وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى مسلم عن عامر بن سعد قال : كان سعد بن أبي وقاص في إبله فجاء ابنه عمر فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب فنزل فقال له أنزلت في إبلك وتركت الناس يتنازعون الملك فضربه سعد في صدره فقال اسكت سمعت رسول الله A يقول : [ [ إن الله تعالى يحب العبد التقي النقي الغني الخفي ] ] . قال الحافظ : والمراد بالغنى غنى النفس وهو القانع بما قسم له .
وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ أن رجلا قال : أي الناس أفضل يا رسول الله ؟ قال : مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال : ثم من ؟ قال رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ] ] . وفي رواية : يتقي الله ويدع الناس من شره . وفي رواية لمالك والبخاري وأبي داود وغيرهم مرفوعا : [ [ يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها سعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ] ] وسعف الجبال : أعلاها ورءوسها .
وروى الإمام أحمد والطبراني وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له عن معاذ ابن جبل قال : [ [ من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لم يغتب إنسانا كان ضامنا على الله ] ] . وفي رواية : [ [ ومن قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس فله الجنة ] ] . وفي رواية لابن أبي الدنيا مرفوعا : [ [ أعجب الناس إلى رجل يؤمن بالله ورسوله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويثمر ماله ويحفظ دينه ويعتزل الناس ] ] .
وروى الطبراني وحسن إسناده مرفوعا : [ [ طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته ] ] وروى الترمذي عن عقبة بن عامر قال : [ [ قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال : أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ] ] وروى أبو داود مرفوعا : [ [ إن بين أيديكم فتنا كقطع يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي قالوا فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاس بيوتكم ] ] . قال في الصحاح : والحلس هو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب يعني الزموا بيوتكم في الفتن كلزوم الحلس لظهر الدابة .
وروى أبو داود والنسائي بإسناد حسن مرفوعا : إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه . فقال ابن عباس Bه : فكيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك ؟ قال [ [ الزم بيتك وابك على نفسك وخذ ما تعرف ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة واملك عليك لسانك ] ] . وقوله مرجت : أي فسدت وقوله وخفت أماناتهم : أي قلت مأخوذ من قولهم خف القوم أي قلوا .
وروى البيهقي مرفوعا : [ [ يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من هرب بدينه من شاهق إلى شاهق ومن جحر إلى جحر ] ] . وروى الطبراني وغيره مرفوعا : [ [ من انقطع إلى الله تعالى كفاه الله مؤونته ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نرغب إخواننا في العزلة عن الناس إذا لم يأمنوا على أنفسهم عند الاختلاط فإن أمنوا عليها فالمستحب الاختلاط على أصل قاعدة المسلمين في دينهم .
وقد أجمع الأشياخ علينه ليس للكمل الهروب من الناس لعدم الخوف عليهم من الاشتغال بالخلق عن الله تعالى وأما من خاف مع دعوى الكمال فدعواه الكمال زور وبهتان فهو إما شخص جلس بنفسه من غير فطام على يد شيخ وإما أن شيخه مفتر كذاب لا يصلح لأن يكون أستاذا كما هو الغالب في أهل هذا الزمان حين فقدت الأشياخ الذين آخرهم في مصر سيدي علي المرصفي Bه فصار كل من سولت له نفسه أن يكون شيخا جمع له بعض ناس علي المرصفي Bه فصار كل من سولت له نفسه أن يكون شيخا جمع له بعض ناس من العوام وجلسوا يذكرون الله تعالى صباحا ومساء بغير آداب الذكر المشهورة عند القوم وظن في نفسه أنه صار شيخا مثل المشايخ الماضين مع أنه لا يصلح أن يكون مريدا كما بسطنا الكلام على ذلك في رسالة قواعد الصوفية وهو كتاب من طالع فيه علم بأنه ما صنف في الطريق مثله وحكم على نفسه أنه لم يشم طريق الإرادة وقد رأيت كثيرا ممن أذن لهم أشياخهم بالتربية عادوا أشياخهم وهجروهم وادعوا أنهم أعلم بالطريق منهم فمقتوا ولم ينتج على يدهم أحد وكل ذلك لوقوع الأذن لهم من أشياخهم قبل خمود نار بشريتهم فكان اللوم على الأشياخ لا عليهم .
