وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإشارة إلى البعث الذي عاينوه وشاهدوه . والاستفهام تقريري دخل على نفي الأمر المقرر به لاختبار مقدار إقرار المسؤول فلذلك يسأل عن نفي ما هو واقع لأنه إن كان له مطمع في الإنكار تذرع إليه بالنفي الواقع في سؤال المقرر . والمقصود : أهذا حق فإنهم كانوا يزعمونه باطلا . ولذلك أجابوا بالحرف الموضوع لإبطال ما قبله وهو ( بلى ) فهو يبطل النفي فهو إقرار بوقوع المنى أي بلى هو حق وأكدوا ذلك بالقسم تحقيقا لاعترافهم للمعترف به لأنه معلوم لله تعالى أي نقر ولا نشك فيه فلذلك نقسم عليه .
A E وهذا من استعمال القسم لتأكيد لازم فائدة الخبر .
وفصل ( قال فذوقوا العذاب ) على طريقة فصل المحاورات . والفاء للتفريع عن كلامهم أوفاء فصيحة أي إذ كان هذا الحق فذوقوا العذاب على كفركم أي بالبعث .
والباء سببية و ( ما ) مصدرية أي بسبب كفركم أي بهذا . وذوق العذاب استعارة لإحساسه لأن الذوق أقوى الحواس المباشرة للجسم فشبه به إحساس الجلد .
( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون [ 31 ] ) استئناف للتعجيب من حالهم حين يقعون يوم القيامة في العذاب على ما استداموه من الكفر الذي جرأهم على استدامته اعتقادهم نفي البعث فذاقوا العذاب لذلك فتلك حالة يستحقون بها أن يقال فيهم : قد خسروا وخابوا .
والخسران تقدم القول فيه عند قوله تعالى ( الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ) في هذه السورة .
والخسارة هنا حرمان خيرات الآخرة لا الدنيا .
والذين كذبوا بلقاء الله هم الذين حكي عنهم بقوله ( وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا ) فكان مقتضى الظاهر الإضمار تبعا لقوله ( ولو ترى إذ وقفوا على النار ) وما بعده بأن يقال : قد خسروا لكن عدل إلى الإظهار ليكون الكلام مستقلا وليبنى عليه ما في الصلة من تفصيل بقوله ( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة ) الخ .
ولقاء الله هو ظهور آثاره رضاه وغضبه دون تأخير ولا إمهال ولا وقاية بأسباب عادية من نظام الحياة الدنيا فلما كان العالم الآخروي وهو ما بعد البعث عالم ظهور الحقائق بآثارها دون موانع وتلك الحقائق هي مراد الله الأعلى الذي جعله عالم كمال الحقائق جعل المصير إليه مماثلا للقاء صاحب الحق بعد الغيبة والاستقلال عنه زمانا طويلا فلذلك سمي البعث ملاقاة الله ولقاء الله ومصيرا إلى الله ومجيئا إليه في كثير من الآيات والألفاظ النبوية وإلا فإن الناس في الدنيا هم في قبضة تصرف الله لو شاء لقبضهم إليه ولعجل إليهم جزاءهم . قال تعالى ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم ) . ولكنه لما أمهلهم واستدرجهم في هذا العالم الدنيوي ورغب ورهب ووعد وتوعد كان حال الناس فيه كحال العبيد يأتيهم الأمر من مولاهم الغائب عنهم ويرغبهم ويحذرهم فمنهم من يمتثل ومنهم من يعصي وهم لا يلقون حينئذ جزاء عن طاعة ولا عقابا عن معصية لأنه يملى لهم ويؤخرهم فإذا طوي هذا العالم وجاءت الحياة الثانية صار الناس في نظام آخر وهو نظام ظهور الآثار دون ريث قال تعالى ( ووجدوا ما عملوا حاضرا ) فكانوا كعبيد لقوا ربهم بعد أن غابوا وأمهلوا . فاللقاء استعارة تمثيلية : شبهت حالة الخلق عند المصير إلى تنفيذ وعد الله ووعيده بحالة العبيد عند حضور سيدهم بعد غيبة ليجزيهم على ما فعلوه في مدة المغيب . وشاع هذا التمثيل في القرآن وكلام الرسول A كما قال ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ) وفي القرآن ( لينذر يوم التلاق )