وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكلمات الله وحيه للرسل الدال على وعده إياهم بالنصر كما دلت عليه إضافة النصر إلى ضمير الجلالة . فالمراد كلمات من نوع خاص فلا يرد أن بعض كلمات الله في التشريع قد تبدل بالنسخ ؛ على أن التبديل المنفي مجاز في النقض كما تقدم في قوله تعالى ( فمن بدله بعد ما سمعه ) في سورة البقرة . وسيأتي تحقيق لهذا المعنى عند قوله تعالى ( وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته ) في هذه السورة .
وهذا تطمين للنبي صلى الله عليه وسلم بأن الله ينصره كما نصر من قبله من الرسل ويجوز أن تكون كلمات الله ما كتبه في أزله وقدره من سننه في الأمم أي أن إهلاك المكذبين يقع كما وقع إهلاك من قبلهم .
A E ونفي المبدل كناية عن نفي التبديل أي لا تبديل لأن التبديل لا يكون إلا من مبدل . ومعناه : أن غير الله عاجز عن أن يبدل مراد الله وأن الله أراد أن لا يبدل كلماته في هذا الشأن .
وقوله ( ولقد جاءك من نبإ المرسلين ) عطف على جملة ( ولا مبدل لكلمات الله ) وهو كلام جامع لتفاصيل ما حل بالمكذبين وبكيف كان نصر الله رسله . وذلك في تضاعيف ما نزل من القرآن في ذلك .
والقول في ( جاءك ) كالقول في ( أتاهم نصرنا ) فهو مجاز في بلوغ ذلك وإعلام النبي صلى الله عليه وسلم به .
و ( من ) في قوله ( من نبأ ) إما اسم بمعنى ( بعض ) فتكون فاعلا مضافة إلى لنبأ وهو ناظر إلى قوله تعالى ( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ) . والأحسن أن تجعل صفة لموصوف محذوف تقديره : لقد جاءك نبأ من نبأ المرسلين . والنبأ الخبر عن أمر عظيم قال تعالى ( عم يتساءلون عن النبأ العظيم ) وقال ( قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ) وقال في هذه السورة ( لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ) .
( وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بأية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين [ 35 ] ) عطف على جملة ( قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون ) فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحزنه ما يقولونه فيه من التكذيب به وبالقرآن حزنا على جهل قومه بقدر النصيحة وإنكارهم فضيلة صاحبها وحزنا من جراء الأسف عليهم من دوام ضلالهم شفقة عليهم وقد سلاه الله تعالى عن الحزن الأول بقوله ( فإنهم لا يكذبونك ) وسلاه عن الثاني بقوله ( وإن كان كبر عليك إعراضهم ) الآية .
و ( كبر ) ككرم كبرا كعنب : عظمت جثته . ومعنى ( كبر ) هنا شق عليك . وأصله عظم الجثة ثم استعمل مجازا في الأمور العظيمة الثقيلة لأن عظم الجثة يستلزم الثقل ثم استعمل مجازا في معنى ( شق ) لأن الثقيل يشق جمله . فهو مجاز مرسل بلزومين .
وجيء في هذا الشرط بحرف ( إن ) الذي يكثر وروده في الشرط الذي لا يظن حصوله للإشارة إلى أن الرسول E ليس بمظنة ذلك ولكنه على سبيل الفرض .
وزيدت ( كان ) بعد ( إن ) الشرطية بينها وبين ما هو فعل الشرط في المعنى ليبقى فعل الشرط على معنى المضي فلا تخلصه ( إن ) الشرطية إلى الاستقبال كما هو شأن أفعال الشروط بعد ( إن ) فإن ( كان ) لقوة دلالته على المضي لا تقبله أداة الشرط إلى الاستقبال .
والإعراض المعرف بالإضافة هو الذي مضى ذكره في قوله تعالى ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) . وهو حالة أخرى غير حالة التكذيب وكلتاهما من أسباب استمرار كفرهم .
وقوله ( فإن استطعت ) جواب ( إن كان كبر ) وهو شرط ثان وقع جوابا للشرط الأول . والاستطاعة : القدرة . والسين والتاء فيها للمبالغة في طاع أي انقاد .
والابتغاء : الطلب . وقد تقدم عند قوله تعالى ( أفغير دين الله تبغون ) في سورة آل عمران أي أن تطلب نفقا أو سلما لتبلغ إلى خبايا الأرض وعجائبها والى خبايا السماء . ومعنى الطلب هنا : البحث .
وانتصب ( نفقا ) و ( سلما ) على المفعولين ل ( تبتغي ) .
والنفق : سرب في الأرض عميق