وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والكيل مصدر صالح لمعنى الفاعلية والمفعولية وهو هنا بمعنى الإسناد إلى الفاعل أي لن نكيل فالممنوع هو ابتداء الكيل منهم . ولما لم يكن بيدهم ما يكال تعين تأويل الكيل بطلبه أي منع منا ذلك لعدم الفائدة لأننا لا نمنحه إلا إذا وفينا بما وعدنا من إحضار أخينا . ولذلك صح تفريع ( فأرسل معنا أخانا ) عليه فصار تقديم الكلام : منعنا من أن نطلب الكيل إلا إذا حضر معنا أخونا . فتعين أنهم حكوا القصة لأبيهم مفصلة واختصرها القرآن لظهور المراد . والمعنى : إن أرسلته معنا نرحل للاكتيال ونطلبه . وإطلاق المنع على هذا المعنى مجازا لأنهم أنذروا بالحرمان فصار طلبهم ممنوعا منهم لأن طلبه عبث .
وقرأ الجمهور ( نكتل ) بنون المتكلم المشارك . وقرأه حمزة والكسائي وخلف " بتحيتة عوض النون " على أنه عائد إلى ( أخانا ) أي يكتل معنا .
وجملة ( وإنا له لحافظون ) عطف على جملة ( فأرسل ) . وأكدوا حفظه بالجملة الاسمية الدالة على الثبات وبحرف التوكيد .
وجواب أبيهم كلام موجه يحتمل أن يكون معناه : إني آمنكم كما أمنتكم على أخيه وأن يكون معناه ماذا أفاد ائتمانكم على أخيه من قبل حتى آمنكم عليه .
والاستفهام إنكاري فيه معنى النفي فهو يستفهم عن وجه التأكيد في قولهم ( وإنا له لحافظون ) . والمقصود من الجملة على احتمالها هو التفريع الذي في قوله ( فالله خير حفظا ) أي خير حفظا منكم فإن حفظه الله سلم وإن لم يحفظه لم يسلم كما لم يسلم أخوه من قبل حين أمنتكم عليه .
وهم قد اقتنعوا بجوابه وعلموا منه أنه مرسل معهم أخاهم ولذلك لم يراجعوه في شأنه .
و ( حفظا ) مصدر منصوب على التمييز في قراءة الجمهور . وقرأه حمزة والكسائي وحفص ( حافظا ) على أنه حال من اسم الجلالة وهي حال لازمة .
( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير [ 65 ] ) A E أصل المتاع ما يتمتع به من العروض والثياب . وتقدم عند قوله تعالى ( لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم ) في سورة النساء . وأطلق هنا على إعدال المتاع وإحماله من تسمية الشيء باسم الحال فيه .
وجملة ( قالوا يا أبانا ) مستأنفة استئنافا بيانيا لترقب السامع أن يعلم ماذا صدر منهم حين فاجأهم وجدان بضاعتهم في ضمن متاعهم لأنها مفاجأة غريبة ولهذه النكتة لم يعطف بالفاء .
و ( ما ) في قوله ( ما نبغي ) يجوز أن يكون للاستفهام الإنكاري بتنزيل المخاطب منزلة من يتطلب منهم تحصيل بغية فينكرون أن تكون لهم بغية أخرى أي ماذا نطلب بعد هذا . ويجوز كون " ما " نافية والمعنى واحد لأن الاستفهام الإنكاري في معنى النفي .
وجملة ( هذه بضاعتنا ردت إلينا ) مبنية لجملة ( ما نبغي ) على الاحتمالين . وإنما علموا أنها ردت إليهم بقرينة وضعها في العدل بعد وضع الطعام وهم قد كانوا دفعوها إلى الكيالين أو بقرينة ما شاهدوا في يوسف " عليه السلام " من العطف عليهم والوعد بالخير إن هم أتوا بأخيهم إذ قال لهم ( إلا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين ) .
وجملة ( ونمير أهلنا ) معطوفة على جملة ( هذه بضاعتنا ردت إلينا ) لأنها في قوة هذا ثمن ما نحتاجه من الميرة صار إلينا ونمير به أهلنا أي نأتيهم بالميرة .
والميرة " بكسر الميم بعدها ياء ساكنة " : هي الطعام المجلوب .
وجملة ( نحفظ أخانا ) معطوفة على جملة ( ونمير أهلنا ) لأن المير يقتضي ارتحالا للجلب وكانوا سألوا أباهم أن يكون أخوهم رفيقا لهم في الارتحال المذكور فكانت المناسبة بين جملة ( ونمير أهلنا ) وجملة ( ونحفظ أخانا ) بهذا الاعتبار فذكروا ذلك تطمينا لخاطر فيهم .
وجملة ( ونزداد كيل بعير ) زيادة في إظهار حرصهم على سلامة أخيهم لأن في سلامته فائدة لهم بازدياد كيل بعير . لأن يوسف " عليه السلام " لا يعطي الممتار أكثر من حمل بعير من الطعام فإذا كان أخوهم معهم أعطاه حمل بعير في عداد الأخوة . وبه تظهر المناسبة بين هذه الجملة والتي قبلها .
وهذه الجمل مرتبة ترتيبا بديعا لأن بعضها متولد عن بعض .
والإشارة في ( ذلك كيل يسير ) إلى الطعام الذي في متاعهم . وإطلاق الكيل عليه من إطلاق المصدر على المفعول بقرينة الإشارة