وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإنسان : هو الإنسان الكافر وهو الذي تقدم ذكره في قوله تعالى ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه ) الآية فهو إظهار في مقام الإضمار لبعد معاد الضمير .
وجملة ( وأنى له الذكرى ) معترضة بين جملة ( يتذكر الإنسان ) وجملة ( يقول ) الخ .
و ( أنى ) اسم استفهام بمعنى : أين له الذكرى وهو استفهام مستعمل في الإنكار والنفي والكلام على حذف مضاف والتقدير : وأين له نفع الذكرى .
A E وجمله ( يقول يا ليتني ) الخ يجوز أن يكون قولا باللسان تحسرا وتندما فتكون الجملة حالا من ( الإنسان ) أو بدل اشتمال من جملة ( يتذكر ) فإن تذكره مشتمل على تحسر وندامة . ويجوز أن يكون قوله في نفسه فتكون الجملة بيانا لجملة ( يتذكر ) .
ومفعول ( قدمت ) محذوف للإيجاز .
واللام في قوله ( لحياتي ) تحتمل معنى التوقيت أي قدمت عند أزمان حياتي فيكون المراد الحياة الأولى التي قبل الموت . وتحتمل أن يكون اللام للعلة أي قدمت الأعمال الصالحة لأجل أن أحيا في هذه الدار . والمراد : الحياة الكاملة السالمة من العذاب لأن حياتهم في العذاب حياة غشاوة وغياب قال تعالى ( ثم لا يموت فيها ولا يحيا ) .
وحرف النداء في قوله ( يا ليتني ) للتنبيه اهتماما بهذا التمني في يوم وقوع .
والفاء في قوله ( يومئذ لا يعذب عذابه أحد ) رابطة لجملة ( لا يعذب ) الخ بجملة ( دكت الأرض ) لما في ( إذا ) من معنى الشرط .
والعذاب : اسم مصدر عذب .
والوثاق : اسم مصدر أوثق .
وقرأ الجمهور ( يعذب ) بكسر الذال ( ويوثق ) بكسر الثاء على أن ( أحد ) في الموضعين فاعل ( يعذب ويوثق ) . وأن عذابه من إضافة المصدر إلى مفعوله فضمير ( عذابه ) عائد إلى الإنسان في قوله ( يتذكر الإنسان ) وهو مفعول مطلق مبين للنوع على معنى التشبيه البليغ أي عذابا مثل عذابه وانتفاء المماثلة في الشدة أي يعذب عذابا هو أشد عذاب يعذبه العصاة أي عذابا لا نظير له في أصناف عذاب المعذبين على معنى قوله تعالى ( فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ) والمراد في شدته .
وهذا بالنسبة لبني الإنسان وأما عذاب الشياطين فهو أشد لأنهم أشد كفرا و ( أحد ) يستعمل في النفي لاستغراق جنس الإنسان فأحد في سياق النفي يعم كل أحد قال تعالى ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ) فانحصر الأحد المعذب " بكسر الذال " في فرد وهو الله تعالى .
وقرأه الكسائي ويعقوب بفتح ذال ( يعذب ) وفتح ثاء ( يوثق ) مبنيين للنائب . وعن أبي قلابة قال " حدثني من أقرأه النبي A أنه قرأ ( يعذب ويوثق ) بفتح الذال وفتح الثاء " . قال الطبري : وإسناده واه وأقول أغنى عن تصحيح إسناده تواتر القراءة به في بعض الروايات العشر وكلها متواترة .
والمعنى : لا يعذب أحد مثل عذاب ما يعذب به ذلك الإنسان المتحسر يومئذ ولا يوثق أحد مثل وثاقه . ف ( أحد ) هنا بمنزلة ( أحدا ) في قوله تعالى ( فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ) .
والوثاق بفتح الواو اسم مصدر أوثق وهو الربط ويجعل للأسير والمقود إلى القتل . فيجعل لأهل النار وثاق يساقون به إلى النار قال تعالى ( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ) الآية .
وانتصاب ( وثاقه ) كانتصاب ( عذابه ) على المفعولية المطلقة لمعنى التشبيه .
( يا أيتها النفس المطمئنة [ 27 ] ارجعي إلى ربك راضية مرضية [ 28 ] فادخلي في عبادي [ 29 ] وادخلي جنتي [ 30 ] ) لما استوعب ما اقتضاه المقام من الوعيد والتهديد والإنذار ختم الكلام بالبشارة للمؤمنين الذين تذكروا بالقرآن واتبعوا هديه على عادة القرآن في تعقيب النذارة بالبشارة والعكس فإن ذلك يزيد رغبة الناس في فعل الخير ورهبتهم من أفعال الشر .
واتصال هذه الآية بالآيات التي قبلها في التلاوة وكتابة المصحف الأصل فيه أن تكون نزلت مع الآيات التي قبلها في نسق واحد . وذلك يقتضي أن هذا الكلام يقال في الآخرة . فيجوز أن يقال يوم الجزاء فهو مقول قول محذوف هو جواب " إذا " ( إذا دكت الأرض ) الآية وما بينهما مستطرد واعتراض