وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعلى هذا درج الرضي قال : ويستثنى من منع تأكيد النكرات ( أي تأكيدا لفظيا ) شيء واحد وهو جواز تأكيدها إذا كانت النكرة حكما لا محكوما عليه كقوله A ( فنكاحها باطل باطل باطل ) . ومثله قوله تعالى ( دكت الأرض دكا دكا ) فهو مثل : ضرب ضرب زيد اه .
وهذا يلائم ما في وصف دك الأرض في سورة الحاقة بقوله تعالى ( وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) ودفع المنافاة بين هذا وبين ما في سورة الحاقة .
A E ويجوز أن يكون مجموع المصدرين في تأويل مفرد منصوب على المفعول المطلق المبين للنوع . وتأويله . أنه دك يعقب بعضه بعضا كما تقول : قرأت الكتاب بابا بابا وبهذا المعنى فسر صاحب الكشاف وجمهور المفسرين من بعده وبعض المفسرين سكت عن بيانه قال الطيبي " قال ابن الحاجب : لعله قاله في أماليه على المقدمة الكافية وفي نسختي منها نقص ولا أعرف غيرها بتونس ولا يوجد هذا الكلام في إيضاح المفصل بينت له حسابه بابا بابا أي مفصلا . والعرب تكرر الشيء مرتين " فتستوعب تفصيل جنسه باعتبار المعنى الذي دل عليه لفظ المكرر فإذا قلت : بينت له الكتاب بابا بابا فمعناه بينته له مفصلا باعتبار أبوابه اه .
قلت : هذا الوجه أوفى بحق البلاغة فإنه معنى زائد على التوكيد والتوكيد حاصل بالمصدر الأول .
وفي تفسير الفخر : وقيل : فبسطتا بسطة واحدة فصارتا أرضا لا ترى فيها أمتا وتبعه البيضاوي يعني : أن الدك كناية عن التسوية لأن التسوية من لوازم الدك أي صارت الجبال مع الأرض مستويات لم يبق فيها نتوء .
ولك أن تجعل صفه واحدة مجازا في تفرد الدكة بالشدة التي لا ثاني مثلها أي دكة لا نظير لها بين الدكات في الشدة من باب قولهم : هو وحيد قومه ووحيد دهره فلا يعارض قوله ( دكا دكا ) بهذا التفسير . وفيه تكلف إذ لم يسمع بصيغة فاعل فلم يسمع : هو واحد قومه .
وأما قوله تعالى ( والملك صفا صفا ) ف ( صفا ) الأول حال من ( الملك ) .
و ( صفا ) الثاني لم يختلف المفسرون في أنه من التكرير المراد به الترتيب والتصنيف أي صفا بعد صف أو صنفا من الملائكة دون صنف قيل : ملائكة كل سماء يكونون صفا حول الأرض على حدة .
قال الرضي وأما تكرير المنكر من قولك قرأت الكتاب سورة سورة وقوله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) فليس في الحقيقة تأكيدا إذ ليس الثاني لتقرير ما سبق بل هو لتكرير المعنى لأن الثاني غير الأول معنى . والمعنى : جميع السور وصفا مختلفة " اه . وشذ من المفسرين من سكت عنه . ولا يحتمل حمله على أنه مفعول مؤكد لعامله إذ لا معنى للتأكيد .
وإسناد المجيء إلى الله إما مجاز عقلي أي جاء قضاؤه وإما استعارة بتشبيه وأما إسناده إلى الملك فإما حقيقة أو على معنى الحضور وأيا ما كان فاستعمال ( جاء ) من استعمال اللفظ في مجازه وحقيقته أو في مجازيه .
والملك : اسم جنس وتعريفه تعريف الجنس فيرادفه الاستغراق أي والملائكة .
والصف : مصدر صف الأشياء إذا جعل الواحد حذو الآخر ويطلق على الأشياء المصفوفة ومنه قوله تعالى ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ) وقوله ( فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا ) في سورة طه .
واستعمال ( وجيء يومئذ بجهنم ) كاستعمال مجيء الملك أي أحضرت جهنم وفتحت أبوابها فكأنها ( جاء ) بها جاء والمعنى : أظهرت لهم جهنم قال تعالى ( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها ) وقال ( وبرزت الجحيم لمن يرى ) وورد في حديث مسلم عن ابن مسعود يرفعه " أن لجهنم سبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " وهو تفسير لمعنى ( وجيء يومئذ بجهنم ) . وأمور الآخرة من خوارق العادات .
وإنما اقتصر على ذكر جهنم لأن المقصود في هذه السورة وعيد الذين لم يتذكروا وإلا فإن الجنة أيضا محضرة يومئذ قال تعالى ( وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين ) .
و ( يومئذ ) الأول متعلق بفعل ( جيء ) . والتقدير : وجيء يوم تدك الأرض دكا دكا إلى آخره .
و ( يومئذ ) الثاني بدل من ( إذا دكت الأرض ) والمعنى : يوم تدك الأرض دكا إلى آخره يتذكر الإنسان . والعامل في البدل والمبدل منه معا فعل ( يتذكر ) . وتقديمه للاهتمام مع ما في الإطناب من التشويق ليحصل الإجمال ثم التفصيل مع حسن إعادة ما هو بمعنى ( إذا ) لزيادة الربط لطول الفصل بالجمل التي أضيف إليها ( إذا )