وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ) تمثيل لهيئة عنتهم من جراء ذنوبهم بحال من يحمل حملا ثقيلا . وذكر ( على ظهورهم ) هنا مبالغة في تمثيل الحالة كقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) . فذكر الأيدي لأن الكسب يكون باليد فهو يشبه تخييل الاستعارة ولكنه لا يتأتى التخييل في التمثيلية لأن ما يذكر فيها صالح لاعتباره من جملة الهيئة فإن الحمل على الظهر مؤذن بنهاية ثقل المحمول على الحامل .
ومن لطائف التوجيه وضع لفظ الأوزار في هذا التمثيل ؛ فإنه مشترك بين الأحمال الثقيلة وبين الذنوب وهم إنما وقعوا في هذه الشدة من جراء ذنوبهم فكأنهم يحملونها لأنهم يعانون شدة آلامها .
وجملة ( ألا ساء ما يزرون ) تذييل .
و ( ألا ) حرف استفتاح يفيد التنبيه للعناية بالخبر . و ( ساء ما يزرون ) إنشاء ذم .
و ( يزرون ) بمعنى يحملون أي ساء ما يمثل من حالهم بالحمل . و ( ما يزرون ) فاعل ( ساء ) . والمخصوص بالذم محذوف تقديره : حملهم .
( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون [ 52 ] ) A E لما جرى ذكر الساعة وما يلحق المشركين فيها من الحسرة على ما فرطوا ناسب أن يذكر الناس بأن الحياة الدنيا زائلة وأن عليهم أن يستعدوا للحياة الآخرة . فيحتمل أن يكون جوابا لقول المشركين ( إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ) . فتكون الواو للحال أي تقولون إن هي إلا حياتنا الدنيا ولو نظرتم حق النظر لوجدتم الحياة الدنيا لعبا ولهوا وليس فيها شيء باق فلعلمتم أن وراءها حياة أخرى فيها من الخيرات ما هو أعظم مما في الدنيا وإنما يناله المتقون أي المؤمنون فتكون الآية إعادة لدعواتهم إلى الإيمان والتقوى ويكون الخطاب في قوله ( أفلا تعقلون ) التفاتا من الحديث عنهم بالغيبة إلى خطابهم بالدعوة .
ويحتمل أنه اعتراض بالتذييل لحكاية حالهم في الآخرة فإنه لما حكى قولهم ( يا حسرتنا على ما فرطنا فيها ) علم السامع أنهم فرطوا في الأمور النافعة لهم في الآخرة بسبب الانهماك في زخارف الدنيا فذيل ذلك بخطاب المؤمنين تعريفا بقيمة زخارف الدنيا وتبشيرا لهم بأن الآخرة هي دار الخير للمؤمنين فتكون الواو عطفت جملة البشارة على حكاية النذارة . والمناسبة هي التضادد . وأيضا في هذا نداء على سخافة عقولهم إذ غرتهم في الدنيا فسول لهم الاستخفاف بدعوة الله إلى الحق . فيجعل قوله ( أفلا تعقلون ) خطابا مستأنفا للمؤمنين تحذيرا لهم من أن تغرهم زخارف الدنيا فتلهيهم عن العمل للآخرة .
وهذا الحكم عام على جنس الحياة الدنيا فالتعريف في الحياة تعريف الجنس أي الحياة التي يحياها كل أحد المعروفة بالدنيا أي الأول ى والقريبة من الناس وأطلقت الحياة الدنيا على أحوالها أو على مدتها .
واللعب : عمل أو قول في خفة وسرعة وطيش ليست له غاية مفيدة بل غايته إراحة البال وتقصير الوقت واستجلاب العقول في حالة ضعفها كعقل الصغير وعقل المتعب وأكثره أعمال الصبيان . قالوا ولذلك فهو مشتق من اللعاب وهو ريق الصبي السائل . وضد اللعب الجد .
واللهو ما يشتغل به الإنسان مما ترتاح إليه نفسه ولا يتعب في الاشتغال به عقله فلا يطلق إلا على ما فيه استمتاع ولذة وملائمة للشهوة .
وبين اللهو واللعب العموم والخصوص الوجهي . فهما يجتمعان في العمل الذي فيه ملاءمة ويقارنه شيء من الخفة والطيش كالطرب واللهو بالنساء . وينفرد اللعب في لعب الصبيان . وينفرد اللهو في نحو الميسر والصيد .
وقد أفادت صيغة ( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ) قصر الحياة على اللعب واللهو وهو قصر موصوف على صفة . والمراد بالحياة الأعمال التي يحب الإنسان الحياة لأجلها لأن الحياة مدة وزمن لا يقبل الوصف بغير أوصاف الأزمان من طول أو قصر وتحديد أو ضده فتعين أن المراد بالحياة الأعمال المظروفة فيها . واللعب واللهو في قوة الوصف لأنهما مصدران أريد بهما الوصف للمبالغة كقول الخنساء : .
" فإنما هي إقبال وإدبار