وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى الترمذي وقال حديث حسن مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال : [ [ صلى بنا النبي A يوما صلاة العصر ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه وكان فيما قال : إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء وكان فيما قال : ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه . قال فبكى أبو سعيد وقال والله رأينا أشياء فهبنا وكان فيما قال : ألا إنه ينتصب لكل غادر لواء بقدر غدرته ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة يركز لواءه عند الله وكان فيما حفظناه يومئذ ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات ألا وإن منهم بطئ الغضب سريع الفيء ومنهم سريع الغضب سريع الفيء فتلك بتلك ألا وإن منهم سريع الغضب سريع بطئ فتلك بتلك ألا وإن منهم سريع الغضب بطئ الفيء ألا وخيرهم بطئ الغضب سريع الفيء وشرهم سريع الغضب بطئ الفيء ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ؟ فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض ] ] . وذكر البخاري تعليقا عن ابن عباس في قوله تعالى : { ادفع بالتي هي أحسن } . قال الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله وخضع لهم عدوهم : وروى الحاكم وقال صحيح الإسناد : [ [ ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله في محبته : من إذا أعطى شكر وإذا قدر غفر وإذا غضب فتر ] ] . ومعنى شكر : أي أنفق مما أعطاه الله تعالى : وروى الطبراني مرفوعا : من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه . وروى أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه مرفوعا : [ [ من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء ] ] . وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه مرفوعا : [ [ إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ] ] . وروى الشيخان مرفوعا : [ [ إذا غضب أحدكم فليقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن الغيظ يذهب عنه ] ] الحديث بمعناه . وروى أبو داود مرفوعا : [ [ إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن ندفع غضبنا ونكظم غيظنا ونأمر بذلك جميع إخواننا وإذا غضب أحدنا وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع فإن لم يزل فليتوضأ .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ صادق يدخله إلى حضرة الرضا بكل واقع في الوجود وبطريقه الشرعي فلا يبقى عنده شيء يغضبه لأنه فعل حكيم عليم وما ترك الناس يغضبون إلا حجابهم عن شهود أن الله هو الفاعل لكل ما برز في الوجود وشهودهم الفعل من جنسهم فلذلك غضبوا على غضبهم ولو أنهم سلكوا الطريق لوجدوا الفعل لله تعالى ببادئ الرأي فلم يجدوا من يرسلون عليه غضبهم ووجدوا كل شيء وقع في الوجود هو عين الحكمة فذهب اعتراضهم وعصمتهم للنفس جملة .
فاسلك يا أخي على يد شيخ ناصح ليقل غضبك وإلا فمن لازمك الغضب شئت أم أبيت فعلم أن الكامل لا يغضب لنفسه قط وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى وكأنه الحق تعالى يقول للكامل : إذا رأيت عملا برز على يد أحد من عبيدي مخالفا لشريعة نبيي A فاغضب ولو شهدت أني أنا الفاعل لكني لم آمرك أن تغضب على فعلي وإنما آمرك أن تغضب على وجه نسبة الفعل إلى عبدي فعلم أنه لا سبيل لأحد إلى تبرئة العبد عن الفعل جملة أبدا . { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي } فافهم .
وقد قدمنا أن كل من غضب لله تعالى غضب الله تعالى لغضبه إذا آذاه أحد : { جزاءا وفاقا } .
ومن رأى محرمات الحق وسكت على فاعلها مع قدرته على منعه لم يغضب الله لغضبه ولا ينتصر له بل يتركه حتى يكاد يذوب فلا يلومن العبد إلا نفسه إما كشفا ويقينا وإما إيمانا وتسليما .
وقد اجتمعت مرة بإبليس لعنه الله بساحل نيل مصر في واقعة فجادلته وجادلني وكان من جملة ما قال لي : لم يسلطني الله تعالى قط على إنسان إلا بعد وقوع ميل منه إلى ذلك الأمر الذي وسوست له به فالإنسان ككفتي الميزان وقلبه كلسان الميزان وأنا واقف تجاهه أنتظر ميل قلبه لمعصية فأنفذ قضاء الله فيه بحكم الإضافة فقط فلا آتيه إلا إن رأيت لسان الميزان خرج من قبها وتدلى فهناك آتيه فأنحيه إلى فعل تلك المعصية وما دام لسان الميزان لم يخرج وهو واقف في خط استواء القلب فلا سلطان لي عليه لأنه إما معصوم كالأنبياء وإما محفوظ كالأولياء .
وقلت : من تحقق بهذا كشفا وشهودا فهو الذي يقيم حجة الله تعالى على نفسه وإلا فمن لازمه أن يقول أي شيء أعمل ؟ قدر الله تعالى علي فلا يكاد يندم إلا قليلا وقد طلب الله تعالى منا في هذه الدار الندم والاستغفار عند كل معصية ولم يكتف منا بذلك في الباطن من غير إظهار وذلك ليقتدي بنا المريدون ويعظموا حدود الله إذا وقعوا في معصية ومن هنا سموا الكامل أبا العيون فعين ينظر بها التقدير الإلهي ليعطي التوحيد حقه : { والله خلقكم وما تعملون } . وعين ينظر بها نسبة الفعل إلى نفسه ليتوب ويستفغر من كل ذنب في آن واحد . ولا يعرف ما قلناه إلا من سلك الطريق فإن الإنسان أول ما يفتح عينيه على نسبة الفعل إليه فلا يزال كذلك حتى يدخل الطريق وتنجلي له حضرة التوحيد فهناك يشهد الفعل لله تعالى وحده بقطع النظر عن الخلق جملة ويصير جبريا محضا ثم يرقيه شيخه إلى حضرة يشهد فيها نقص ذلك المقام من حيث أن عدم نسبة الفعل للعبد كالتكذيب للقرآن فإن الله تعالى أضاف العمل إلى العبد وأقام به عليه الحجة فكيف يقول لا عمل لي ولا حجة لله علي .
وأكثر ما يقع في هذا النقص من يسلك بغير شيخ وربما ذاق حضرة التوحيد فوحل فيها إلى أن مات معطلا من العمل بالشريعة فلا تكاد تجده يحرم حراما ولا يستغفر من ذنب مطلقا وإن قال له شخص إن الله تعالى قال : { لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } . أو قال رسول الله A إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام . قال ذلك في حق قوم يشهدون أن لهم مع الله ملكا ونحن لا نشهد ذلك ومن هنا يضل ضلالا مبينا ويستهين بمحارم الله فإن زنى يقول إن الله هو المقدر وإن سكر يقول إن الله هو المقدر وإن أخذ مال الناس يقول إن الله هو المقدر فيقال له : وإذا أدخلك جهنم على هذه الأعمال فهو المقدر كما أوضحنا ذلك في رسالة الأنوار فوالله لو خدم المريد شيخه عمر الدنيا كلها ما أدى شكر أدب واحد علمه له شيخه من هذه الآداب . { والله غفور رحيم }