وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( ايتوني بأخ لكم ) يقتضي وقوع حديث منهم عن أن لهم أخا من أبيهم لم يحضر معهم وإلا لكان إنباء يوسف " عليه السلام " لهم بهذا يشعرهم أنه يكلمهم عارف بهم وهو لا يريد أن يكشف ذلك لهم . وفي التوراة أن يوسف " عليه السلام " احتال لذلك بأن أوهمهم أنه اتهمهم أن يكونوا جواسيس للعدو أو أنهم تبرأوا من ذلك فعرفوه بمكانهم من قومهم وبأبيهم وعدد عائلتهم فما ذكروا ذلك له أظهر أنه يأخذ أحدهم رهينة عنده إلى أن يرجعوا ويأتوا بأخيهم الأصغر ليصدقوا قولهم فيما أخبروه ولذلك قال ( فأن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ) .
و ( من أبيكم ) حال من ( أخ لكم ) أي أخوته من جهة أبيكم وهذا من مفهوم الاقتصاد على عدم إرادة غيره أي من أبيكم وليس من أمكم أي ليس بشقيق .
والعدول عن أن يقال : ايتوني بأخيكم من أبيكم لأن المراد حكاية ما اشتمل عليه كلام يوسف " عليه السلام " من إظهار عدم معرفته بأخيهم إلا من ذكرهم إياه عنده . فعدل عن الإضافة المقتضية إلى التنكير تنابها في التظاهر بجهله به .
( ولا تقربون ) أي لا تعودوا إلى مصر وقد علم أنهم لا يتركون أخاهم رهينة .
وقوله ( ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين ) ترغب لهم في العودة إليه وقد علم أنهم مضطرون إلى العودة إليه لعدم كفاية الميرة التي امتاروها لعائلة ذات عدد من الناس مثلهم كما دل عليه قولهم بعد ( ذلك كيل يسير ) .
ودل قوله ( خير المنزلين ) على أنه كان ينزل الممتارين في ضيافته لكثرة الوافدين على مصر للميرة . والمنزل : المضيف . وهذه الجملة كناية عن الوعد بأن يوفي لهم الكيل ويكرم ضيافتهم إن أتوا بأخيهم . والكيل في الموضعين مراد من المصدر . فمعنى ( فلا كيل لكم عندي ) أي لا يكال لكم كناية عن منعهم من ابتياع الطعام .
( قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون [ 61 ] ) وعد بأن يبذلوا قصارى جهدهم في الإتيان بأخيهم وإشعار بصعوبة ذلك . فمعنى ( سنراود عنه أباه ) سنحاول أن لا يشح به وقد تقدم عند قوله تعالى ( وراودته التي هو في بيتها نفسه ) .
A E وجملة ( وإنا لفاعلون ) عطف على الوعد بتحقيق الموعود به فهو فعل ما أمرهم به وأكدوا ذلك بالجملة الاسمية وحرف التأكيد .
( وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون [ 62 ] ) قرأ الجمهور ( لفتينه ) بوزن فعلة جمع تكسير فتى مثل أخ وإخوة .
وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف ( لفتيانه ) بوزن إخوان . والأول صيغة قلة والثاني صيغة كثرة وكلاهما يستعمل في الآخر . وعدد الفتيان لا يختلف .
والفتى : من كان في مبدإ الشباب ومؤنثه فتاة ويطلق على الخادم تلطفا لأنهم كانوا يستخفون بالشباب في الخدمة وكانوا أكثر ما يستخدمون العبيد .
والبضاعة : المال او المتاع المعد للتجارة . والمراد بها هنا الدراهم التي ابتاعوا بها الطعام كما في التوراة .
وقوله ( لعلهم يعرفونها ) رجاء أن يعرفوا أنها عين بضاعتهم إما بكونها مسكوك سكة بلادهم وإما بمعرفة الصرر التي كانت مصرورة فيها كما في التوراة أي يعرفون أنها وضعت هنالك قصدا عطية من عزيز مصر .
والرحال : جمع رحل وهو ما يوضع على البعير من متاع الراكب ولذا سمي البعير راحلة .
والانقلاب : الجوع وتقدم عند قوله تعالى ( انقلبتم على أعقابكم ) في سورة آل عمران .
وجملة ( لعلهم يرجعون ) جواب للأمر في قوله ( اجعلوا بضاعتهم في رحالهم ) لأنه لما أمرهم بالرجوع استشعر بنفاذ رأيه أنهم قد يكونون غير واجدين بضاعة ليبتاعوا بها الميرة لأنه رأى مخايل الضيق عليهم .
( فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون [ 63 ] قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حفظا وهو أرحم الراحمين [ 64 ] ) معنى ( منع منا الكيل ) حيل بيننا وبين الكيل في المستقبل لأن رجوعهم بالطعام المعبر عنه بالجهاز أن المنع من الكيل يقع في المستقبل ولأن تركيب ( منع منا ) يؤذن بذلك إذ جعلوا الكيل ممنوع الابتداء منهم لأن " من " حرف ابتداء