وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأتبع ذكر هذه النعمة بذكر نعمة أخرى من الأنعام بالمسموع الذي يفيد الكرامة لأن الإكرام لذة روحية يكسب النفس عزة وإدلالا ( إلا قيلا سلاما سلاما ) . وهو استثناء من ( لغوا ولا تأثيما ) بطريقة تأكيد الشيء بما يشبه ضده المشتهر في البديع باسم تأكيد المدح لما يشبه الذم وله موقع عظيم في البلاغة كقول النابغة : .
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب فالاستثناء متصل إدعاء وهو المعبر عنه بالاستثناء المنقطع بحسب حاصل المعنى وعليه فأن انتصاب ( قيلا ) على الاستثناء لا على البدلية من ( لغوا ) .
و ( سلاما ) الأول مقول ( قيلا ) أي هذا اللفظ الذي تقديره : سلمنا سلاما فهو جملة محكية بالقول .
و ( سلاما ) الثاني تكرير ل ( سلاما ) الأول تكريرا ليس للتأكيد بل لإفادة التعاقب أي سلاما إثر سلام كقوله تعالى ( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ) وقولهم : قرأت النحو بابا بابا أو مشارا به إلى كثرة المسلمين فهو مؤذن مع الكرامة بأنهم معظمون مبجلون والفرق بين الوجهين أن الأول يفيد التكرير بتكرير الأزمنة والثاني يفيد التكرار بتكرير المسلمين .
A E وهذا القيل يتلقونه من الملائكة الموكلين بالجنة قال تعالى ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم ) ويتلقاه بعضكم من بعض كما قال تعالى ( وتحيتهم فيها سلام ) .
وإنما جيء بلفظ ( سلاما ) منصوبا دون الرفع مع كون الرفع أدل على المبالغة كما ذكروه في قوله ( قالوا سلاما قال سلام ) في سورة هود وسورة الذاريات لأنه أريد جعله بدل من ( قيلا ) .
( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين [ 27 ] في سدر مخضود [ 28 ] وطلح منضود [ 29 ] وظل ممدود [ 30 ] وماء مسكوب [ 31 ] وفاكهة كثيرة [ 32 ] لا مقطوعة ولا ممنوعة [ 33 ] وفرش مرفوعة [ 34 ] ) عود إلى نشر ما وقع لفه في قوله ( وكنتم أزواجا ثلاثة ) كما تقدم عند قوله ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) .
وعبر عنهم هنا ب ( أصحاب اليمين ) وهنالك ب ( أصحاب الميمنة ) للتفنن .
فجملة ( وأصحاب اليمين ) عطف على جملة ( أولئك المقربون ) عطف القصة على القصة .
وجملة ( ما أصحاب اليمين ) خبر عن ( أصحاب اليمين ) بإبهام يفيد التنويه بهم كما تقدم في قوله ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) . وأتبع هذا الإبهام بما يبين بعضه بقوله ( في سدر مخضود ) الخ .
والسدر : شجر من شجر العضاه ذو ورق عريض مدور وهو صنفان : عبري بضم العين وسكون الموحدة وياء نسب نسبة إلى العبر بكسر العين وسكون الموحدة على غير قياس وهو عبر النهي أي ضفته له شوك ضعيف في غصونه لا يضير .
والصنف الثاني الضال " بضاد ساقطة ولام مخففة " وهو ذو شوك . وأجود السدر الذي ينبت على الماء وهو يشبه شجر العناب وورقه كورق العناب وورقه يجعل غسولا ينظف به يخرج مع الماء رغوة كالصابون .
وثمر هذا الصنف هو النبق " بفتح النون وكسر الموحدة وقاف " يشبه ثمر العناب إلا أنه أصفر مز " بالزاي " يفوح الفم ويفوح الثياب ويتفكه به وأما الضال وهو السدر البري الذي لا ينبت على الماء فلا يصلح ورقه للغسول وثمره عفص لا يسوغ في الحلق ولا ينتفع به ويخبط الرعاة ورقه للراعية وأجود ثمر السدر ثمر سدر هجر أشد نبق حلاوة وأطيبه رائحة .
ولما كان السدر من شجر البادية وكان محبوبا للعرب ولم يكونوا مستطيعين أن يجعلوا منه في جناتهم وحوائطهم لأنه لا يعيش إلا في البادية فلا ينبت في جناتهم خص بالذكر من بين شجر الجنة إغرابا به وبمحاسنه التي كان محروما منها من لا يسكن البوادي وبوفرة ظله وتهدل أغصانه ونكهة ثمره .
ووصف بالمخضود أي المزال شوكه فقد كملت محاسنه بانتفاء ما فيه من أذى .
والطلح شجر من شجر العضاه واحدة طلحة وهو من شجر الحجاز ينبت في بطون الأودية شديد الطول غليظ الساق . من أصلب شجر العضاه عودا وأغصانه طوال عظام شديدة الارتفاع في الجو ولها شوك كثير قليلة الورق شديدة الخضرة كثيرة الظل من التفاف أغصانها وصمغها جيد وشوكها أقل الشوك أذى ولها نور طيب الرائحة وتسمى هذه الشجرة أم غيلان وتسمى في صفاقس غيلان وفي أحواز تونس تسمى مسك صنادق