وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعين : الجاري والمراد به الخمر التي لكثرتها تجري في المجاري كما يجري الماء وليست قليلة عزيزة كما هي في الدنيا قال تعالى ( وأنهار من خمر لذة للشاربين ) .
وليس المراد بالمعين الماء لأن الكأس ليست من نية الماء وإنما آنيتها الأقداح وقد تقدم في سورة الصافات ( يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) وتلك صفات الخمر .
والتصديع : الإصابة بالصداع وهو وجع الرأس من الخمار الناشئ عن السكر أي لا تصيبهم الخمر بصداع .
ومعنى ( عنها ) مجاورين لها أي لا يقع لهم صداع ناشئ عنها أي فهي منزهة عن ذلك بخلاف خمور الدنيا فاستعملت ( عن ) في معنى السببية .
وعطف ( ولا ينزفون ) على ( لا يصدعون عنها ) فيقدر متعلق دل عليه متعلق ( لا يصدعون ) فقد قال في سورة الصافات ( ولا هم عنها ينزفون ) أي لا يعتريهم نزف بشببها كما يحصل للشاربين في الدنيا .
والنزف : اختلاط العقل . وفعله مبني للمجهول يقال : نزف عقله مثل : عني فهو منزوف .
A E وقرأ الجمهور ( ينزفون ) بفتح الزاي من أنزف الذي همزته للتعدية . وقرأه حفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر الزاي من أنزف المهموز القاصر إذا سكر وذهب عقله .
والفاكهة : الثمار والنقول كاللوز والفستق وتقدم في سورة الرحمن . وعطف ( فاكهة ) على ( أكواب ) أي ويطوفون عليهم بفاكهة وذلك أدخل في الدعة وألذ من التناوب بأيديهم على أنهم إن اشتهوا اقتطافها بالأيدي دنت لهم الأغصان فإن المرء قد يشتهي تناول الثمرة من أغصانها .
و ( ما يتخيرون ) : الجنس الذي يختارونه ويشتهونه أي يطوفون عليهم بفاطهة من النواع التي يختارونها ففعل ( يتخيرون ) يفيد قوة الاختيار .
ولحم الطير : هو أرفع اللحوم وأشهاها وأعزها .
وعطف ( ولحم طير ) على ( فاكهة ) كعطف ( فاكهة ) على ( أكواب ) .
والاشتهاء : مصدر اشتهى وهو افتعال من الشهوة التي هي محبة نيل شيء مرغوب فيه من محسوسات ومعنويات يقال : شهي كرضي وشها كدعا . والكثر أن يقال : اشتهى والافتعال فيه للمبالغة .
وتقديم ذكر الفاكهة على ذكر اللحم قد يكون لأن الفواكه أعز . وبهذا يظهر وجه المخالفة بين الفاكهة ولحم طير فجعل التخير للأول والاشتهاء للثاني ولأن الشتهاء علق بالطعام منه بالفواكه فلذة كسر الشاهية بالطعام لذة زائدة على لذة حسن طعمه وكثرة التخير للفاكهة هي لذة تلوين الأصناف .
و ( حور عين ) عطف على ( ولدان مخلدون ) أي ويطوف عليهم حور عين .
والحور العين : النساء ذوات الحور وتقدم في سورة الرحمن . وذوات العين وهو سعة العين وتقدم في سورة الصافات .
وقرأ حمزة والكسائي وأبو جعفر ( وحور عين ) بالكسر فيهما على أن ( حور ) عطف على ( أكواب ) عطف معنى من باب قوله : .
" وزججن الحواجب والعيونا بتقدير : وكحلن العيون أو يعطف على ( جنات ) أي وفي حور عين أي هم في حور عين أو محاطون بهن ومحدقون بهن .
والمراد : أزواج السابقين في الجنة وهن المقصورات في الخيام .
والأمثال : الأشباه . ودخول كاف التشبيه على ( أمثال ) للتأكيد مثل قوله تعالى ( ليس كمثله شيء ) .
والمعنى : هن أمثال اللؤلؤ المكنون .
واللؤلؤ : الدر وتقدم تبيينه عند قوله تعالى ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ) في سورة الحج .
والمكنون : المخزون المخبأ لنفاسته وتقدم في سورة الصافات .
وانتصب ( جزاء ) على المفعول لأجله لفعل مقدر دل عليه قوله ( المقربون ) أي أعطيناهم ذلك جزاء ويجوز أن يكون ( جزاء ) مصدرا جاء بدلا عن فعله والتقدير : جازيناهم جزاء .
والجملة على التقديرين اعتراض تفيد إظهار كرامتهم بحيث جعلت أصناف النعيم الذي حظوا به جزاء على عمل قدموه وذلك إتمام لكونهم مقربين .
ثم أكمل وصف التعليم بقوله ( لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما ) وهي نعمة روحية فإن سلامة النفس من سماع ما لا يحب سماعه ومن سماع ما يكره سماعه من الأذى نعمة براحة البال وشغله بسماع المحبوب .
واللغو : الكلام الذي لا يعتد به كالهذيان والكلام الذي لا محصل له .
والتأثيم : اللوم والإنكار وهو مصدر أثم إذا نسب غيره إلى الإثم .
وضمير ( فيها ) عائد إلى ( جنات النعيم )