وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- وروى أبو يعلى بإسناد صحيح عن عدى بن حاتم قال : [ [ هشم رجل فم رجل على عهد معاوية فأعطى ديته فأبى أن يقبل حتى أعطى ثلاثا ] ] . فقال رجل : إني سمعت رسول الله A يقول : [ [ من تصدق بدم أو دونه كان كفارة له من يوم ولد إلى يوم تصدق ] ] .
وروى الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح مرفوعا : [ [ ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها إلا كفر الله عنه مثل ما تصدق به ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا : [ [ ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين من شاء : من أدى دينا خفيا وعفا عن قاتله وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات - قل هو الله أحد - فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله ؟ قال أو إحداهن ] ] .
وروى الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن لولا الانقطاع أن رجلا من قريش دق سن رجل من الأنصار فاستعدى عليه معاوية فقال له معاوية إنا سنرضيك وألح الآخر على معاوية فأبرمه فقال معاوية شأنك بصاحبك وأبو الدرداء جالس عنده : فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله A يقول : [ [ ما من رجل يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه به خطيئة ] ] .
فقال الرجل فإني أذرها له فقال معاوية لا جرم لأرضينك فأمر له بمال .
وفي رواية للإمام أحمد موقوفا : [ [ من أصيب بشيء في جسده فتركه لله D كان كفارة له ] ] .
وروى الإمام أحمد وأبو يعلى والبزار مرفوعا قال : [ [ ثلاث والذي نفسي بيده لو كنت حالفا لصدقت لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله به عزا يوم القيامة ] ] الحديث .
وفي حديث الطبراني : [ [ ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا فاعفوا يعزكم الله ] ] .
وروى مسلم والترمذي مرفوعا : [ [ ما نقص مال من صدقة وما زاد الله بعفو إلا عزا ] ] .
وروى الحاكم وصحح إسناده مرفوعا : [ [ من سره أن يشرف له البنيان وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعط من حرمه ويصل من قطعه ] ] .
وروى البزار والطبراني مرفوعا : [ [ ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات قالوا نعم يا رسول الله قال تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطى من حرمك وتصل من قطعك ] ] .
وفي رواية للطبراني أن رسول الله A قال لعلي رضى الله عنه : [ [ ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتعفو عمن ظلمك ] ] .
وفي رواية للإمام أحمد بإسناد جيد مرفوعا : [ [ من لا يغفر لا يغفر له ] ] .
وروى أبو داود : [ [ أن عائشة رضى الله عنها سرق لها شيء فجعلت تدعو على من سرقه فقال لها رسول الله A : لا تسبخي عنه ] ] .
ومعناه : لا تخففي عنه العقوبة وتنقصي أجرك في الآخرة بدعائك عليه والتسبيخ : التخفيف .
وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا : [ [ إذا وقف الناس للحساب نادى مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثانيا وثالثا فقال ومن ذا الذي أجره على الله ؟ فقال العافون عن الناس فقال كذا وكذا ألف يدخلونها بغير حساب ] ] .
وروى الحاكم والبيهقي بإسناد صحيح عن أنس قال : [ [ بينا رسول الله A جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر : ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ؟ فقال : رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما : يا رب خذ مظلمتي من أخي فقال الله : كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء ؟ قال : يا رب فيحمل من أوزاري وفاضت عينا رسول الله A بالبكاء ثم قال إن ذلك اليوم ليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم فقال الله للطالب : ارفع بصرك فانظر فرفع بصره فقال : يا رب أرى مدائن من ذهب وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ فيقول لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا ؟ قال الله هو لمن أعطى الثمن فقال يا رب ومن يملك ذلك قال أنت تملك ذلك قال بماذا ؟ قال بعفوك عن أخيك قال يا رب فإني قد عفوت عنه قال الله تعالى فخذ بيد أخيك وأدخله الجنة فقال رسول الله A عند ذلك اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المسلمين ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نرغب إخواننا في العفو عن قاتل أبيهم أو أخيهم أو ولدهم أو عمن جنى عليهم أو ظلمهم بأخذ مال أو ضرب أو وقوع في عرض ونحو ذلك فإن من عفا عفا الله عنه .
وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : [ [ إنما جعل الله تعالى الدية على العاقلة إذا شح الورثة ولم يعفو وإلا فالعفو أولى عند الله تعالى . والحكمة في جعل الدية على العاقلة إنهم هم الذين كانوا سببا لتجرئه على القتل لإغرارهم فلولا أنه جعل الدية عليهم لم يكفوه عن القتل فلما جعلها عليهم كانوا أول من يكفه عن ذلك خوفا من غرامة الدية ] ] .
ويتعين العمل بهذا العهد على العلماء والصالحين لكونهم قدوة للناس فربما شاححوا في حقهم فاقتدى بهم العوام والظلمة وقالوا إن فلانا مع صلاحه وعلمه غلبت عليه النفس ولم يصفح فنحن أضعف منهم وما فاز الصالحون وتميزوا عن غيرهم إلا باحتمال الأذى والصفح عن زلل الإخوان في حقهم وإن شاححوا أحدا فإنما ذلك تأديب له وتقبيح لئلا يتجاسر على غيرهم كما وقع ذلك لشيخنا الشيخ جلال الدين السيوطي C تعالى .
فحكى لي الأخ الصالح الشيخ شعيب خطيب جامع الأزهر C قال : [ [ دخلت على الشيخ جلال الدين السيوطي وهو محتضر فقبلت رجله وسألته الصفح عمن كان آذاه من الفقهاء فقال : يا أخي قد سامحتهم من حين وقعوا في حقي وإنما أظهرت لهم التشويش والعداوة بسبب ذلك وصنفت كراريس في الرد عليهم لئلا يتجرؤا على أعراض غيري من الناس فقال الشيخ شعيب وهذا هو كان الظن بكم ] ] .
قلت ومع صفحه رضى الله عنه مقتوا كلهم ولم ينتفع أحد بعلمهم وكان أصل ذلك كله أنه أمرهم بمعروف لما تولى الشياخة على الخانقاه البيبرسية فرآهم لا يحضرون لا بأنفسهم ولا بنائبهم ولهم عبيد وبغال وسراري وأموال فقال : شرط الواقف أن الخبز والجوامك إنما هي للفقراء المحتاجين الذين اجتمعت فيهم شروط الصوفية المذكورة في رسالة القشيري وغيرها فتجمعوا على الشيخ وضربوه ورموه في الميضأة بثيابه فعزل نفسه وحلف أن لا يسكن مصر ما عاش فأقام في روضة مقياس النيل حتى مات ورأيت شخصا ممن قال ضربته بقبقابي على كتفه في أسوأ الأحوال استولت عليه نفسه في أكل الشهوات مع إفلاسه فكان ينصب على كل من رأى معه دجاجا أو أوزا أو سكرا أو عسلا ويقول : بعني ذلك ثم يذهب به إلى البيت ويأكل ذلك ويختفي حتى يزهد صاحب ذلك المتاع من طول التردد ويصير ذلك في ذمته إلى يوم القيامة ولما مات لم يتبع جنازته أحد .
نسأل الله العافية ومما أخبرني به أيضا قال لما عجزنا عن أذاه بوجه من الوجوه اجتمعنا نحو عشرة أنفس ودخلنا عليه وقلنا له : يا سيدي قدر أننا كفار وأسلمنا وقد استخرنا الله تعالى أن نقرأ عليكم فلعل لأن يحصل لنا خير قال : وصرنا نقر أعليه نحو سنة وهو محترز منا فلما كان بعد سنة أذاه بعض الناس فقمنا عليه وأظهرنا للشيخ شدة المحبة له فركن إلينا فقلنا له : أنتم بحمد الله من أهل الكشف ومقصودنا تخبرونا بشيء من وقائع الولاة لنظهر على المنكرين عليكم بذلك إذا صح فلعلهم يتوبون كما تبنا فيحصل لهم الخير فسكت الشيخ ساعة ثم قال : السلطان جان بلاط يضرب عنقه في يوم الأحد سابع عشر جمادى الأولى ويتولى بعده فلان فأخذوا خط الشيخ بذلك ومضوا به إلى السلطان جان بلاط وأشاعوا الخبر بذلك في مصر فحصل للمملكة رج فقال السلطان علي به أقتله قبل أن أقتل فطلبوا الشيخ فاختفى نحو سبعة وأربعين يوما حتى ضربت عنق السلطان كما قال .
فانظر يا أخي شدة هذا الأذى ومع ذلك صفح عنهم رجاء الصفح من الله كما درج عليه أهل الطريق رضى الله عنهم .
وسمعت سيدي عليا المرصفي C يقول : كل مريد آخذا إخوانه بما يبدوا في حقه منهم فلا ترجو له خيرا ولا رقيا في مقامات الرجال .
فاعف يا أخي عن إخوانك واصفح لتفوز بمحبة الله D لك كما قال لنبيه A : { فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين } .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلك به حتى يلطف كثائفه ويصير يرى ما أعد الله تعالى لمن عفا وأصلح وصفح عن أخيه في الجنة إن لم يصل إلى درجة الصالحين الذين امتثلوا أمر ربهم من غير نظر إلى ثواب أو خوف من عقاب ومن لم يسلك كما ذكرنا فبصره مقصور على أمور الدنيا يبيع أباه بفلس كما يترك الجنة وما فيها لغرض من الدنيا ويصفح عن خصمه لأجله ثم من أقبح لما يقع فيه المريد أن يقول له شيخه اصفح فيقول لا وفي ذلك نكث للعهد وخروج من طريق الفقراء إلى طريق العوام فيجب عليه أن يتوب ويجدد العهد . { والله غفور رحيم }