اثنين ادعى أحدهما على الآخر بسبعمائة دينار فذهب الشيخ ورجع بالسبعمائة في خرقة فوزنها عن ذلك المديون فقال لي المديون هل عرضت للشيخ بشيء فقلت لا والله فذكرت ذلك للشيخ فقال : لم يطلب أحد مني ذلك وإنما عادة الأجواد إذا حضروا في قضية أن يسدوها Bه .
وأخبرني الشيخ شهاب الدين الطريني ثم الغمري أن الشيخ عبدالمجيد لما سجن بسبب الديون التي تراكمت عليه بمصر من كثرة إعطائه الأموال للناس بغير عوض وجد في السجن شخصا محبوسا على مائة دينار فضمنه وأخرجه من السجن وتخلف عنه هو في السجن قليلا Bه ثم أفرج عنه بعد ذلك .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يخرجه عن محبة الدنيا ويطلعه على عظيم مقام المسلمين وإن بذل الدنيا كلها في الصلح بينهم من بعض حقوقهم عليه ومن لم يسلك كما ذكرنا فمن لازمه الإخلال بهذا العهد فلا يهون عليه بذل نصف فضة في الصلح بين المتخاصمين ولو أدى إلى رواحهم إلى بيت الوالي وإن سمح بالنصف سمح وعنده حزازة أو بلا حزازة لكنه يطلب على ذلك عوضا من رد مثله أو شكر الناس له أو يطلب به الثواب وليس ذلك من أخلاق الكاملين . فاسلك يا أخي الطريق على يد شيخ إن أردت العمل بهذا العهد والله يتولى هداك