وقد كان سيدي عليا المرصفي عزيز في المشيخة إلا أن يأتيه إذن بذلك من رسول الله A مرارا فلما مات انحل نظام الطريق في مصر وقراها وما ظهر بعده أحد حذوه سوى الأخ الصالح سيدي أبي العباس الحريثي C .
وكان يحكي عن سيدي يوسف العجمي أنه لما أراد الله تعالى أن ينقله من بلاد العجم سمع قائلا يقول يا أبا يوسف اذهب إلى مصر انفع الناس فقال شيطان ثم ناداه ثانيا فقال شيطان ثم ناداه ثالثا فقال شيطان فلما ناداه الرابعة قال اللهم إن كان هذا وارد حق من جهتك فاقلب لي هذا النهر لبنا حتى أغرف منه بقصعتي هذه فانقلب النهر لبنا وشرب منه فعلم أنه وارد حق فلما دخل مصر وجد أخاه الشيخ حسنا التستري سبقه إلى مصر ولكن لم يتصدر للمشيخة فقال له يوسف يا حسن الطريق لواحد لأنها على الأخلاق الإلهية فإما أن أبرز وتكون وزيري وخادمي وإما أن تبرز وأكون وزيرك وخادمك فرد الشيخ حسن الأمر لسيدي يوسف فبرز وصار سيدي حسن يخدمه إلى أن مات فبرز سيدي حسن بعده بإذنه له في حياته فأظهر في الطريق العجائب والغرائب ونزلت له الملوك والأمراء فلم تزل الحسدة يلقون فيه إلى السلطان الكلام القبيح لينفروه عنه حتى امتنع من زيارته وأمر بسد باب زاويته عليه وكان الشيخ والفقراء غائبين في وليمة فلما رجعوا آخر النهار وجدوا باب الزاوية مسدودا فقال الشيخ من فعل هذا فقالوا الوزير فقال : ونحن نسد طبقات بدنه فعمى وطرش وخرس وانكتم من المخرجين فمات لوقته فبلغ السلطان ذلك وقالوا إن هذا الأمر ما كان إلا لمولانا السلطان والوزير حمله عنه فنزل السلطان ثانيا لزيارته واستغفر مما صدر منه واعتذر منه وكان اسمه السلطان شعبان ابن السلطان حسن هذه حكاية سيدي علي المرصفي C : وأخبرني مرة بأن شيخه سيدي محمدا ابن أخت سيدي مدين كان عزيزا الإذن فقال لي يا علي أبرز فقد جاءك الأمر من رسول الله A فقبلت يده ولم أبرز خوفا أن يكون ذلك من مكر الأشياخ بالمريد كما وقع لغيري ومراد الشيخ أذن لك رسول الله أن تبرز للصحراء ونحوها بالإذن العام قال : فمكثت حتى جاءني الأمر من الله تعالى فبرزت حينئذ وجلست في بلدي مرصفة فلقنت نحو العشرة آلاف فقير فجاءني الشيخ عبدالقادر الدشطوطي وقال يا علي قم اخرج سح في الأرض وخل هذا التقيد فقلت له اللائق بي ما أنا فيه واللائق بك ما أنت فيه فانصرف . وقال لي مرة : يا ولدي لا يصح الإذن لفقير من رسول الله A حتى يقطع مائتي ألف مقام وسبع وأربعين ألف مقام رضي الله تعالى عنه .
فاسلك يا أخي على يد شيخ لتعرف الطريق ومخارسها ومهالكها وتصير إن اعتزلت تكون عزلتك بحق وإن خالطت تكون مخالطتك بحق . وإلا فمن لازمك الهوى وحظ النفس قربا أو بعدا لأنك إن قربت منهم كان لعلة دنيوية وإن بعدت منهم كان لسوء ظنك وحب التميز عليهم كما هو مشاهد وأقل مراتب الشيخ إذا ظهر أن يكون أعبد من سائر مريديه وأعلم منهم وأزهد منهم وأورع منهم وأخوف من الله فلا تجد أتعب قلبا ولا بدنا من الشيخ إذا نصح في الطريق . وأما إذا غش نفسه وأتباعه فهو من حزب إبليس فإنه متى رأى المريد أنه أعلم أو أعبد من الشيخ عدم النفع به . { والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }