وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والواو في قوله ( ولو أعجبك ) واو الحال و ( لو ) اتصالية وقد تقدم بيان معناهما عند قوله تعالى ( فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به ) في سورة آل عمران .
A E وتفريع قوله : ( فاتقوا الله يا أولي الألباب ) على ذلك مؤذن بأن الله يريد منا إعمال النظر في تمييز الخبيث من الطيب والبحث عن الحقائق وعدم الاغترار بالمظاهر الخلابة الكاذبة فإن الأمر بالتقوى يستلزم الأمر بالنظر في تمييز الأفعال حتى يعرف ما هو تقوى دون غيره .
ونظير هذا الاستدلال استدلال العلماء على وجوب الاجتهاد بقوله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) لأن مما يدخل تحت الاستطاعة الاجتهاد بالنسبة للمتأهل إليه الثابت له اكتساب أداته . ولذلك قال هنا ( يا أولي الألباب ) فخاطب الناس بصفة ليومئ إلى أن خلق العقول فيهم يمكنهم من التمييز بين الخبيث والطيب لاتباع الطيب ونبذ الخبيث . ومن أهم ما يظهر فيه امتثال هذا الأمر النظر في دلائل صدق دعوى الرسول وأن لا يحتاج في ذلك إلى تطلب الآيات والخوارق كحال الذين حكى الله عنهم ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) الآية وأن يميز بين حال الرسول وحال السحرة والكهان وإن كان عددهم كثيرا .
وقوله ( لعلكم تفلحون ) تقريب لحصول الفلاح بهم إذا اتقوا هذه التقوى التي منها تمييز الخبيث من الطيب وعدم الاغترار بكثرة الخبيث وقلة الطيب في هذا .
( يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرءان تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم [ 101 ] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كفرين [ 102 ] ) استئناف ابتدائي للنهي عن العودة إلى مسائل سألها بعض المؤمنين رسول الله A ليست في شؤون الدين ولكنها في شؤون ذاتية خاصة بهم فنهوا أن يشغلوا الرسول بمثالها بعد أن قدم لهم بيان مهمة الرسول بقوله تعالى ( ما على الرسول إلا البلاغ ) الصالح لأن يكون مقدمة لمضمون هذه الآية ولمضمون الآية السابقة وهي قوله ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ) فالآيتان كلتاهما مرتبطتان بآية ( ما على الرسول إلا البلاغ ) وليست إحدى هاتين الآيتين بمرتبطة بالأخرى .
وقد اختلفت الروايات في بيان نوع هذه الأشياء المسؤول عنها والصحيح من ذلك حديث موسى بن أنس بن مالك عن أبيه في الصحيحين قال : سأل الناس رسول الله A حتى أحفوه بالمسألة فصعد المنبر ذات يوم فقال " لا تسألونني عن شيء إلا بينت لكم " فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى لغير أبيه فقال : يا رسول الله من أبي قال : أبوك حذافة " أي فدعاه لأبيه الذي يعرف به " والسائل هو عبد الله بن حذافة السهمي كما ورد في بعض روايات الحديث . وفي رواية لمسلم عن أبي موسى : فقام رجل آخر فقال من أبي قال : أبوك سالم مولى شيبة . وفي بعض روايات هذا الخبر في غير الصحيح عن أبي هريرة أن رجلا آخر قام فقال : أين أبي . وفي رواية : أين أنا ؟ فقال : في النار .
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال : كان قوم أي من المنافقين يسألون رسول الله استهزاء فيقول الرجل تضل ناقته : أين ناقتي ويقول الرجل : من أبي ويقول المسافر : ماذا ألقى في سفري فأنزل الله فيهم هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) . قال الأئمة : وقد انفرد به البخاري . ومحمله أنه رأي من ابن عباس وهو لا يناسب افتتاح الآية بخطاب الذين آمنوا اللهم إلا أن يكون المراد تحذير المؤمنين من نحو تلك المسائل عن غفلة من مقاصد المستهزئين كما في قوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ) أو أريد بالذين آمنوا الذين أظهروا الإيمان على أن لهجة الخطاب في الآية خالية عن الإيماء إلى قصد المستهزئين بخلاف قوله : ( لا تقولوا راعنا ) فقد عقب بقوله ( وللكافرين عذاب أليم ) .
A E