وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا الحديث مشكل ومجمل فإن هنا قسمين مشتبهين والآية التي فيها ( وثلة من الآخرين ) ليست واردة في شأن السابقين فليس في الحديث دليل على أن عدد أهل مرتبة السابقين في الأمم الماضية مساو لعدد أهل تلك المرتبة في المسلمين وأن قول أبي هريرة " فنسخت ( قليل من الآخرين ) " يريد نسخت هذه الكلمة . فمراده أنها أبطلت أن يكون التفوق مطردا في عدد الصالحين فبقي التفوق في العدد خاصا بالسابقين من الفريقين دون الصالحين الذين هم أصحاب اليمين . والمتقدمون يطلقون النسخ على ما يشمل البيان فإن مورد آية ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) في شأن صنف أصحاب اليمين . ومورد الآية التي فيها ( وقليل من الآخرين ) هو صنف السابقين فلا يتصور معنى النسخ بالمعنى الاصطلاحي مع تغاير مورد الناسخ والمنسوخ ولكنه أريد به البيان وهو بيان بالمعنى الأعم .
A E ( على سرر موضونة [ 15 ] متكئين عليها متقابلين [ 16 ] يطوف عليهم ولدان مخلدون [ 17 ] بأكواب وأباريق وكأس من معين [ 18 ] لا يصدعون عنها ولا ينزفون [ 19 ] وفاكهة مما يتخيرون [ 20 ] ولحم طير مما يشتهون [ 21 ] وحور عين [ 22 ] كأمثال اللؤلؤ المكنون [ 23 ] جزاء بما كانوا يعملون [ 24 ] لا يسمعون فيها لغوا و لا تأثيما [ 25 ] إلا قيلا سلاما سلاما [ 26 ] ) الجار والمجرور خبر ثالث عن ( أولئك المقربون ) أو حال ثانية من اسم الإشارة . وهذا تبشير ببعض ما لهم من النعيم مما تشتاق إليه النفوس في هذه الحياة الدنيا لتشويقهم إلى هذا المصير فيسعوا لنواله بصالح الأعمال وليس الاقتصار على المذكور هنا بمقتض حصر النعيم فيما ذكر فقد قال الله تعالى ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ) .
والسرر جمع سرير وهو كرسي طويل متسع يجلس عليه المتكئ والمضطجع له سوق أربع مرتفع على الأرض بنحو ذراع يتخذ من مختلف الأعواد ويتخذه الملوك من ذهب وفضة ومن عاج ومن نفيس العود كالأبنوس ويتخذه العظماء المترفهون من الحديد الصرف ومن الحديد الملون أو المزين بالذهب . والسرير مجلس العظماء والملوك . وتقدم في قوله تعالى ( على سرر متقابلين ) في سورة الصافات .
والموضونة : المسبوك بعضها ببعض كما تسبك حلق الدروع وإنما توضن سطوحها وهي ما بين سوقها الأربع حيث تلقى عليها الطنافس أو الزرابي للجلوس والاضطجاع ليكون ذلك المفرش وثيرا فلا يؤلم المضطجع ولا الجالس . وفسر بعضهم ( موضونة ) بمرمولة أي منسوجة بقضبان الذهب .
والاتكاء : اضطجاع من تباعد أعلى الجنب والاعتماد على المرفق فتقدم في سورة الرحمان .
والتقابل : من تمام النعيم لما فيه من الأنس بمشاهدة الأصحاب والحديث معهم .
وقوله ( يطوف عليهم ولدان مخلدون ) بيان لجملة ( في جنات النعيم ) وتقدم في قريب منه في سورة الصافات .
والطواف : المشي المكرر حول شيء وهو يقتضي الملازمة للشيء . ووصف الولدان بالمخلدين أي دائمين على الطواف عليهم ومناولتهم لا ينقطعون عن ذلك . وإذا قد ألفوا رؤيتهم فمن النعمة دوامهم معهم . وقد فسر ( مخلدون ) بأنهم مخلدون في صفة الولدان أي بالشباب والغضاضة أي ليسوا كولدان الدنيا يصيرون قريبا فتيانا فكهولا فشيوخا .
وفسره أبو عبيدة بأنهم مقرطون بالأقراط . والقرط يسمى خلدا وخلدا وجمعه خلدة كقردة وهي لغة حميرية استعملها العرب كله وكانوا يحسنون غلمانهم بالأقراط في الآذان .
والأكواب : جمع كوب وهو إناء الخمر لا عروة له ولا خرطوم وفيه استدارة موضع الشرب منه فهو كالقدح .
والأباريق : جمع إبريق وهو إناء تحمل فيه الخمر للشاربين فتصب في الأكواب والإبريق له خرطوم وعروة .
والكأس : إناء للخمر كالكوب إلا أنه مستطيل ضيق المشرب وتقدم في سورة الصافات .
والكأس جنس يصدق بالواحد والمتعدد فليس إفراده هنا للوحدة فإن المراد كؤوس كثيرة كما اقتضاه جمع أبواق وأباريق فإذا كانت آنية حمل الخمر كثيرة كانت كؤوس الشاربين أكثر وإنما أوثرت صيغة المفرد لأن في لفظ كؤوس ثقلا بوجود همزة مضمومة في وسطه مع ثقل صيغة الجمع