وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى مسلم مرفوعا : [ [ أن رجلا زار أخا له في قرية فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية ؟ قال : هل له عليك من نعمة تربيها ؟ قال : لا غير أني أحببته في الله قال : فإني رسول الله إليك فإن الله قد أحبك كما أحببته فيه ] ] .
والمدرجة : الطريق ومعنى تربيها : أي تقوم بها وتسعى في صلاحها وتكافئه عليها .
وروى ابن ماجه والترمذي وحسنه ابن حبان في صحيحه مرفوعا : [ [ من عاد مريضا أو زار أخا في الله ناداه مناد : بأن [ [ طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا ] ] .
وفي رواية للبزار وأبى يعلى مرفوعا : [ [ ما من عبد أتاه أخوه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة وقالا : [ [ قال الله في ملكوت عرشه : عبدي زارني وعلي قراه فلم أرض له بثواب دون الجنة ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا : [ [ ألا أخبركم برجالكم في الجنة ؟ قلنا بلى يا رسول الله قال : النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة ] ] الحديث .
وفي رواية للطبراني مرفوعا : [ [ إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه ويقولون اللهم كما وصله فيك فصله ] ] .
وروى مالك بإسناد صحيح مرفوعا : [ [ قال الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا : [ [ إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى للمتحابين فيه والمتزاورين فيه والمتباذلين فيه ] ] .
وفي رواية له منقطعا : [ [ قال عبدالله بن مسعود لأصحابه حين قدموا عليه : هل تجالسون ؟ قالوا : لا نترك ذلك قال : هل تزاورون ؟ قالوا : نعم يا أبا عبدالرحمن إن الرجل منا ليفقد أخاه فيمشى على رجليه إلى آخر الكوفة حتى يلقاه قال : إنكم لن تزالوا بخير ما فعلتم ذلك ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا : [ [ من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع ] ] .
وروى البزار بإسناد جيد : [ [ أن رسول الله A قال لأصحابه يوما : انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور خلا لنا البصير وكان مكفوف البصر ] ] .
وروى الطبراني والبزار مرفوعا : [ [ زر غبا تزدد حبا ] ] .
قال البزار : ولا يعلم فيه حديث صحيح .
وقال الحافظ عبد العظيم : وكذلك أنا لم أقف له على طريق صحيح لكن له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره قلت : قال الحافظ السخاوي : [ [ ومجموع طرق الحديث يصير بها قويا وقول البزار ليس فيه حديث صحيح لا ينافى ذلك قال : وقد أنشد ابن دريد في ذلك : .
عليك بإغباب الزيارة إنها ... إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا .
فإني رأيت الغيث يسأم دائما ... ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا .
وأنشد غيره : .
أقلل زيارتك الصدي ... ق ( الصديق ) تكون كالثوب استجده .
وأشد شيء لامرئ ... أن لا يزال يراك عنده .
والله تعالى أعلم .
وروى ابن حبان في صحيحه عن عطاء قال : [ [ دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضى الله عنها فقالت : لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزورنا فقال : أقول يا أمه كما قال الأول : [ [ زر غبا تزدد حبا ] ] . فقالت : دعونا من بطالتكم هذه الحديث .
وروى الإمام أحمد ورواته ثقات : [ [ أن النبي A قال لأم سلمة أصلحي لنا المجلس فإنه ينزل ملك إلى الأرض لم ينزل إليها قط ] ] .
وروى الإمام أحمد عن أم بجيد بضم الموحدة وفتح الجيم قالت : [ [ كان رسول الله A يأتيني في بني عمرو بن عوف فأتخذ له سويقا في قبة فإذا جاء سقيتها إياه ] ] .
