وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( تابع . . . 1 ) : - روى مسلم مرفوعا : [ [ أن رجلا زار أخا له في قرية فأرصد الله تعالى على .
وقد قال أبو يزيد البسطامي رضى الله عنه : يا رب بم يتقرب إليك المتقربون ؟ فقال : بما ليس من صفتي فقال يا رب وما هو ؟ قال الذل والافتقار . وهذا الأمر على خلاف القاعدة العقلية من أنه لا يقرب شيء من شيء إلا بما فيه من المشابهة فكل ما تخلق به العبد من نظير صفات الحق تعالى في الأسماء التي لم يأذن في التخلق بها يبعده عن الحق كما أشار إليه خبر : [ [ الكبرياء إزاري والعظمة ردائي فمن نازعني واحدا منهما قصمته ] ] .
فثم صفات لم يأذن الحق في التخلق بها وثم صفات أذن لعباده في التخلق بها كالكرم والصفح والحلم ونحو ذلك .
وسمعت سيدي الشيخ عبدالحليم بن مصلح C يقول : ما خرج أحد لزيارة عالم أو صالح ليستفيد علما أو أدبا إلا رجع بما كان فوق أمله من ذلك وما خرج أحد لإنكار أو انتقاد إلا ورجع محملا بالأوزار لأن العلماء بالله تعالى جارون على الأخلاق الإلهية في نحو حديث : [ [ أنا عند ظن عبدي بي ] ] . وفي نحو حديث : [ [ المسجد بيتي فمن دخل المسجد لشيء فهو حظه ] ] .
واعلم أن الزيارة مأخوذة من الزور : أي الميل يقال زار فلان فلانا إذا مال إليه ومن شرط صحة الميل لشخص أن يعمى عن مساويه .
وقد بلغنا عن السلف أنهم كانوا إذا خرجوا إلى زيارة عالم أو صالح تصدقوا بصدقة وطلبوا بذلك أن الله تعالى يعميهم عن مساوئ ذلك المزور فكانوا لا يخرجون من عنده إلا بفائدة ولو لم يكن هو من أهلها أجراها الله تعالى على لسانه لموضع صدق الزائر .
وكان سيدي علي الخواص C يقول : إذا زارت عيالكم بعض إخوانكم فلا تتكلفوا في الطبيخ عندهم وخففوا الأمر جهدكم فإن طبختم عندهم الطعام كلفتموهم إلى مثل ذلك ثم لا تناموا عندهم إلا إن كانت الدار واسعة المرافق تسعكم وتسعهم من غير مشاركة في دخول بيت الخلاء ويكون الزمان زمان صيف فإن كانت الدار ضيقة أو في ليالي الشتاء فارجعوا ناموا في بيوتكم . واستأذنه مرة بعض إخواننا فيما يطبخه عند أصهاره من الطعام ؟ فقال : تسمع نصحي فقال : نعم فقال : خذ أذناب البقر من قاعة الدهن واسلخها وفكك عظمها واسلقها في الماء فإذا علا الدهن فوق الماء فاقشط الدهن وكب الماء الزفر وضع في الدست ماء نظيفا واسكب الدهن عليه ثم حط عليه شوية أرز أو شوية دشيش قمح فقال : يا سيدي أستحيي أدخل لبيت أصهاري بأذناب البهائم فقال : يا ولدى إن الذنب لا ينظر أحد إليه بخلاف الأشياء الفاخرة وهذا لا يقدر عليه إلا من خلص حاله مع الله ولم يراع أحدا من وجوه العظم .
وسمعت سيدي عليا المرصفي C يقول : لا ينبغي للمريد أن يزور ولا يزار لغلبة الآفات عليه فلا هو مرصد للتربية ليقتدى به ولا المزور معد لتربيته وربما سمع من ذلك الشيخ الذي زاره كلمة موافقة لهواه فتسربها نفسه فهلك وأراد سيدي محمد الشناوي زيارة شيخ من مشايخ عصره فشاور شيخه الشيخ محمد بن أبى الحمائل C فنظر إليه شزرا وقال : يا محمد لا ينبغي لمريد أن يأخذ عن شيخ إلا إذا علم أنه يكفيه عن جميع الناس فإن كنت لا أكفيك فكيف تقيدت علي في الظاهر وباطنك بخلافه فقال : يا سيدي التوبة فتاب قال : فما زرت بعد ذلك المجلس أحدا من المشايخ حتى مات شيخي .
وسمعت أخي أبا الفضل يقول : قل أن يزور مريد مريدا إلا ويذكر كل منهما للآخر محاسن نفسه ويزكي كل منهما نفسه فيهلكان جميعا لأن إبليس لمثلهم بالمرصاد وغاية الزيارة أنها سنة وإذا جاءنا عن طريق تلك السنة معصية لا نقدر على السلامة منها تركنا السنة ولا شك أن تزكية الإنسان لنفسه حرام إلا لغرض صحيح كما زكى النبي A نفسه بقوله : [ [ أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ] ] .
