وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والضمير المجرور عائد لعيسى : أي ليؤمنن بعيسى . والضمير في ( موته ) يحتمل أن يعود إلى أحد أهل الكتاب أي قبل أن يموت الكتابي ويؤيده قراءة أبي بن كعب ( إلا ليؤمنن به قبل موتهم ) . وأهل الكتاب يطلق على اليهود والنصارى ؛ فأما النصارى فهم مؤمنون بعيسى من قبل فيتعين أن يكون المراد بأهل الكتاب اليهود . والمعنى أن اليهود مع شدة كفرهم بعيسى لا يموت أحد منهم إلا وهو يؤمن بنبوته قبل موته أي ينكشف له ذلك عند الاحتضار قبل انزهاق روحه وهذه منة من الله بها على عيسى إذ جعل أعداءه لا يخرجون من الدنيا إلا وقد آمنوا به جزاء له على ما لقي من تكذيبهم لأنه لم يتمتع بمشاهدة أمة تتبعه . وقيل : كذلك النصراني عند موته ينكشف له أن عيسى عبد الله .
وعندي أن ضمير ( به ) راجع إلى الرفع المأخوذ من فعل ( رفعه الله إليه ) ويعم قوله ( أهل الكتاب ) اليهود والنصارى حيث استووا مع اليهود في اعتقاد وقوع الصلب .
والظاهر أن الله يقذف في نفوس أهل الكتابين الشك في صحة الصلب فلا يزال الشك يخالج قلوبهم ويقوى حتى يبلغ مبلغ العلم بعدم صحة الصلب في آخر أعمارهم تصديقا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حيث كذب أخبارهم فنفى الصلب عن عيسى عليه السلام .
وقيل الضمير في قوله ( موته ) عائد إلى عيسى أي قبل موت عيسى ؛ ففرع القائلون بهذا تفاريع : منها أن موته لا يقع إلا آخر الدنيا ليتم إيمان جميع أهل الكتاب به قبل وقوع الموت لأن الله جعل إيمانهم مستقبلا وجعله قبل موته فلزم أن يكون موته مستقبلا ؛ ومنها ما ورد في الحديث : أن عيسى عليه السلام ينزل في آخر مدة الدنيا ليؤمن به أهل الكتاب ولا يخفى أن عموم قوله ( وإن من أهل الكتاب ) يبطل هذا التفسير : لأن الذين يؤمنون به على حسب هذا التأويل هم الذين سيوجدون من أهل الكتاب لا جميعهم .
والشهيد : الشاهد ؛ يشهد بأنه بلغ لهم دعوة ربهم فأعرضوا وبأن النصارى بدلوا ومعنى الآية مفصل في قوله تعالى ( يوم يجمع الله الرسل ) الآيات في سورة العقود .
( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا [ 160 [ وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما [ 161 ] لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الأخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما [ 162 ] ) إن كان متعلق قوله ( فبما نقضهم ) محذوفا على أحد الوجهين المتقدمين كان قوله ( فبظلم ) مفرعا على مجموع جرائمهم السالفة . فيكون المراد بظلمهم ظلما آخر غير ما عدد من قبل وإن كان قوله ( فبما نقضهم ) متعلقا بقوله ( حرمنا عليهم ) فقوله ( فبظلم ) الخ بدل مطابق من جملة ( فبما نقضهم ميثاقهم ) بإعادة العامل في البدل منه لطول الفصل . وفائدة الإتيان به أن يظهر تعلقه بقوله ( حرمنا عليهم طيبات ) إذ بعد ما بينه وبين متعلقه وهو قوله ( فبما نقضهم ميثاقهم ) ليقوى ارتباط الكلام . وأتي في جملة البدل بلفظ جامع للمبدل منه وما عطف عليه : لأن نقض الميثاق والكفر وقتل الأنبياء وقولهم قلوبنا غلف وقولهم على مريم بهتانا وقولهم قتلنا عيسى : كل ذلك ظلم . فكانت الجملة الأخيرة بمنزلة الفذلكة لما تقدم كأنه قيل : فبذلك كله حرمنا عليهم لكن عدل إلى لفظ الظلم لأنه أحسن تفننا وأكثر فائدة من الإتيان باسم الإشارة . وقد مر بيان ذلك قريبا عند قوله تعالى ( فبما نقضهم ) .
ويجوز أن يكون ظلما آخر أجمله القرآن .
وتنكير ( ظلم ) للتعظيم والعدول عن أن يقول ( فبظلمهم ) حتى تأتي الضمائر متتابعة من قوله ( فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم ) إلى آخره إلى الاسم الظاهر وهو ( الذين هادوا ) لأجل بعد الضمير في الجملة المبدل منها : وهي ( فبما نقضهم ) . ولأن في الموصول وصلته ما يقتضي التنزه عن الظلم لو كانوا كما وصفوا أنفسهم فقالوا ( إنا هدنا إليك ) ؛ فصدور الظلم عن الذين هادوا محل استغراب .
A E