وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعلى الوجهين فهو إدماج للتنويه بشأن ما لو كان مقسما لقسم به . وعلى الوجه الثاني يكون قوله ( وإنه لقسم ) بمعنى : وإن المذكور لشيء عظيم يقسم به المقسمون فإطلاق قسم عليه من إطلاق المصدر وإرادة المفعول كالخلق بمعنى المخلوق .
وعن سعيد بن جبير وبعض المفسرين : أنهم جعلوا ( لا ) حرفا مستقلا عن فعل ( أقسم ) واقعا جوابا لكلام مقدر يدل عليه بعده من قوله ( إنه لقرآن كريم ) ردا على أقوالهم في القرآن أنه شعر أو سحر أو أساطير الأولين أو قول كاهن وجعلوا قوله ( أقسم ) استئنافا . وعليه بمعنى الكلام مع فاء التفريع على ما سطع من أدلة إمكان البعث ما يبطل قولكم في القرآن فهو ليس كما تزعمون بل هو قرآن كريم الخ .
و ( مواقع النجوم ) جمع موقع يجوز أن يكون مكان الوقوع أي محال وقوعها من ثوابت وسيارة . والوقوع يطلق على السقوط أي الهوى فمواقع النجوم مواضع غروبها فيكون في معنى قوله تعالى ( والنجم إذا هوى ) والقسم بذلك مما شمله قوله تعالى ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) . وجعل ( مواقع النجوم ) بهذا المعنى مقسما به لأن تلك المساقط في حال سقوط النجوم عندها تذكر بالنظام البديع المجعول لسير الكواكب كل ليلة لا يختل ولا يتخلف وتذكر بعظمة الكواكب وبتداولها خلفة بعد أخرى وذلك أمر عظيم يحق القسم به الراجع إلى القسم بمبدعه .
ويطلق الوقوع على الحلول في المكان يقال : وقعت الإبل إذا بركت ووقعت الغنم في مرابضها ومنه جاء اسم الواقعة للحادثة كما تقدم فالمواقع محال وقوعها وخطوط سيرها فيكون قريبا من قوله ( والسماء ذات البروج ) .
والمواقع هي : أفلاك النجوم المضبوطة السير في أفق السماء وكذلك بروجها ومنازلها .
وذكر ( مواقع النجوم ) على كلا المعنيين تنويه بها وتعظيم لأمرها لدلالة أحوالها على دقائق حكمة الله تعالى في نظام سيرها وبدائع قدرته على تسخيرها .
ويجوز أن يكون ( مواقع ) جمل موقع المصدر الميمي للوقوع .
ومن المفسرين من تأول النجوم أنها جمع نجم وهو القسط الشيء من مال وغيره كما يقال : نجوم الديات والغرامات وجعلوا النجوم أي الطوائف من الآيات التي تنزل من القرآن وهو عن ابن عباس وعكرمة فيؤول إلى القسم بالقرآن على حقيقته على نحو ما تقدم في قوله تعالى ( والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا ) .
وجملة ( وإنه قسم لو تعلمون عظيم ) معترضة بين القسم وجوابه .
وضمير ( إنه ) عائد إلى القسم المذكور في ( لا أقسم بمواقع النجوم ) أو عائد إلى مواقع النجوم بتأويله بالمذكور فيكون قسم بمعنى مقسم به كما علمت آنفا .
ويجوز أن يعود إلى المقسم عليه وهو ما تضمنه جواب القسم من قوله ( إنه لقرآن كريم ) .
وجملة ( لو تعلمون ) معترضة بين الموصوف وصفته وهي اعتراض في اعتراض .
A E والعلم الذي اقتضى شرط ( لو ) الامتناعية عدم حصوله لهم إن جعلت ضمير ( إنه ) عائد إلى القسم هو العلم التفصيلي بأحوال مواقع النجوم فإن المشركين لا يخلون من علم إجمالي متفاوت بأن في تلك المواقع عبرة للناظرين أو نزل ذلك العلم الإجمالي منزلة العدم لأنهم بكفرهم لم يجروا على موجب ذلك العلم من توحيد الله فلو علموا ما اشتملت عليه أحوال مواقع النجوم من متعلقات صفات الله تعالى لعلموا مواقع قدسية لا يحلف بها إلا بار في يمينه ولكنهم بمعزل عن هذا العلم فإن جلالة المقسم به مما يزع الحالف عن الكذب في يمينه . ودليل انتفاع علمهم بعظمته أنهم لم يدركوا دلالة ذلك على توحيد الله بالإلهية فأثبتوا له شركاء لم يخلقوا شيئا من ذلك ولا ما يدانيه فتلك آية أنهم لم يدركوا ما في طي ذلك من دلائل حتى استوى عندهم خالق ما في تلك المواقع وغير خالقها .
فأما إن جعلت ضمير ( وإنه لقسم ) عائد إلى المقسم عليه فالمعنى : لو تعلمون ذلك لما احتجتم إلى القسم .
وقرأ الجمهور ( بمواقع ) بصيغة الجمع بفتح الواو وبعدها ألف وقرأه حمزة والكسائي وخلف ( بموقع ) سكون الواو دون ألف بعدها بصيغة المفرد على أنه مصدر ميمي أي بوقوعها أي غروبها أو هو اسم لجهة غروبها كقوله ( رب المشرق والمغرب ) .
ومفعول ( تعلمون ) محذوف دل عليه الكلام أي لو تعلمون عظمته أي دلائل عظمته ولك أن تجعل فعل ( تعلمون ) منزلا منزلة اللازم أي لو كان لكم علم لكنكم لا تتصفون بالعلم