وإنما قال ذلك لأجل أن أمته يريحون نفوسهم من التعب في الذهاب إلى نبي بعد نبي يوم القيامة كغيرهم من الأمم ويأتونه أولا فما ذهب إلى غيره وتعب إلا من لم يبلغه هذا الحديث أو بلغه ونسيه .
ومعلوم أن المريد غارق في حكم الطبيعة لا يقدر على تزكية نفسه إلا ليمدح بذلك عند الناس فافهم وما أمرنا الشارع بزيارة بعضنا بعضا إلا خالصا مخلصا لوجه الله لا نريد من الخلق جزاء ولا شكورا .
وسمعت سيدي الشيخ أبا السعود الجارحي يقول : إذا زار أحدكم أميرا فليسأله الدعاء فإن الله تعالى يستحيي من الأكابر في هذه الدار أن يرد لهم دعوة يسألونه فيها فلا تتوقف يا أخي في ذلك وإن من فضله سبحانه وتعالى أنه يجيب دعاء ملوك الكفار إذا سألهم قومهم حاجة فضلا عن ولاة المسلمين كما وقع لفرعون في طلوع النيل حين توقف وقال : يا رب لا تفضحني بين قومي . وتأويل ذلك أن سؤال الأمير لربه في الأمور الدنيوية أقرب من دعاء الصالح إذ الأمير همته متوفرة إلى الدنيا بخلاف الصالح فإذا سأل أحدنا الأمير المحب للدنيا في حاجة يتوجه بكليته إلى قضاء تلك الحاجة الدنيوية الفانية التي لا تسوى جناح بعوضة فيعطيها الله لذلك المدعو له لأن حضرة وجوده واسعة وجوده فياض لا يرد سائلا يسأل شيئا نفيسا أو خسيسا بخلاف الصالح ليس له همة متوجهة إلى تحصيل شيء من أمور هذه الدار إلا ما لا بد له منه ومعظم همته أن الله تعالى يؤخر تلك الحاجة للدار الآخرة التي هي دار البقاء .
وقد ورد : إن من الناس من يندم في الآخرة على كل حاجة قضيت له في دار الدنيا لما أعد الله ولما ينظر من الثواب الجزيل لأهل البؤس في دار الدنيا حتى يقال لأحدهم إذا غمس في النعيم : هل رأيت بؤسا قط ؟ فيقول : لا يا رب .
وسمعت سيدي محمد بن عنان C يقول : بلغنا عن الإمام أحمد أن السلف كانوا إذا اجتمع أحدهم بأخيه لا يفترقان إلا على قراءة سورة { والعصر إن الإنسان لفي خسر } إلى آخرها فينبغي المواظبة على ذلك .
وكان سيدي محمد بن عنان إذا زاره أحد لا يدعه يذهب حتى يقدم له طعاما فإن لم يجد أسقاه الماء وكان يقول أحيوا هذه السنة فإن بها تأتلف القلوب ويقوى شعار الدين وتتعاضد القلوب ببعضها بعضا وكان يقول : إذا دخل أحد من الأكابر عليكم فلا تغيروا ملبوسكم لأجل قدومه إلا بنية صالحة وكذلك إذا دعيتم لشفاعة أو جنازة . ثم يحكى عن الفضيل بن عياض أنه كان يقول : لو قيل لي إن فلانا داخل عليك فسويت لحيتي بيدي لقدومه وأنا غافل عن نية صالحة في ذلك لخشيت أن أكتب في جريدة المنافقين .
وسمعت سيدي محمد المنير رضى الله عنه يقول : ليتحفظ الفقير إذا دخل عليه أمير كل التحفظ فإن كان يعلم من نفسه أنه يأمره بمعروف وينهاه عن منكر فليقابله وإلا فليقل له أحد إن فلانا ما هو هنا ويشير إلى مكان بعينه في نفسه وأين من يدخل عليه الباشات أو الدفتردار مثلا وعليه ثوب حرير فيقول له : هذا حرام عليك فانزعه وإلا فلا تعد تدخل علينا هذا أمر قليل وقوعه جدا فالهروب من مقابلتهم أولى والسلام .
وسمعت سيدي عليا الخواص يقول : من أدب الزيارة للملوك أن يدخل الزائر إليهم أعمى ويخرج من عندهم أخرس .
فتأمل يا أخي ما ذكرته لك في هذا الدهليز إلى العمل بالعهد ثم زر أو اترك والله يتولى هداك