وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والضمير المجعول اسم ( إن ) ضمير الشأن واللام لام القسم وفعل ( يحزنك ) فعل القسم و ( الذي يقولون ) فاعله واللام في ( ليحزنك ) لام الابتداء وجملة ( يحزنك ) خبر إن وضمائر الغيبة راجعة إلى ( الذين كفروا ) في قوله ( ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) .
A E والفاء في قوله ( فإنهم ) يجوز أن تكون للتعليل والمعلل محذوف دل عليه قوله ( قد نعلم ) أي فلا تحزن فإنهم لا يكذبونك أي لأنهم لا يكذبونك . ويجوز كونها للفصيحة والتقدير : فإن كان يحزنك ذلك لأجل التكذيب فإنهم لا يكذبونك فالله قد سلى رسوله E بأن أخبره بأن المشركين لا يكذبونه ولكنهم أهل جحود ومكابرة . وكفى بذلك تسلية . ويجوز أن تكون للتفريع على ( قد نعلم ) أي فعلمنا بذلك يتفرع عليه أنا نثبت فؤادك ونشرح صدرك بإعلامك أنهم لا يكذبونك وبأن نذكرك بسنة الرسل من قبلك ونذكرك بأن العاقبة هي نصرك كما سبق في علم الله .
وقرأ نافع والكسائي وأبو جعفر ( لا يكذبونك ) بسكون الكاف وتخفيف الذال . وقرأه الجمهور بفتح الكاف وتشديد الذال . وقد قال بعض أئمة اللغة إن أكذب وكذب بمعنى واحد أي نسبه إلى الكذب . وقال بعضهم : أكذبه وجده كاذبا كما يقال : أحمده وجده محمودا . وأما كذب بالتشديد فهو لنسبة المفعول إلى الكذب . وعن الكسائي : أن أكذبه هو بمعنى كذب ما جاء به ولم ينسب المفعول إلى الكذب وأن كذبه هو نسبه إلى الكذب . وهو معنى ما نقل عن الزجاج معنى كذبته قلت له : كذبت ومعنى أكذبته أريته أن ما أتى به كذب .
وقوله ( ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ) استدراك لدفع أن يتوهم من قوله ( لا يكذبونك ) على قراءة نافع ومن وافقه أنهم صدقوا وآمنوا وعلى قراءة البقية ( لا يكذبونك ) أنهم لم يصدر منهم أصل التكذيب مع أن الواقع خلاف ذلك فاستدرك عليه بأنهم يجحدون بآيات الله فيظهر حالهم كحال من ينسب الآتي بالآيات إلى الكذب وما هم بمكذبين في نفوسهم .
والجحد والجحود الإنكار للأمر المعروف أي الإنكار مع العلم بوقوع ما ينكر فهو نفي ما يعلم النافي ثبوته فهو إنكار مكابرة .
وعدل عن الإضمار إلى قوله ( ولكن الظالمين ) ذما لهم وإعلاما بأن شأن الظالم الجحد بالحجة وتسجيلا عليهم بأن الظلم سجيتهم .
وعدي ( يجحدون ) بالباء كما عدي في قوله ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ) لتأكيد تعلق الجحد بالمجحود كالباء في قوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم ) وفي قوله ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأول ون ) وقول النابغة : .
لك الخير إن وارت بك الأرض واحدا ... وأصبح جد الناس يظلع عاثرا ثم إن الجحد بآيات الله أريد به الجحد بما جاء به الرسول A من الآيات . وجحدها إنكار أنها من آيات الله أي تكذيب الآتي بها في قوله : إنها من عند الله فآل ذلك إلى أنهم يكذبون الرسول E فكيف يجمع هذا مع قوله ( فإنهم لا يكذبونك ) على قراءة الجمهور . والذي يستخلص من سياق الآية أن المراد فإنهم لا يعتقدون أنك كاذب لأن الرسول E معروف عندهم بالصدق وكان يلقب بينهم بالأمين . وقد قال النضر بن الحارث لما تشاورت قريش في شأن الرسول : يا معشر قريش قد كان محمد فيكم غلاما أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا حتى إذا رأيتم الشيب في صدغيه قلتم ساحر وقلتم كاهن وقلتم شاعر وقلتم مجنون ووالله ما هو بأولئكم . ولأن الآيات التي جاء بها لا يمتري أحد في أنها من عند الله ولأن دلائل صدقه بينة واضحة ولكنكم ظالمون .
والظالم هو الذي يجري على خلاف الحق بدون شبهة . فهم ينكرون الحق مع علمهم بأنه الحق وذلك هو الجحود . وقد أخبر الله عنهم بذلك وهو أعلم بسرائرهم . ونظيرها قوله تعالى حكاية عن قوم فرعون ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) فيكون في الآية احتباك . والتقدير : فإنهم لا يكذبونك ولا يكذبون الآيات ولكنهم يجحدون بالآيات ويجحدون بصدقك فحذف من كل لدلالة الآخر