وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتقدم تفسير هذه الأحداث المذكورة هنا في مواضعها .
A E وقدم المتعلق لإفادة الحصر : وهو أن ليس التحريم إلا لأجل ما صنعوه فالمعنى : ما حرمنا عليهم طيبات إلا بسبب نقضهم وأكد معنى الحصر والتسبب بما الزائدة . فأفادت الجملة حصرا وتأكيدا .
وقوله ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) اعتراض بين المعاطيف . والطبع : إحكام الغلق بجعل طين ونحوه على سد المغلوق بحيث لا ينفذ إليه مستخرج ما فيه إلا بعد إزالة ذلك الشيء المطبوع به وقد يسمون على ذلك الغلق بسمة تترك رسما في ذلك المجعول وتسمى الآلة الواسمة طابعا بفتح الباء فهو يرادف الختم . ومعنى ( بكفرهم ) بسببه فالكفر المتزايد يزيد تعاصي القلوب عن تلقي الإرشاد وأريد بقوله ( بكفرهم ) كفرهم المذكور في قوله ( وكفرهم بآيات الله ) .
والاستثناء في قوله ( إلا قليلا ) من عموم المفعول المطلق : أي لا يؤمنون إيمانا إلا إيمانا قليلا وهو من تأكيد الشيء بما يشبه ضده إذ الإيمان لا يقبل القلة والكثرة فالقليل من الإيمان عدم فهو كفر . وتقدم في قوله ( فقليلا ما يؤمنون ) . ويجوز أن تكون قلة الإيمان كناية عن قلة أصحابه مثل عبد الله بن سلام .
( وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما [ 156 ] وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ) عطف ( وبكفرهم ) مرة ثانية على قوله ( فبما نقضهم ) ولم يستغن عنه بقوله ( وبكفرهم بآيات الله ) وأعيد مع ذلك حرف الجر الذي يغني عنه حرف العطف قصدا للتأكيد واعتبر العطف لأجل بعد ما بين اللفظين ولأنه في مقام التهويل لأمر الكفر فالمتكلم يذكره ويعيده : يتثبت ويري أنه لا ريبة في إناطة الحكم به ونظير هذا التكرير قول لبيد : .
فتنازعا سبطا يطير ظلاله ... كدخان مشعلة يشب ضرامها .
مشمولة غلثت بنابت عرفج ... كدخان نار ساطع أسنامها فأعاد التشبيه بقوله " كدخان نار " ليحقق معنى التشبيه الأول . وفي الكشاف " تكرر الكفر منهم لأنهم كفروا بموسى ثم بعيسى ثم بمحمد صلوات الله عليهم فعطف بعض كفرهم على بعض " أي فالكفر الثاني اعتبر مخالفا للذي قبله باعتبار عطف قوله ( وقولهم على مريم بهتانا ) . ؟ ونظيره قول عويف القوافي : .
اللؤم أكرم من وبر ووالده ... واللؤم أكرم من وبر وما ولدا إذ عطف قوله " واللؤم أكرم من وبر " باعتبار أن الثاني قد عطف عليه قوله ( وما ولدا ) .
والبهتان مصدر بهته إذا أتاه بقول أو عمل لا يترقبه ولا يجد له جوابا والذي يتعمد ذلك بهوت وجمعه : بهت وبهت . وقد زين اليهود ما شاءوا في الإفك على مريم عليها السلام . أما قولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم فمحل المؤاخذة عليهم منه : هو أنهم قصدوا أن يعدوا هذا الإثم في مفاخر أسلافهم الراجعة إلى الإخلاف بالعهد المبين في سبيل نصر الدين .
والمسيح كان لقبا لعيسى عليه السلام لقبه به اليهود تهكما عليه : لأن معنى المسيح في اللغة العبرية بمعنى الملك . كما تقدم في قوله تعالى ( اسمه المسيح عيسى ابن مريم ) في سورة آل عمران وهو لقب قصدوا منه التهكم فصار لقبا له بينهم . وقلب الله قصدهم تحقيره فجعله تعظيما له . ونظيره ما كان يطلق بعض المشركين على النبي محمد A اسم مذمم قالت امرأة أبي لهب : مذمما عصينا وأمره أبينا . فقال النبي A ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون ويلعنون مذمما وأنا محمد