وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الشاهد في قوله : أم لدلال قال تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) وقال ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) . وإنما فسروها بالمتحببة لأنهم لما رأوا هاته الأعمال تجلب محبة الرجل للمرأة ظنوا أن المرأة تفعلها لاكتساب محبة الرجل . ولذلك فسر بعضهم : العروب بأنها المغتلمة وإنما تلك حالة من أحوال بعض العروب . وعن عكرمة العروب : الملقة .
والعروب : اسم لهذه المعاني مجتمعة أو مفترقة أجروه مجرى الأسماء الدالة على الأوصاف دون المشتقة من الأفعال فلذلك لم يذكروا له فعلا ولا مصدرا وهو في الأصل مأخوذ من الإعراب والتعريب وهو التكلم بالكلام الفحش .
والعرابة : بكسر العين : اسم من التعريب وفعله : عربت وأعربت فهو مما يسند إلى ضمير المرأة غالبا . كأنهم اعتبروه إفصاحا عما شأنه أن لا يفصح عنه ثم تنوسي هذا الأخذ فعومل العروب معاملة الأسماء غير المشتقة ويقال : عرب . مثل عروب . وجمع العروب عرب وجمع عربة عربات .
ويقال للعروب بلغة أهل مكة العرب والشكلة . ويقال لها بلغة أهل المدينة : الغنجة . وبلغة العراق : الشكلة أي ذات الشكل بفتح الكاف وهو الدلال والتعرب .
والأتراب : جمع ترب بكسر المثناة الفوقية وسكون الراء وهي المرأة التي ساوى سنها سن من تضاف هي إليه من النساء وقد قيل : إن الترب خاص بالمرأة وأما المساوي في السن من الرجال فيقال له : قرن ولده .
فالمعنى : أنهن جعلن في سن متساوية لا تفاوت بينهن أي هن في سن الشباب المستوي فتكون محاسنهن غير متفاواة في جميع جهات الحسن وعلى هذا فنساء الجنة هن الموصوفات بأنهن ( أتراب ) بعضهن لبعض .
A E وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم وخلف ( عربا ) بسكون الراء سكون تخفيف وهو ملتزم في لغة تميم في هذا اللفظ .
واللام في ( لأصحاب اليمين ) يتنازعها ( أنشأناهن ) و ( جعلناهن ) لإفادة توكيد الاعتناء بأصحاب اليمين المستفاد من المقام من قوله ( أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ) الآية .
وأعلم أن ما أعطي لأصحاب اليمين ليس مخالفا لأنواع ما أعطي للسابقين ولا أن ما أعطي للسابقين مخالف لما أعطي أصحاب اليمين فإن الظل والماء المسكوب وكون أزواجهم عربا أترابا لم يذكر مثله للسابقين وهو ثابت لهم لا محالة إذ لا يقصرون عن أصحاب اليمين وكذلك ما ذكر للسابقين من الولدان وأكوابهم وأباريقهم ولحم الطير وكون أزواجهم حورا عينا وأنهم لا يسمعون ألا قيلا سلاما سلاما لم يذكر مثله لأصحاب اليمين مع أن لأهل الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين . وقد ذكر في آيات كثيرة أنهم أعطوا شيئا لم يذكر إعطاؤها لهم في هذه الآية مثل قوله ( وتحيتهم فيها سلام ) فليس المقصود توزيع النعيم ولا قصره ولكن المقصود تعداده والتشوق إليه مع أنه قد علم أن السابقين أعلى مقاما من أصحاب اليمين بمقتضى السياق . وقد أشار إلى إلى تفاوت المقامين أنه ذكر في نعيم السابقين أنه جزاء بما كانوا يعملون للوجه الذي بيناه فيها ولم يذكر مثله في نعيم أصحاب اليمين وجماع الغرض من ذلك التنويه بكلا الفريقين .
( ثلة من الأولين [ 39 ] وثلة من الآخرين [ 40 ] ) أي أصحاب اليمين : ثلة من الأولين وثلة من الآخرين والكلام فيه كالكلام في قوله ( ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ) فاذكره . وفي تفسير القرطبي عن أبي بكر الصديق : أن كلتا الثلتين من الأمة المحمدية ثلة من صدرها وثلة من بقيتها ولم ينبه على سند هذا النقل .
وإنما أخر هذا عن ذكر ما لهم من النعيم في أشعار بأن عزة هذا الصنف وقتله دون عزة صنف السابقين فالسابقون أعز وهذه الدلالة مستتبعات التراكيب المستفادة من ترتيب نظم الكلام .
( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال [ 41 ] في سموم وحميم [ 42 ] وظل من يحموم [ 43 ] لا بارد ولا كريم [ 44 ] ) إفضاء إلى النصف الثالث من الأزواج الثلاثة وهم أصحاب المشاقة . والقول في جملة ( ما أصحاب الشمال ) وموقع جملة ( في سموم ) بعدها كالقول في جملة ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود ) .
والسموم : الريح الشديد الحرارة الذي لا بلل معه وكأنه مأخوذ من السم وهو ما يهلك إذا لاقى البدن .
والحميم : الماء الشديد الحرارة