وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد بالمؤمنين في قوله ( والمؤمنون ) الذين هداهم الله للإيمان من أهل الكتاب ولم يكونوا من الراسخين في العلم منهم مثل اليهودي الذي كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به .
وعطف ( المقيمين ) بالنصب ثبت في المصحف الإمام وقرأه المسلمون في الأقطار دون تنكير ؛ فعلمنا أنه طريقة عربية في عطف الأسماء الدالة على صفات محامد على أمثالها فيجوز في بعض المعطوفات النصب على التخصيص بالمدح والرفع على الاستئناف للاهتمام كما فعلوا ذلك في النعوت المتتابعة سواء كانت بدون عطف أم بعطف كقوله تعالى ( ولكن البر من آمن إلى قوله والصابرين ) . قال سيبويه في كتابه " باب ما ينتصب في التعظيم والمدح وإن شئت جعلته صفة فجرى على الأول وإن شئت قطعته فابتدأته " . وذكر من قبيل ما نحن بصدده هذه الآية فقال " فلو كان كله رفعا كان جيدا ومثله ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء ) ونظيره قول الخرنق : .
لا يبعدن قومي الذين هموا ... سم العداة وآفة الجزر .
النازلون بكل معترك ... والطيبين معاقد الأزر في رواية يونس عن العرب : برفع " النازلون " ونصب " الطيبين " لتكون نظير هذه الآية . والظاهر أن هذا مما يجري على قصد التفنن عند تكرر المتتابعات ولذلك تكرر وقوعه في القرآن في معطوفات متتابعات كما في سورة البقرة وفي هذه الآية وفي قوله ( والصابون ) في سورة المائدة .
وروي عن عائشة وأبان بن عثمان أن نصب ( المقيمين ) خطأ من كاتب المصحف وقد عدت من الخطأ هذه الآية . وقوله ( ولكن البر من آمن بالله إلى قوله والصابرين في البأساء ) وقوله ( إن هذان لساحران ) . وقوله ( والصابون ) في سورة المائدة . وقرأتها عائشة وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب والحسن ومالك بن دينار والجحدري وسعيد بن جبير وعيسى بن عمر وعمرو ابن عبيد : ( والمقيمون ) بالرفع . ولا ترد قراءة الجهور المجمع عليها بقراءة شاذة .
ومن الناس من زعم أن نصب ( المقيمين ) ونحوه هو مظهر تأويل قول عثمان لكتاب المصاحف حين أتموها وقرأها أنه قال لهم " أحسنتم وأجملتم وأرى لحنا قليلا ستقيمه العرب بألسنتها " . وهذه أوهام وأخبار لم تصح عن الذين نسبت إليهم . ومن البعيد جدا أن يخطئ كاتب المصحف في كلمة بين أخواتها فيفردها بالخطأ دون سابقتها أو تابعتها وأبعد منه أن يجيء الخطأ في طائفة متماثلة من الكلمات وهي التي إعرابها بالحروف النائبة عن حركات الإعراب من المثنى والجمع على حده . ولا أحسب ما رواه عن عائشة وأبان بن عثمان في ذلك صحيحا . وقد علمت وجه عربيته في المتعاطفات وأما وجه عربية ( إن هذان لساحران ) فيأتي عند الكلام على سورة طه .
والظاهر أن تأويل قول عثمان هو ما وقع في رسم المصحف من نحو الألفات المحذوفة . قال صاحب ا لكشاف " وهم كانوا أبعد همة في الغيرة على الإسلام وذب المطاعن عنه من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة ليسدها من بعدهم وخرقا يرفوه من يلحق بهم " . وقد تقدم نظير هذا عند قوله تعالى ( والصابرين في البأساء والضراء ) في سورة البقرة .
والوعد بالأجر العظيم بالنسبة للراسخين من أهل الكتاب لأنهم آمنوا برسولهم وبمحمد صلى الله عليه وسلم وقد ورد في الحديث الصحيح : أن لهم أجرين وبالنسبة للمؤمنين من العرب لأنهم سبقوا غيرهم بالإيمان .
وقرأ الجمهور : ( سنؤتيهم ) بنون العظمة وقرأه حمزة وخلف بياء الغيبة والضمير عائد إلى اسم الجلالة في قوله ( والمؤمنون بالله ) .
( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وأتينا داود زبورا [ 163 ] ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما [ 164 ] رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما [ 165 ] ) A E