وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ] ] .
وزاد الحافظ العبدري : [ [ ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام ] ] .
قال الحافظ البيهقي : ولم أر هذه الزيادة في شيء من أصوله إنما رواها ابن أبى الدنيا والأصبهاني .
وفي رواية لمسلم وأبى داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم مرفوعا : [ [ من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله تعالى يوم القيامة والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ] ] .
وروى الطبراني وأبو الشيخ مرفوعا : [ [ إن لله تعالى خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله ] ] .
وفي رواية للطبراني مرفوعا : [ [ إن لله تعالى على أقوام نعما يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملوهم فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم ] ] .
وفي رواية لابن أبى الدنيا وللطبراني : [ [ إن لله تعالى أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم ] ] .
وفي رواية للطبراني وابن أبى الدنيا وغيرهما مرفوعا : [ [ ما عظمت نعمة الله على عبد إلا استدلت عليه مؤونة الناس ومن لم يحمل تلك المؤونة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال ] ] .
وفي رواية للطبراني بإسناد جيد مرفوعا : [ [ ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال ] ] .
وروى الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد مرفوعا : [ [ من مشى في حاجة كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد ما بين الخافقين ] ] .
وروى أبو الشيخ ابن حبان وغيره مرفوعا : [ [ من مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له أظله الله D بخمسة وسبعين ألف ملك يصلون عليه ويدعون له إن كان صباحا حتى يمسي وإن كان مساء حتى يصبح ولا يرفع قدما إلا حط الله عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة ] ] .
وروى أبو داود في مراسيله : [ [ أن أناسا من أصحاب رسول الله A قدموا يثنون على صاحب لهم خيرا قالوا : ما رأينا مثل فلان قط ما كان في مسير إلا كان في قراءة ولا نزلنا منزلا إلا كان في صلاة قال : فمن كان يكفيه ضيعته ؟ حتى ذكر : ومن كان يعلف جمله أو دابته ؟ قالوا : نحن قال : فكلكم خير منه ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا : [ [ من كان وصلة لأخيه إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو إدخال سرور رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة ] ] .
وروى الطبراني بإسناد حسن وأبو الشيخ مرفوعا : [ [ من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك سره الله D يوم القيامة ] ] .
ورويا أيضا مرفوعا : [ [ أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن كسوت عورته أو أشبعت جوعته أو قضيت له حاجة ] ] .
والأحاديث في قضاء حوائج المسلمين كثيرة ومشهورة : .
وروى أبو داود مرفوعا : [ [ من شفع شفاعة لأحد فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الكبائر ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نقضي حوائج المسلمين وندخل عليهم السرور ولا نقبل على ذلك هدية منهم على قاعدة أن فعل الطاعات بالأصالة إنما هو للثواب الأخروي وما فاز بذلك إلا العارفون الذين يفعلون الأوامر الشرعية امتثالا لأمر الله دون الأجر الأخروي وأما غيرهم فهو بارك في وحلة الثواب لا ينفك وقد جربنا أن كل من قبل عوضا على شفاعة شفعها عند حاكم فهو خارج عن الطريق ثم تنقطع الوصلة بينه وبين الحق فيرد الحاكم شفاعته ولا يصير له عندهم حرمة كما لا حرمة لأحد من أهل الدنيا عندهم بخلاف من هو قائم لله تعالى .
وسمعت أخي أفضل الدين C يقول : إذا جاء المشفوع له بهدية للشافع فليردها عليه فإن لم يقبلها وقال خرجت عنها للفقراء فليأخذها الشافع ويفرقها على الفقراء والمساكين لا سيما إن كان ظالما أو من أعوان الظلمة وهذا الورع قد صار اليوم قليلا في الفقراء فصار حكمهم حكم البزددار عند الظلمة يعمل لهم المصالح التي هي مفاسد .
فاقض يا أخي حوائج المسلمين لله تعالى وإن طلبت على ذلك أجرا فاطلبه من الله على سبيل إظهار الفاقة وإنه لا غنى لك عن فضله وإياك وقبول الهدية على ذلك لا سيما من النساء والفقراء من الدنيا .
