وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والسلم بضم ففتح مع تشديد اللام آلة للارتقاء تتخذ من حبلين غليظين متوازيين تصل بينهما أعواد أو حبال أخرى متفرقة في عرض الفضاء الذي بين الحبلين من مساحة ما بين كل من تلك الأعواد بمقدار ما يرفع المرتقي إحدى رجليه إلى العود الذي فوق ذلك وتسمى تلك الأعواد درجات . ويجعل طول الحبلين بمقدار الارتفاع الذي يراد الارتقاء إليه . ويسمى السلم مرقاة ومدرجة .
وقد سموا الغرز الذي يرتقي به الراكب على رحل ناقته سلما . وكانوا يرتقون بالسلم إلى النخيل للجذاذ . وربما كانت السلاليم في الدور تتخذ من العود فتسمى المرقاة . فأما الدرج المبنية في العلالي فإنها تسمى سلما وتسمى الدرجة كما ورد في حديث مقتل أبي رافع قول عبد الله بن عتيك في إحدى الروايات " حتى انتهيت إلى درجة له " وفي رواية " حتى أتيت السلم أريد أن أنزل فأسقط منه " .
A E وقوله ( في الأرض ) صفة ( نفقا ) أي متغلغلا أي عميقا . فذكر هذا المجرور لإفادة المبالغة في العمق مع استحضار الحالة وتصوير حالة الاستطاعة إذ من المعلوم أن النفق لا يكون إلا في الأرض .
وأما قوله ( في السماء ) فوصف به ( سلما ) أي كائنا في السماء أي واصلا إلى السماء . والمعنى تبلغ به إلى السماء . كقول الأعشى : .
" ورقيت أسباب السماء بسلم والمعنى : فإن استطعت أن تطلب آية من جميع الجهات للكائنات . ولعل اختيار الابتغاء في الأرض والسماء أن المشركين سألوا الرسول E آيات من جنس ما في الأرض كقولهم ( حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) ومن جنس ما في السماء كقولهم ( أو ترقى في السماء ) .
وقوله ( بآية ) أي بآية يسلمون بها فهنالك وصف محذوف دل عليه قوله ( إعراضهم ) أي عن الآيات التي جئتهم بها .
وجواب الشرط محذوف دل عليه فعل الشرط وهو ( استطعت ) .
والشرط وجوابه مستعملان مجازا في التأييس من إيمانهم وإقناعهم لأن الله جعل على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها .
ويتعين تقدير جواب الشرط مما دل عليه الكلام السابق أي فأتهم بآية فإنهم لا يؤمنون بها كما يقول القائل للراغب في إرضاء ملح . إن استطعت أن تجلب ما في بيتك أي فهو لا يرضى بما تقصر عنه الاستطاعة بله ما في الاستطاعة . وهو استعمال شائع وليس فيه شيء من اللوم ولا من التوبيخ كما توهمه كثير من المفسرين .
وقوله ( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ) شرط امتناعي دل على أن الله لم يشأ ذلك أي لو شاء الله أن يجمعهم على الهدى لجمعهم عليه ؛ فمفعول المشيئة محذوف لقصد البيان بعد الإبهام على الطريقة المسلوكة في فعل المشيئة إذا كان تعلقه بمفعوله غير غريب وكان شرطا لإحدى أدوات الشرط كما هنا وكقوله ( إن يشأ يذهبكم ) .
ومعنى ( لجمعهم على الهدى ) لهداهم أجمعين . فوقع تفنن في أسلوب التعبير فصار تركيبا خاصيا عدل به عن التركيب المشهور في نحو قوله تعالى ( فلو شاء لهداكم أجمعين ) للإشارة إلى تمييز الذين آمنوا من أهل مكة على من بقي فيها من المشركين أي لو شاء لجمعهم مع المؤمنين على ما هدى إليه المؤمنين من قومهم .
والمعنى : لو شاء الله أن يخلقهم بعقول قابلة للحق لخلقهم بها فلقلبوا الهدى ولكنه خلقهم على ما وصف في قوله ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) الآية كما تقدم بيانه وقد قال تعالى ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) وبذلك تعلم أن هذه مشيئة كلية تكوينية فلا تعارض بين هذه الآية وبين قوله تعالى في آخر هذه السورة ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ) الآية . فهذا من المشيئة المتعلقة بالخلق والتكوين لا من المشيئة المتعلقة بالأمر والتشريع . وبينهما بون سقط في مهواته من لم يقدر له صون .
وقوله ( فلا تكونن من الجاهلين ) تذييل مفرع على ما سبق