وروى الطبراني موقوفا ورواته ثقات : أن إبراهيم بن قشيط وهو المدفون بطنطا أبى تراب في الغربية قال : الحافظ وليس قبر صحابي محقوق غيره دخل على عبدالله بن الحرث ابن جزء الزبيدي فرمى إليه بوسادة كانت تحته وقال : [ [ من لم يكرم جليسه فليس من أحمد ولا من إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نزور الإخوان والصالحين ونكرم كل وارد علينا حتى واردات الحق تعالى فنكرمها بتلقيها بالتعظيم والإجلال والرضا بها عن الله D .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ ناصح يسلك به حتى يدخله حضرات الولاية ويمر به إلى حضرات الأخلاق الحسنة ويكسوه منها ما قسم له فتصير سجيته تعصى النفس والشيطان في كل ما يطلبانه من العبد ويطيع الملك بالبديهة ويطيعه في جميع لماته وهناك يخوض في الرحمة إن زار أحدا ذاهبا وراجعا فإن غالب زيارات الناس اليوم لبعضهم بعضا لا إخلاص فيها وإنما هي أهوية نفوس فترى الفقير أو العالم يزور أخاه وهو متلفت إلى ذكر ما أطلع عليه من نقائص أخيه وتستحلى نفسه ذلك حتى يذكره للناس وربما كان المذكور لهم ذلك أعداء لذلك الفقير المزور فلا هو نصحه في ذلك النقص الذي رآه فيه بينه وبينه ولا هو ستره بين الناس . وكثيرا ما يخرج أحدهم من عند ذلك الفقير أو العالم يقول زرت فلانا البارحة مثلا فوجدت عنده دعوى عظيمة للصلاح والعلم ولو علمت أنه في تلك الحالة ما زرته ويظهر الندم على زيارته احتقارا له بين الناس فمثل هذا الزائر خاض في نار جنهم ذاهبا وراجعا مع أن هذا القائل ربما زار الظلمة والمكاسين وأكلة الحرام وأكل طعامهم في رمضان وخرج ينشر فضائلهم ولا تكاد تسمع منه لفظة واحدة في حقهم تنقصهم وربما أجاب عنهم زجر من ينقصهم ورد عليه فكان العلماء والصالحون أحق بذلك .
واعلم أن للفقراء والصالحين مكرا خفيا بالزائرين لهم لغير الله فربما طردوهم بتعاطيهم كلمة مباحة حتى لا يكادون يرجعون إليهم كما وقع لسيدي أبى السعود الجارحي مع شخص من العلماء الكبار دخل عليه بميزان الامتحان فقال الشيخ أبو السعود : .
يظن الناس بي خيرا وإني ... أشر الناس إن لم تعف عني .
بنصب الناس وأشر فقال العالم : هذا لا يعرف الفاعل من المفعول فكيف يكون صالحا وفارقه ذا ماله فلقيه الشيخ بعد أشهر فكاشفه وقال : يظن الناس بضم السين فنزل العالم واستغفر الله تعالى فقال له الشيخ : نصبة راحت بك ورفعة جاءت بك ما هكذا يزور الناس الفقراء وما يضرنا اللحن إلى اللحن في القرآن أو الحديث ] ] .
فحرر يا أخي النية الصالحة لكل من طلبت زيارته ثم زر ولو لم تجد نية صالحة إلى سنة أو أكثر فلا حرج عليك في ترك الزيارة وقد كان السلف الصالح يحبون إرسال السلام لبعضهم بعضا ويرون ذلك أحسن من اللقاء خوفا إن كل واحد يرائي الآخر بذكره أحسن ما عنده من الكلام والأخلاق ويزكي نفسه فيستحقان الطرد والمقت كما وقع لإبليس لعنه الله .
وبالجملة فلا يتشوش من قلة زيارة إخوانه له إلا كل قليل العقل . وقد دخل علي شخص من مشايخ العصر كان من أعز الإخوان فذكرت له عن سيدي علي الخواص C أنه كان يقول : من شرط من يدعى الكمال في طريق أهل الله تعالى أن يكون فقيها محدثا صوفيا فقلت : وقد من الله تعالى علي بالثلاثة ولله الحمد وقصدت بقولي فقيها أنني من أهل الفهم في الكتاب والسنة إذ الفقه لغة الفهم وبقولي محدثا أنني أعرف أقول قال رسول الله A كذا وبقولي أنا صوفي لبس الجبة الصوف فخرج من عندي ما ترك زاوية حتى دخل يذمني فيها فقلت له : كيف تدعى طريق الفقراء وأنت لا تحمل أخاك على محمل واحد حسن .
وقد قال الإمام النووي في آداب العالم والمتعلم في مقدمة شرح المهذب : يجب على الطالب أن يحمل إخوانه على المحامل الحسنة في كل كلام يفهم منه نقص إلى سبعين محملا ثم قال : ولا يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق .
ثم إذا دخلت يا أخي لزيارة أخيك فإياك وذكر حال أركان الدولة وما هم فيه أو تذكر أحدا من المسلمين بسوء ونحو ذلك فيصير اجتماعكما معصية وهذا الأمر يقع فيه أكثر الزوار اليوم فيجمع كل واحد منهما جملة كلام وقع في تلك الجمعة فيحكيه لصاحبه ليس فيه كلمة واحدة نصحا ولا خيرا ومثل هؤلاء لا ينبغي فتح الباب لهم . وقد كان سيدي يوسف العجمي شيخ سلسلة التصوف بمصر المحروسة C يوصى النقيب أنه لا يفتح الباب لأحد ممن لا يريد الطريق إلى الله تعالى من أبناء الدنيا إلا إن كان معه طعام أو فتوح للفقراء من مال أو ثياب ويقول : من لم يأت بشيء معه للفقراء فزيارته مدخولة فقيل له : إنكم بحمد الله ليس عندكم ميل إلى الدنيا فقال : صحيح ولكن أعز ما عند أبناء الدنيا دنياهم وأعز ما عند الفقراء وقتهم فلا يشغلونه إلا في شيء يحصل لهم به درجات في الآخرة فإن بذلوا للفقراء أنفس ما عندهم من الدنيا بذلنا لهم أنفس ما عندنا من الوقت .
وما أعرف في أصحابي اليوم أحسن زيارة من أخي الإمام العلامة شمس الدين الخطيب الشربيني فسح الله في أجله وصاحبه الشيخ صالح السلمي رضى الله عنهما فلم أضبط عليهما قط حال زيارتهما كلمة سوء في أحد من خلق الله تعالى لا من أهل العلم ولا من الفقراء ولا من الولاة ولا من العامة فرضى الله عنهما وهذا أمر عزيز الوقوع في طائفة العلماء في هذا الزمان فضلا عن غيرهم بل وقع لي أن شخصا من العلماء جلس عندي في الحجر تحت الميزاب فأخذ يستغيب واحدا من أقرانه فلولا لطف الله لنزل علي وعليه صاعقة من السماء فقلت له : وفي مثل هذا المكان الشريف يقع منك غيبة ؟ فقال : وأستغيب في جوف الكعبة من يستحق الغيبة فقلت له : دستور أدعو الله إن كنت كاذبا ينزل عليك الحب الأفرنجي ؟ فقال : نعم فدعوت عليه بذلك في الملتزم فما رجع من الحجاز إلا وبدنه مشغول بالحب وهو إلى الآن بضربان المفاصل نسأل الله العافية .
وقد كانت زيارة الإخوان في الزمن الماضي كلها فائدة وتلقيحا لبعضهم بعضا كتلقيح النخل وكان أحدهم لا يقول لأحدهم : كيف حالك إلا ليعرفه أخوه بما هو محتاج إليه على الأثر قول بفعل فصار اليوم يلقى الشخص أخاه فيقول له : كيف حالكم فيقول : طيب والحال أنه في غاية التشويش من ضيق معيشة أو من أذى أحد لعلمه بأن قلب من قال له كيف حالكم فارغ منه إما شامت وإما يسخر به ولذلك يلقى بعض الناس صاحبه فيقول له : أي شيء حالكم ؟ فلا هو يخبره بحاله والآخر يقف حتى يعرف حاله وكل ذلك نفاق مكتوب اسم صاحبه في جريدة المنافقين في دواوين السماء بنص الشريعة المطهرة وكانوا يقولون في الزمن الماضي : إذا قل رأس مالك زر إخوانك وصار الحال اليوم إذا زار صاحب الرسمال من الدين أخاه نقص رأس ماله أو زال .
