وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

المسلك الثاني : أن يكون التأويل في الإيمان المأمور به أنه إيمان كامل لا تشوبه كراهية بعض كتب الله تحذيرا من ذلك . فالخطاب للمسلمين لأن وصف الدين الذين آمنوا صار كاللقب للمسلمين ولا شك أن المؤمنين قد آمنوا بالله وما عطف على اسمه هنا فالظاهر أن المقصود بأمرهم بذلك : إما زيادة تقرير ما يجب الإيمان به وتكرير استحضارهم إياه حتى لا يذهلوا عن شيء منه اهتماما بجميعه ؛ وإما النهي عن إنكار الكتاب المنزل على موسى وإنكار نبوءته لئلا يدفعهم بغض اليهود وما بينهم وبينهم من الشنآن إلى مقابلتهم بمثل ما يصرح به اليهود من تكذيب محمد A وإنكار نزول القرآن ؛ وإما أريد به التعريض بالذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله ورسله ثم ينكرون نبوءة محمد A وينكرون القرآن حسدا من عند أنفسهم ويكرهون بعض الملائكة لذلك وهم اليهود والتنبيه على أن المسلمين أكمل الأمم إيمانا وأولى الناس برسل الله وكتبه فهم أحرياء بأن يسودوا غيرهم لسلامة إيمانهم من إنكار فضائل أهل الفضائل ويدل لذلك قوله عقبه ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ) ويزيد ذلك تأييدا أنه قال ( واليوم الآخر ) فعطفه على الأشياء التي من يكفر بها فقد ضل مع أنه لم يأمر المؤمنين بالإيمان باليوم الآخر فيما أمرهم به لأن الإيمان به يشاركهم فيه اليهود فلم يذكره فيما يجب الإيمان به وذكره بعد ذلك تعريضا بالمشركين .
المسلك الثالث : أن يراد بالأمر بالإيمان الدوام عليه تثبيتا لهم على ذلك وتحذيرا لهم من الارتداد فيكون هذا الأمر تمهيدا وتوطئة لقوله ( من يكفر بالله وملائكته ) ولقوله إن الذين آمنوا ثم كفروا ) الآية .
المسلك الرابع : أن الخطاب للمنافقين يعني : يا أيها الذين أظهروا الإيمان أخلصوا إيمانكم حقا .
المسلك الخامس : روي عن الحسن تأويل الأمر في قوله ( آمنوا بالله ) بأنه طلب لثباتهم على الإيمان الذي هم عليه واختاره الجبائي . وهو الجاري على ألسنة أهل العلم وبناء عليه جعلوا الآية شاهدا لاستعمال صيغة الأمر في طلب الدوام . والمراد بالكتاب الي أنزل من قبل الجنس والتعريف للاستغراق يعني : والكتب التي أنزل الله من قبل القرآن ويؤيده قوله بعده ( وكتبه ورسله ) .
وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف : ( نزل ) و ( أنزل ) كليهما بالبناء للفاعل وقرأه ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو بالبناء للنائب - .
وجاء في صلة وصف الكتاب ( الذي نزل على رسوله ) بصيغة التفعيل وفي صلة الكتاب ( الذي أنزل من قبل ) بصيغة الإفعال تفننا أو لأن القرآن حينئذ بصدد النزول نجوما والتوراة يومئذ قد انقضى نزولهما . ومن قال : لأن القرآن أنزل منجما بخلاف غيره من الكتب فقد أخطأ إذ لا يعرف كتاب نزل دفعة واحدة .
( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا [ 137 ] ) A E