وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( أن تعدلوا ) محذوف منه حرف الجر كما هو الشأن مع أن المصدرية فاحتمل أن يكون المحذوف لام التعليل فيكون تعليلا للنهي أي لا تتبعوا الهوى لتعدلوا واحتمل أن يكون المحذوف ( عن ) أي فلا تتبعوا الهوى عن العدل أي معرضين عنه . وقد عرفت قاضيا لا مطعن في ثقته وتنزهه ولكنه كان مبتلى باعتقاد أن مظنة القدرة والسلطان ليسوا إلا ظلمة : من أغنياء أو رجال . فكان يعتبر هذين الصنفين محقوقين فلا يستوفي التأمل من حججهما .
وبعد أن أمر الله تعالى ونهى وحذر عقب ذلك كله بالتهديد فقال ( وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) .
وقرأ الجمهور : ( تلووا ) بلام ساكنة وواوين بعدها أولاهما مضمومة فهو مضارع لوى . واللي : الفتل والثني . وتفرعت من هذا المعنى الحقيقي معان شاعت فساوت الحقيقة منها : عدول عن جانب وإقبال على جانب آخر فإذا عدي بعن فهو انصراف عن المجرور بعن وإذا عدي بإلى فهو انصراف عن جانب كان فيه وإقبال على المجرور بعلى قال تعالى ( ولا تلوون على أحد ) أي لا تعطفون على أحد . ومن معانيه : لوى عن الأمر تثاقل ولوى أمره عني أخفاه ومنها : لي اللسان أي تحريف الكلام في النطق به أو في معانيه وتقدم عند قوله تعالى ( يلوون ألسنتهم بالكتاب ) في سورة آل عمران وقوله ( ليا بألسنتهم ) في هذه السورة . فموقع فعل ( تلووا ) هنا موقع بليغ لأنه صالح لتقدير متعلقه المحذوف مجرورا بحرف ( عن ) أو مجرورا بحرف ( على ) فيشمل معاني العدول عن الحق في الحكم والعدول عن الصدق في الشهادة أو التثاقل في تمكين المحق من حقه وأداء الشهادة لطالبها أو الميل في أحد الخصمين في القضاء والشهادة . وأما الإعراض فهو الامتناع من القضاء ومن أداء الشهادة والمماطلة في الحكم مع ظهور الحق وهو غير اللي كما رأيت . وقرأه ابن عامر وحمزة وخلف : ( وإن تلوا ) " بلام مضمومة بعدها واو ساكنة " فقيل : هو مضارع ولي الأمر أي باشره . فالمعنى : وإن تلوا القضاء بين الخصوم فيكون راجعا إلى قوله ( أن تعدلوا ) ولا يتجه رجوعه إلى الشهادة إذ ليس أداء الشهادة بولاية . والوجه أن هذه القراءة تخفيف ( تلووا ) نقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها فالتقى واوان ساكنان فحذف أحدهما ويكون معنى القراءتين واحدا .
وقوله ( فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) كناية عن وعيد لأن الخبير بفاعل السوء وهو قدير لا يعوزه أن يعذبه على ذلك وأكدت الجملة ب ( إن ) و ب ( كان ) .
( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر فقد ضل ضلالا بعيدا [ 136 ] ) تذييل عقب به أمر المؤمنين بأن يكونوا قوامين بالقسط شهداء لله فأمرهم الله عقب ذلك بما هو جامع لمعاني القيام بالقسط والشهادة لله : بأن يؤمنوا بالله ورسله وكتبه ويداوموا على إيمانهم ويحذروا مسارب ما يخل بذلك .
ووصف المخاطبين بأنهم آمنوا وإردافه بأمرهم بأن يؤمنوا بالله ورسله إلى آخره يرشد السامع إلى تأويل الكلام تأويلا يستقيم به الجمع بين كونهم آمنوا وكونهم مأمورين بإيمان ويجوز في هذا التأويل خمسة مسالك : المسلك الأول : تأويل الإيمان في قوله ( يا أيها الذين آمنوا ) بأنه إيمان مختل منه بعض ما يحق الإيمان به فيكون فيها خطاب لنفر من اليهود آمنوا وهم عبد الله ابن سلام وأسد وأسيد ابنا كعب وثعلبة بن قيس وسلام ابن أخت عبد الله ابن سلام وسلمة ابن اخيه ويامين بن يامين سألوا النبي صلى اله عليه وسلم أن يؤمنوا به وبكتابه كما آمنوا بموسى وبالتوراة وأن لا يؤمنوا بالإنجيل كما جاء في رواية الواحدي عن الكلبي ورواه غيره عن ابن عباس .
A E