وسمعت سيد عليا الخواص C يقول : لا ينبغي أن يتوقف الزائر لأخيه في الله تعالى على شيء يركبه مع قدرته على المشي إليه وكذلك كل عبادة كطلب علم وخطبة امرأة هو محتاج إليها وجنازة وشفاعة ونحو ذلك كما قال الشعبي C وكان لي صاحب يأتيني من كوم الجارح إلى مصر حافيا مكشوف الرأس فربما منعه البواب فيقول : قولوا لعبد الوهاب رجل جاءكم حافيا مكشوف الرأس فردوه وما قبلوه فكيف بمن يجيئكم منتعلا بعمامته فكنت أفهم إشارته فأخرج له أتلقاه بالترحيب وأقبل يده وأنشد مجنون بني عامر : .
ولو قطعوا رجلي مشيت على العصا ... وإن قطعوا الأخرى حبوت حبوت .
ولو دفنوني تحت ألفى قامة ... تخلخلت من بين التراب وجئت .
وأنشدوا أيضا : .
زر من هويت وإن شطت بك الدار ... وحال من دونه حجب وأستار .
لا يمنعك بعد من زيارته ... إن المحب لمن يهواه زوار .
وخرجت مرة مع سيدي محمد بن عنان لشخص من الفقراء اسمه الشيخ عبد الودود بنواحي قلعة الجبل بمصر فلما أقبل عليه الشيخ حجل بين يديه فرحا بقدومه كما حجل بعض الصحابة بين يدي النبي A لما قدم زائرا وكذلك كان يفعل الشيخ أبو بكر الحديدي إذا قدم عليه فقير .
وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : لا ينبغي لفقير أن يزور أحدا من إخوانه إلا بشيء من القوت ولو رغيفا فإن لم يجد شيئا فليدع له بظهر الغيب فإنها هدية في صحيفته يوم القيامة وهي أنفع من رغيف يعني بيقين .
وسمعت أخي أفضل الدين C يقول : لا تدخلوا لزيارة عالم أو صالح إلا وميزان إنكاركم مكسرة خوفا عليكم من المقت فإنه أعلم منكم بيقين " والجاهلون لأهل العلم أعداء " لعدم وصولهم إلى مراتبهم وكم ممن دخل على عالم أو صالح بدين فخرج بلا دين فحرروا نيتكم قبل الدخول فإن لم يصح لكم إخلاص فارجعوا .
وكان أخي الشيخ الصالح محمد الصندفاوي يقول : ربما أمكث السنة أو أكثر وأنا مشتاق إلى زيارة بعض الإخوان في أجد نية صالحة أزوره بها فعاتبني مرة على طول غيبتي فقلت له حتى وجدت لي نية صالحة جئتك بها فقال جزاك الله تعالى خيرا .
وسمعت شيخنا الشيخ عبدالقادر الشاذلي C يقول : إذا خرج أحدكم لزيارة فلا يخرج إلا بعد صلاة ركعتين ثم يقول بتوجه تام : اللهم إن كان في علمك أن أحدا من الإخوان خرج لزيارتي من بيته فعوقني عن الخروج وإن كان لم يخرج فعوقه في البيت حتى أذهب إليه لئلا نتعب نحن وهو من غير ملاقاة فإن للقاء لذة ليست كغيره .
كما حكى أن أعرابيا ضاع له بعير فكان ينادى ألا من رأى البعير الفلاني فهو له فقال له : إنسان فما فائدة وجوده ؟ قال : لذة اللقاء لا غير .
وكان أخي الشيخ أحمد السطيحة C يقول : أقل مقام الفقير الزائر أن يتلقاه المزور كما يتلقى الأمير الكبير وإن كان عنده بطيخ أو رطب أو عنب أو نحو ذلك نقى له أطايبه كما ينقى لمن دخل عليه من أكابر الدولة كالدفتردار وقاضى العسكر والسنجق والباشا ومتى قصر عن ذلك فقد أساء الأدب مع الفقير وإن كان يدعى الفقر قلنا له : أنت لم تشم من طريق الفقر رائحة لأن تعظيم الخلق إنما يكون بحسب مقامهم عند الله تعالى ولا شك أن صفة الافتقار أقرب إلى الله من صفة الكبرياء والغنى .
( يتبع . . . )