وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى الترمذي وغيره مرفوعا ومرسلا : [ [ السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل ] ] .
وروى الأصفهاني مرفوعا : [ [ ألا إن كل جواد في الجنة حتم على الله وأنا به كفيل ألا وإن كل بخيل في النار حتم على الله وأنا به كفيل ؟ قالوا يا رسول الله : من البخيل ومن الجواد ؟ قال : الجواد من جاد بحقوق الله في ماله والبخيل من منع حقوق الله وبخل على ربه وليس الجواد من أخذ حراما وأنفق إسرافا ] ] .
قلت : وقد سئل الشيخ محيى الدين بن العربي C عن حقيقة الإسراف فقال : الإسراف كرم واسع خارج عن الحد والمقدار ولكن لما كان صاحب هذا الحال لا يقدر على المداومة عليه بل يندم على ما يخرجه إذا وجد حاله قد ضاق جعله الله تعالى مذموما وجعل المحمود حالة بين إسراف وتقتير . والله أعلم .
وروى الترمذي مرفوعا : [ [ إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ] ] .
وروى أبو داود في مراسيله : [ [ إذا أراد الله بقوم خيرا ولى أمرهم الحكماء وجعل المال عند السمحاء وإذا أراد الله بقوم شر ولى أمرهم السفهاء وجعل المال عند البخلاء ] ] .
وروى أبو الشيخ مرفوعا : [ [ السخاء هو خلق الله الأعظم ] ] .
وفي رواية له أيضا مرفوعا : [ [ ما جبل ولى لله D إلا على السخاء وحسن الخلق ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا : [ [ إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما ] ] .
وروى الطبراني : [ [ أن شخصا قال : يا رسول الله من السيد ؟ قال : يوسف ابن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام قالوا : فما في أمتك سيد ؟ فقال : بلى رجل أعطى [ أعطي ؟ ؟ ] مالا ورزق سماحة وأدنى الفقير وقلت شكاته في الناس ] ] .
وروى الطبراني والأصفهاني مرفوعا : [ [ إن الله تبارك وتعالى بعث جبريل إلى إبراهيم عليهما السلام فقال : يا إبراهيم إني لم أتخذك خليلا على أنك أعبد عبادي لي ولكن اطلعت على قلوب المؤمنين فلم أجد قلبا أسخى من قلبك ] ] .
وروى ابن أبى الدنيا والأصبهاني وأبو الشيخ مرفوعا : [ [ تجافوا عن ذنب السخي فإن الله تعالى آخذ بيده كلما عثر ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نرغب إخواننا في الجود والسخاء ونكون أول فاعل لذلك لا سيما في شهر رمضان وهذا العهد قد قل العمل به في غالب الناس حتى العلماء ومشايخ الزوايا فاكتفوا بالتوسعة على أنفسهم في المطاعم والملابس والنكاح للمخدرات والسراري الحسان حتى إني رأيت بعض من يدعى الصلاح والفقر لا يركب الحمار بل الخيول المسومة ورأيته مرة احتاج للركوب في حاجة وغابت الفرس وعنده حمارة فلم يركبها وقال : أستحيي أن أمر في مصر على حمارة مع أنه متعمم بصوف وله عذبة وشعرة وهذا أمر ينافى طريق الفقراء من كل وجه .
وقد سمعته مرة يقول : نحن بحمد الله الدنيا في يدنا لا في قلبنا فأرسلت له ضريرا معيلا يطلب منه شيئا من ملبوسه أو ثمن جبة أو صاعا من قمح فلم يعطه مع أن بيته أوسع من بيت أمير فقال له الضرير : فأين قولك بحضرة فلان الدنيا في يدنا لا في قلبنا وهل ثم أحوج مني فإني أعمى معيل وتعرف أن أحدا ما بقي يعطى السائل شيئا فضلا عن كونه يرسل له شيئا بلا سؤال فرجع من عنده مكسور الخاطر وكان الأولى بذلك الشيخ أن يعطيه نفقة يومه أو قميصا من ثيابه التي تزيد على ثلاثين زيقا كما أخبرني بذلك خادمه .
ودخلت مرة أنا وأخي الشيخ زين العابدين ابن الشيخ عبيد البلقسي نفعنا الله ببركاته على شيخ من مشايخ العصر فصار يرغبنا في الفقر وضيق اليد ويقول لنا : الفقراء ما تميزوا عن الناس إلا بالزهد في الدنيا اختيارا فملنا إليه بالمحبة لحسن كلامه فجاءنا ولده يستشفع بنا عنده أن يزيد نفقته فقلنا له كم يعطيك كل يوم فقال : عشرة أنصاف فقلنا له وهذا يكفى أكبر الفقراء فقال : دخل والدي كل يوم ثلاثمائة نصف ينفق منها نحو خمسة عشر نصفا ويخزن الباقي فقلت له : قد يكون يا ولدى يتصدق به من غير علمك فقال : لو كان يتصدق ما كان في صندوقه نحو أربعين ألف دينار هذا لفظ ولده فإذا كان هذا حال مشايخ العصر الذين يقتدى بهم فكيف بالعوام .
وقد سمعت سيدي عليا الخواص C يقول : من أراد أن يظهر بالمشيخة في هذا الزمان فليكن أول عامل بجميع ما يدعو إليه وإلا فهو فتنة على العباد فلا أتعب قلبا ولا بدنا ولا أضيق معيشة من الفقراء الصادقين أبدا .
وسمعته يقول : ليس السخي من ينفق ماله فيما نهاه الله عنه وإنما السخي من ينفق ماله في مرضاة الله .
وسمعته يقول : إياك أن ترى مع فقير دنيا عريضة ولا تراه يؤدى زكاتها فتسيء الظن به فإن من الفقراء من يكون من أصحاب الخطوة فيخطو خطوة إلى بلاد الهند مثلا من مصر فيدفع زكاته إلى فقراء تلك البلاد كما كان يقع للشيخ محمد الشربيني C .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ صادق لا مثل هذا الشيخ الذي ذكرناه فإن من دعا إلى خير ولم يفعل كانت أفعاله مكذبة له وحاجبة للناس عن سماع مقاله فإذا سلك على يد شيخ بصدق وإخلاص فإنه يقربه إلى حضرة الله D وهناك يقوى يقينه بالله وينفق كل ما دخل في يده بخلاف البعيد عن حضرته فإنه بالضد من ذلك فلا يكاد يعطى أحد شيئا لضعف يقينه { والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم }