وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى الشيخان مرفوعا : [ [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ] ] الحديث .
وفي حديث الشيخين : [ [ وإن لزورك عليك حق ] ] .
أي وإن لزوارك وأضيافك عليك حقا يقال للزائر زور بفتح الزاي سواء فيه الواحد والجمع قاله الحافظ عبدالعظيم .
وروى مسلم وغيره : [ [ أن رجلا جاء إلى النبي A فقال : إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن بأسرهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال : من يضيف هذا الليلة C ؟ فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء ؟ قالت : لا إلا قوت صبياننا قال : فعلليهم بشيء وإذا أرادوا العشاء فنوميهم ؟ فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل ] ] .
وفي رواية : [ [ فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه . قال فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى النبي A فقال : قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما فنزلت هذه الآية : { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } .
وروى مالك والشيخان وغيرهم مرفوعا : [ [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوى ؟ ؟ عنده حتى يحرجه ] ] .
قال الترمذي : ومعنى لا يثوى عنده لا يقيم حتى يشتد على صاحب المنزل والحرج الضيق .
وقال الخطابي : معناه لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد ثلاثة أيام من غير استدعاء منه حتى يضيق صدره فيبطل أجره .
قال الحافظ عبدالعظيم : وللعلماء في هذا الحديث تأويلان : أحدهما أنه يعطيه ما يجوز به ويكفيه في يوم وليلة إذا اجتاز به وثلاثة أيام إذا قصده والثاني يعطيه ما يكفيه يوما وليلة ويستقبلهما بعد ضيافته .
وروى الإمام أحمد والبزار وأبو يعلى مرفوعا : [ [ للضيف على من نزل به من الحق ثلاث فما زاد فهو صدقة وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل المنزل ] ] .
وروى الإمام أحمد ورواته ثقات والحاكم مرفوعا : [ [ أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه ] ] .
وفي رواية لأبى داود وابن ماجه : [ [ ليلة الضيف حق على كل مسلم فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين إن شاء قضى وإن شاء ترك ] ] .
وفي رواية لأبى داود والحاكم وقال صحيح الإسناد مرفوعا : [ [ أيما رجل أضاف قوما فأصبح الضيف محروما فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ قرى ليلته من زرعه وماله ] ] .
وفي رواية للطبراني مرفوعا : [ [ الضيافة ثلاثة أيام حق لازم فما كان بعد ذلك فهو صدقة ] ] .
وروى الإمام أحمد مرفوعا : [ [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه قالها ثلاثا قال رجل : يا رسول الله وما كرامته ؟ قال ثلاثة أيام فما زاد بعد ذلك فهو صدقة ] ] .
وروى الأصبهاني مرفوعا : [ [ الملائكة تصلى على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة ] ] .
وفي رواية لابن ماجه وابن أبى الدنيا مرفوعا : [ [ للخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير ] ] .
وروى الطبراني بإسناد جيد مرفوعا : [ [ مكارم الأخلاق من أعمال الجنة ] ] .
وروى الإمام أحمد مرفوعا : [ [ لا خير فيمن لا يضيف ] ] .
ورجاله رجال الصحيح إلا ابن لهيعة . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نقرى الضيف ونكرمه ونأمر جميع إخواننا بذلك ونبين لهم ما ورد في تأكيد حقه وهذه السنة عظيمة والعمل بها قليل لا سيما قرى الأمراء فلا تكاد ترى لهم رغيفا إلا في النادر وكان الأولى لهم إحياء هذه السنة التي اندرست ويقرون كل وارد عليهم حسب الطاقة لأن حامل العلم والقرآن من نواب النبي A وصغيرته كبيرة فينبغي لكل عالم أن يدعو طلبته إلى طعامه كلما قرءوا عليه ولو رغيفا يفرقه عليهم .
وقد قلت مرة لطالب علم ورد علي فغذيته : لا تؤاخذنا بالتقصير فإن طعامنا قليل الدسم ما هو مثل طعام شيخك فقال لي : أنا ما رأيت له طعاما إلى وقتي هذا مع أنه أجازه بالفتوى والتدريس .
واختلف الناس مرة في هلال رمضان فقال الناس : انظروا العلماء هل هم صائمون فصوموا ؟ فقال شخص عن شيخه إنه تغدى هو وأنا في هذا اليوم فقال له طالب آخر هذا من علامة كذبك فإن شيخنا ما رأيناه قط يأكل مع أحد ثم قال لي : يقولون في أفواه الناس ثلاثة لا ترى لهم أجنحة الفرس ورجل الثعبان وخبز الفقيه فقلت له : ثم من العلماء من قلبه عاكف في حضرة الاسم المانع فلا يقدر على أن يطعم أحدا إلا إن خرج من حضرته إلى حضرة الاسم الكريم والمعطى وأجبت عن شيخه فلم يصغ إلي وقال : لا أقدر على قلبي يميل إلى من لا يطعمني مثل من يطعمني أبدا فقلت له : هل هذا الذي منعكه كان رزقك وحال بينك وبينه أم ليس هو رزقك ؟ فقال : ليس هو رزقي وقولك صحيح ولكن الله قد ذم البخيل مع أنه لم يقسم على يديه رزقا لأحد فقلت له : للحق تعالى أن يذم عبده وأما نحن فليس لنا الاشتغال بذم الخلق خوفا من وقوعنا في غيبتهم ورجوعنا في أمرهم إلى القسمة الأزلية فيه رائحة عذر لهم وأسلم لديننا فعلم أن الكريم جعل الله تعالى أرزاق الخلائق على يديه ومدحه فضلا منه والبخيل لم يجعل لأحد على يديه رزقا وذمه عدلا منه فما أطعم كريم قط أحدا من رزقه هو وإنما أطعمهما قسمه الحق تعالى لذلك الآخذ ولو أراد أن يمنعه لما قدر وليتأمل الإنسان في نفسه يطبخ الدست الطعام الكبير في داره ويتعب في تحصيله ولا يقسم له منه لقمة ويأتي الضيف فيأكل منه فالمنة لله تعالى الذي خلق وقسم والعبد كالقناة الجاري منها الماء أو كالدست أو كالمغرفة فمن مدح القناة أو الدست أو المغرفة في المجالس ونسى الله فهو أخرف العقل .
فإياك يا أخي أن تطلق لسانك فيمن وردت عليه فلم يطعمك شيئا لا سيما الأولياء المكملون من أصحاب الكشف فإنهم ما منعوك عن بخل وإنما لكونك لم يقسم لك شيء على يدهم لكونهم خرجوا عن شهود الملك لشيء من الكون دون الله ويرون نفوسهم كالوكيل الذي عين له المالك جماعة يعطيهم وجماعة يمنعهم فليس له تعدى مراسم المالك الحقيقي أبدا فهم يودون أن يقسم على يدهم شيء لذلك الممنوع فلم يجبهم الحق تعالى لذلك لما سبق في علمه وقد قالوا : أقبح من كل قبيح صوفي شحيح أي يشح على الناس بحكم الطبع والجبلة لا بحكم الكشف وعدم القسمة .
وقد أخبرني شيخنا شيخ الإسلام زكريا الأنصاري C تعالى أنه قدم هو وجماعة على سيدي إبراهيم المتبولي ببركة الحاج فأبطأ عليهم بالضيافة قال : ثم خرج إلينا فقال : ما بقي شيخ في هذا الزمان إلا اللقمة فإن كان عندنا مدد فهو في لقمتنا ثم شق لنا بطيخة وصار يفرق علينا من غير ترتيب السنة فأراد بعض أصحابي أن يعترض عليه فقلت له الأدب ولكن ورخوا هذه الواقعة فورخناها فكانت تفرقته على ترتيب الأعمار فالذي أعطاه أولا مات أولا والذي أعطاه ثانيا مات ثانيا وكنا اثني عشر نفسا فلم يتقدم متأخر على متقدم أخذ الشقة قبله ثم قال : يا ولدي الاعتقاد ربح والإنكار خسران رضى الله تعالى عنه .
وسمعت أخي أفضل الدين يقول : إياك أن تضيف إنسانا و يخطر في بالك المقابلة إذا وردت أنت الآخر عليه بل أطعمه لوجه الله لا تريد منه جزاء ولا شكورا ومتى خطر في بالك أنه يقابلك إذا وردت عليه فلست مخلصا بل لأنت مراء والمرائي أجره حابط من أصله قال وهذا هو حال غالب الناس اليوم فإن علمت ذلك يا ولدي من إنسان فلا تأكل له طعاما لا سيما الفلاحون فإن أحدهم لا يتكلف لمن ورد عليه إلا على نية طلب العوض لعجزهم عن بلوغ مقام الإخلاص وإن شككت فجرب .
قلت : وقد سافرت مرة إلى سيدي أحمد البدوي أزوره فعزم على شخص وذبح لي شاة وجمع أهل بلده عليها فحصل لي منها عضة من ذنبها من غير زيادة فما رجعت مصر ومكثت نحو سبعة أيام إلا وهو داخل إلي ومعه سبعة عشر نفسا وكنت متجردا من الدنيا لا أقبل من أحد شيئا مطلقا وليس لي حرفة فأرسلت السوق وجئت لكل واحد برغيف وشقفة ملح فلما وضعتها بينهم صاروا يوبخون صاحب العنز ويقولون هذا صاحبك ثم غضبوا وخرجوا من غير أكل إلى وقتنا هذا فاعلم ذلك .
وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : إذا استضفت إنسانا فقال لك بعد يوم أو يومين أو ثلاثة دستور أروح فإني أخاف أن أكون شققت عليكم فلا تأكل له طعاما بعد ذلك لأنه ما قال ذلك إلا بحسب ما عنده من أنه يستثقل بالضيف وهذا منزع دقيق .
وسمعته مرة أخرى يقول : إياك أن تأكل لمن استضافك لأجل اعتقاده فيك الصلاح فإنك إن كنت صالحا في نفس الأمر فقد أكلت بدينك وإن لم تكن صالحا فقد أكلت حراما بنص الشريعة فقلت له : ممن آكل ؟ فقال : لا تأكل إلا ممن لو رآك تشرب الخمر لا يقطع ضيافته عنك فإنه حينئذ يطعمك لله تعالى بخلاف من غلب ظنك فيه أنك لو سلمت من الصلاح لم يطعمك لقمة . وهذا ورع الفقراء الذين مضوا وأما اليوم فلا تكاد ترى أحدا يتورع من ذلك .
وسمعته رضى الله عنه يقول : إذا استضفت إنسانا في رمضان فلا تقدم له طعاما كثيرا زيادة على حاجته إلا إن علمت منه العفة والقناعة وعدم شراهة النفس فإن علمت منه ضد ذلك فأخرج له شيئا يسيرا لأن رمضان شهر الجوع ومن أعان ضيفا على تعدى آداب الشارع فهو إلى قلة الأجر أقرب فينبغي للفقير أن يكون أشفق على الناس وعلى دينهم من أنفسهم فقلت ربما خاف الإنسان من نسبته إلى تقصير إذا أخرج للضيف كسرة يابسة مثلا فقال : من يخاف العتب من الناس ما هو من رجال هذا المقام إنما هذا لمن يراعى الله وحده وقد جربنا أنه ما أخلص عبد في شيء ورد عليه بسوء أبدا فإن رد عليه بسوء فإنما ذلك لشيء يخالطه من أهوية النفوس .
وسمعته مرة أخرى يقول : لا يكمل الفقير عندنا الطريق حتى يكرم كل وارد عليه من الأنفاس والخواطر من حيث إنهم رسل الله فتروح تلك الأنفاس والخواطر إلى حضرة ربها شاكرة له ما صنعه فيها من الأعمال المرضية والأخلاق النبوية .
وسمعته مرة أخرى يقول : إياك أن تضيف مريدا من مريدي الغير إلا إن كنت تعلم منه ثبات قلبه مع أستاذه بحيث لا يبدي لك ميلا يجرح مقام أستاذه فإن علمت منه ذلك فليس لك أن تضيفه لئلا يتلف حاله مع شيخه ويصير لا يقبله كما أنك أنت الآخر لا تقبله من حيث إشراكه أستاذه معك أو إشراكك من أستاذه .
وسمعت سيدي محمد بن عنان C يقول : إذا صرت موردة للناس فإياك أن تتكلف لضيف فإنك تهرب ولو على طول .
{ والله عليم حكيم }