وقد رأيت مرة شخصا من مشايخ العصر يشفع عند الحكام بجعالة مثل الرسل عند الظلمة فدخلت امرأة عجوز حبس الوالي ولدها فقالت : يا سيدي الشيخ اشفع لي في ولدي فقال لها : ما معك للفقراء ؟ فقالت : سبعة أنصاف وعثماني بعت بها غزلي اليوم فقال : هذه ما تكفى فلا زال يشدد عليها حتى جاءته بربعة غزل أخرى فأخذها فأعطاها للنقيب وأخذ الفلوس لنفسه هذا أمر شهدته منه مع أنه بنى له مقصورة وجعل له سترا وتابوتا فكل ذلك لعدم الفطام على يد شيخ ناصح .
وقد سمعت سيدي عليا المرصفي C يقول عن هذا الرجل : لو أمكنني منع هذا الرجل من الجلوس بين الناس لفعلت لكونه جلس بنفسه من غير إذن من شيخ وعمل على عقول بعض الأمراء وتجاهى علينا وقد عمل على عقل أكابر الدولة حتى صاحبنا الأمير محيى الدين من كونه من دهى العالم ولكن لما جمعته على سيدي علي الخواص قال له : إن اجتمعت على ذلك الرجل فلا تعد تأتني أبدا فلم يجتمع به حتى مات .
فاسلك يا أخي الطريق على يد شيخ ثم اجلس لقضاء حوائج الناس بعد الفطام والله يتولى هداك .
وقد كان الشيخ جلال الدين المحلى شارح المنهاج C يخدم جميع عجائز الحارة وشيوخها العاجزين ويشترى لهم الحوائج من السوق وربما سأله إنسان في حاجة فيترك التدريس ويقوم لحاجة ذلك السائل . وسألته عجوز مرة يشترى لها زيتا من السوق فقام من الدرس فقالوا له تترك الدرس لأجل عجوز ؟ فقال : نعم حاجتها مقدمة عليكم وكان أكثر ما يخرج لحوائج عجائز حارته حافيا ويقول الأصل في الأرض الطهارة وكان يخرج في الليلة المطيرة مشدود الوسط ويقول : من له حاجة بنار أجئ بها له من الفرن فيطوف على عجائز الحارة واحدا واحدا رضى الله عنه وقال للشيخ فخر الدين المقدسي والجوجري يوما حين قالوا له : كيف تقدم شراء زيت حار أو مجيئك بالنار على تدريسنا العلم ؟ فقال لهما : المدار على إدخال السرور والمحتاج يحصل له بقضاء حاجته من السرور أكثر مما يحصل لكما بتعليمكما العلم هكذا حكى لي الحاج جلال الدين بزددار الجوالي وكان قد صحب الشيخ جلال الدين سنين كثيرة قال : ورأيته مرة يخبز لعجوز فقلت له في ذلك فقال : قطعنا عمرنا في الاشتغال بالعلم والآفات فيه كثيرة قل من ينجو منها وما رؤى أحد من العلماء بعد موته فقال غفر لي بعلمي أبدا إلا قليلا لما فيه من الآفات بخلاف مثل هذه الحوائج فربما يغفر لنا بها . والله تعالى أعلم .
وسمعت سيدي محمد بن عنان يقول : عندي أن النقيب الواقف في حوائج فقراء الزاوية أكثر أجرا من المقيمين العاكفين على القراءة والذكر والعبادة لأنه لولا سعيه عليهم لم يقدر أحد منهم على الجلوس لتلك العبادة بل كان يخرج يسعى على الرغيف قهرا عليه .
وكان سيدي خضر الذي كفلني يتيما يخرجني في المطر ويعطيني جفنة ويقول : املأها نارا من الفرن ودر على أهل الحارة واعرض عليهم من له بها حاجة ثم يقول : يا ولدي إنما أقصد بذلك أن الله تعالى يقيض لك من يخدمك عند العجز مجازة على فعلك هذا ثم يقول لي : أما رأيت يا ولدي بعض الشيوخ العاجزين عليه الخليقات النظيفة وهو ضرير يقاد إلى المسجد لا يفوته صلاة في جماعة وهو مستغن عن سؤال الناس ؟ فأقول : نعم فيقول : أما رأيت شيخا عليه قحف حافي مكشوف الرأس وما عليه من الصلاة أبدا إذا فاتت وهو دائر يسأل الناس جديدا نقرة فلا يعطونه ؟ فأقول : نعم فيقول : هذا ضيع حقوق الله وحقوق عباده في صغره فضيعه الله في كبره وذاك وفى بحق الله وحق عباده في صغره فقيض الله تعالى له من يخدمه في كبره فلا تكاد ترى مخدوما قط في كبره إلا وقد خدم الناس في صغره . { والله غفور رحيم }