وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فكسر الهمزة على عطف الجملة على جملة ( أوحي إلي ) والتقدير : وقل أنه لما قام عبد الله يدعوه بأن همزة ( إن ) إذا وقعت في محكي في القول تكثر ولا يليق أن يجعل من حكاية مقالة الجن لأن ذلك قد انقضى وتباعد ونقل الكلام إلى أغراض أخرى ابتداء من قوله ( وأن المساجد لله ) .
وأما الفتح فعلى اعتباره معطوف على جملة ( إنه استمع نفر ) أي وأوحي إلي أنه لما قام عبد الله أي أوحى الله إلي اقتراب المشركين من أن يكونوا لبدا على عبد الله لما قام يدعو ربه .
وضمير ( إنه ) ضمير الشأن وجملة ( لما قام عبد الله ) إلى آخرها خبره .
وضمير ( كادوا يكونون ) عائدان إلى المشركين المنبئ عنهم المقام غيبة وخطابا ابتداء من قوله ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) إلى قوله ( فلا تدعو مع الله أحدا ) .
و ( عبد الله ) هو محمد A وضع الاسم الظاهر موضع المضمر إذ مقتضى الظاهر أن يقال : وأنه لما قمت تدعو الله كادوا يكونون عليك أو لما قمت أدعو الله كادوا يكونون علي . ولكن عدل إلى الاسم الظاهر لقصد تكريم النبي A بوصف ( عبد الله ) لما في هذه الإضافة من التشريف مع وصف ( عبد ) كما تقدم غير مرة منها عند قوله ( سبحان الذي أسرى بعبده ) .
و ( لبدا ) بكسر اللام وفتح الموحدة اسم جمع : لبدة وهي ما تلبد بعضه على بعض ومنه لبدة الأسد للشعر المتراكم في رقبته .
والكلام على التشبيه أي كاد المشركون يكونون مثل اللبد متراصين مقتربين منه يستمعون قراءته ودعوته إلى توحيد الله . وهو التفاف غيض وغضب وهم بالأذى كما يقال : تألبوا عليه .
ومعنى ( قام ) : اجتهد في الدعوة إلى الله كقوله تعالى ( إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض ) في سورة الكهف وقال النابغة : .
بأن حصنا وحيا من بني أسد ... قاموا فقالوا حمانا من غير مقروب وقد تقدم عن قوله تعالى ( ويقيمون الصلاة ) في أول سورة البقرة .
ومعنى قيام النبي A إعلانه بالدعوة وظهور دعوته قال جزء بن كليب الفقعسي : .
فلا تبغينها يا بن كوز فإنه ... غذا الناس مذ قام النبي الجواريا أي قام يعبد الله وحده كما دل عليه بيانه بقوله بعده ( قال إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ) فهم لما لم يعتادوا دعاء غير الأصنام تجمعوا لهذا الحدث العظيم عليهم وهو دعاء محمد A الله تعالى .
وجملة ( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك بربي أحدا ) بيان لجملة ( يدعوه ) .
وقرأ الجمهور ( قال ) بصيغة المضي . وقرأه حمزة وعاصم وأبو جعفر ( قل ) بدون ألف على صيغة الأمر فتكون الجملة استئنافا . والتقدير : أوحي إلي أنه لما قام عبد الله إلى آخره قل إنما أدعو ربي فهو من تمام ما أوحي به إليه .
و ( إنما أدعو ربي ) يفيد قصرا إلى أدعو غيره أي لا أعبد غيره دونه .
وعطف عليه ( ولا أشرك به أحدا ) تأكيدا لمفهوم القصر وأصله أن لا يعطف فعطفه لمجرد التشريك للعناية باستقلاله بالإبلاغ .
A E ( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا [ 21 ] قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا [ 22 ] إلا بلاغا من الله ورسالاته ) هذا استئناف ابتدائي وهو انتقال من ذكر ما أوحي به إلى النبي A إلى توجيه خطاب مستأنف إليه فبعد أن حكي في هذه السورة ما أوحى الله إلى رسوله A مما خفي عليه من الشؤون المتعلقة به من اتباع متابعين وإعراض معرضين انتقل إلى تلقينه ما يرد على الذين أظهروا له العناد والتورك .
ويجوز أن يكون ( قل ) إني لا أملك الخ تكريرا لجملة ( قل إنما أدعو ربي ) على قراءة حمزة وعاصم وأبي جعفر .
والضر : إشارة إلى ما يتوركون به من طلب إنجاز ما يتوعدهم بن من النصر عليهم .
وقوله ( ولا رشدا ) تتميم .
وفي الكلام احتباك لأن الضر يقابله النفع والرشد يقابله الضلال فالتقدير : لا أملك لكم ضرا ولا نفعا ولا ضلالا ولا رشدا .
والرشد بفتحتين : مصدر رشد والرشد بضم فسكون : الاسم وهو معرفة الصواب وقد تقدم قريبا في قوله ( يهدي إلى الرشد )