وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( رسول الله ) إن كان من الحكاية : فالمقصود منه الثناء عليه والإيماء إلى أن الذين يتبجحون بقتله أحرياء بما رتب لهم على قولهم ذلك فيكون نصب ( رسول الله ) على المدح وإن كان من المحكي : فوصفهم إياه منه التهكم كقول المشركين للنبي A ( يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) وقول أهل مدين لشعيب ( أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد ) فيكون نصب ( رسول الله ) على النعت للمسيح .
A E وقوله ( وما قتلوه ) الخ الظاهر أن الواو فيه للحال أي قولهم ذلك في حال أنهم ما قتلوه وليس خبرا عن نفي القتل لأنه لو كان خبرا لاقتضى الحال تأكيده بمؤكدات قوية ولكنه لما كان حالا من فاعل القول المعطوف على أسباب لعنهم ومؤاخذتهم كانت تلك الأسباب مفيدة ثبوت كذبهم على أنه يجوز كونه خبرا معطوفا على الجمل المخبر بها عنهم ويكون تجريده من المؤكدات : إما لاعتبار أن المخاطب به هم المؤمنون وإما لاعتبار هذا الخبر غنيا عن التأكيد فيكون ترك التأكيد تخريجا على خلاف مقتضى الظاهر وإما لكونه لم يتلق إلا من الله العالم بخفيات الأمور فكان أعظم من أن يؤكد .
وعطف ( وما صلبوه ) لأن الصلب قد يكون دون القتل فقد كانوا ربما صلبوا الجاني تعذيبا له ثم عفوا عنه وقال تعالى ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويفسدون في الأرض أن يقتلوا أو يصلبوا ) .
والمشهور في الاستعمال : أن الصلب هو أن يوثق المعدود للقتل على خشبة بحيث لا يستطيع التحرك ثم يطعن بالرمح أو يرمى بسهم وكذلك كانوا يزعمون أن عيسى صلب ثم طعن برمح في قلبه .
وجملة ( ولكن شبه لهم ) استدراك والمستدرك هو ما أفاده ( وما قتلوه ) من كون هذا القول لا شبهة فيه . وأنه اختلاق محض فبين بالاستدراك أن أصل ظنهم أنهم قتلوه أنهم توهموا أنهم قتلوه وهي شبهة أوهمت اليهود أنهم قتلوا المسيح وهي ما رأوه ظاهرا من وقوع قتل وصلب على ذات يعتقدونها ذات المسيح وبهذا وردت الآثار في تأويل كيفية معنى الشبه .
وقوله ( شبه لهم ) يحتمل أن يكون معناه : أن اليهود الذين زعموا قتلهم المسيح في زمانهم قد شبه لهم مشبه بالمسيح فقتلوه ونجى الله المسيح من إهانة القتل فيكون قوله ( شبه ) فعلا مبنيا للمجهول مشتقا من الشبه وهو المماثلة في الصورة . وحذف المفعول الذي حقه أن يكون نائب فاعل ( شبه ) لدلالة فعل ( شبه ) عليه ؛ فالتقدير : شبه مشبه فيكون ( لهم ) نائبا عن الفاعل . وضمير ( لهم ) على هذا الوجه عائد إلى الذين قالوا ( إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم ) وهم يهود زمانه أي وقعت لهم المشابهة واللام على هذا بمعنى عند كما تقول : حصل لي ظن بكذا . والاستدراك بين على هذا الاحتمال .
ويحتمل أن يكون المعنى ولكن شبه لليهود الأولين والآخرين خبر صلب المسيح أي اشتبه عليهم الكذب بالصدق فيكون من باب قول العرب : خيل إليك واختلط على فلان . وليس ثمة شبيه بعيسى ولكن الكذب في خبره شبيه بالصدق واللام على هذا لام الأجل : أي لبس الخبر كذبه بالصدق لأجلهم أي لتضليلهم أي أن كبراءهم اختلقوه لهم ليبردوا غليلهم من الحنق على عيسى إذ جاء بإبطال ضلالاتهم . أو تكون اللام بمعنى على للاستعلاء المجازي كقوله تعالى ( وإن أسأتم فلها ) . ونكتة العدول عن حرف على تضمين فعل شبه معنى صنع أي صنع الأحبار هذا الخبر لأجل إدخال الشبهة على عامتهم .
وفي الأخبار أن " يهوذا الاسخريوطي " أحد أصحاب المسيح وكان قد ضل ونافق هو الذي وشى بعيسى عليه السلام وهو الذي ألقى عليه شبه عيسى وأنه الذي صلب وهذا أصله في إنجيل برنابي أحد تلاميذ الحواريين . وهذا يلائم الاحتمال الأول .
ويقال : إن " بيلاطس " والى فلسطين سئل في رومة عن قضية قتل عيسى وصلبه فأجاب بأنه لا علم له بشيء من هذه القضية فتأيد بذلك اضطراب الناس في وقوع قتله وصلبه ولم يقع وإنما اختلق اليهود خبره وهذا يلائم الاحتمال الثاني