وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" الفساد في البر والبحر " نحو : الجذب والقحط وقلة الريع في الزراعات والربح في التجارات ووقوع الموتان في الناس والدواب وكثر الحرق والغرق وإخفاق الصيادين والغاصة ومحق البركات من كل شئ وقلة المنافع في الجملة وكثرة المضار . وعن ابن عباس : أجدبت الأرض وانقطعت مادة البحر وقراه التي على شاطئه . وعن عكرمة : العرب تسمى الأمصار البحار . وقرئ : في البر والبحور " بما كسبت أيدي الناس " بسبب معاصيهم وذنوبهم كقوله تعالى : " وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم " الشورى : 30 وعن ابن عباس " ظهر الفساد في البر " بقتل ابن آدم أخاه . وفي البحر بأن جلندي كان يأخذ كل سفينة غصبا وعن قتادة : كان ذلك قبل البعثة فملا بعث رسول الله A رجع راجعون عن الضلالة والظلم . ويجوز أن يريد ظهور الشر والمعاصي بكسب الناس ذلك . فإن قلت : ما معنى قوله : " ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون " ؟ قلت أما على التفسير الأول فظاهر وهو أن الله قد أفسد أسباب دنياهم ومحقها ليذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا قبل أن يعاقبهم بجميعها في الآخرة لعلهم يرجعون عما هم عليه وأما على الثاني فاللام مجاز على معنى أن ظهور الشرور بسببهم مما استجبوا به أن يذبقثهم الله وبال أعمالهم إرادة الرجوع فكانهم إنما أفسدوا وتسببوا لفشو المعاصي في الأرض لأجل ذلك . وقرئ : لنذيقهم بالنون .
" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين " ثم أكد تسبب المعاصي لغضب الله ونكاله : حيث أمرهم بأن يسيروا في الأرض فينظروا كيف أهلك الله الأمم وأذاقهم سوء العاقبة لمعاصيهم ودل بقوله : " كان أكثرهم مشركين " على أن الشرك وحده لم يكن سبب تدميرهم وأن ما دونه من المعاصي يكون سببا لذلك .
" فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون " القيم : البليغ الاستقامة الذي لا يتأتى فيه عوج " من الله " إما أن يتعلق بيأتى فيكون المعنى : من قبل أن يأتى من الله يوم لا يرده أحد يكقوله تعالى : " فلا يستطيعون ردها " الأنبياء : 40 أو بمرد على معنى : يلا يرده هو بعد أن يجئ به ولا رد له من جهته . والمرد : مصدر الرد " يصدعون " يتصدعون : أي يتفرقون كقوله تعالى : " ويم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " الروم : 14 .
" من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ليجزى الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين " " فعليه كفره " كلمة جامعة لما لا غاية وراءه من المضار . لأن من كان ضاره كفره ؛ فقد أحاطت به كل مضرة " فلأنفسهم يمهدون " أي يسوون لأنفسهم ما يسوون لأنفسهم ما يسويه لنفسه الذي يمهد فراشه ويوطئه لئلا يصيبه في مضجعه ما ينبيه عليه وينغص عليه مرقده : من نتوء أو فضض أو بعض ما يؤذي الراقد ويجوز أن يريد : فعلى أنفسهم يشفقون من قولهم في المشفق : أم فرشت فأنا من . وتقديم الظرف في الموضعين للدلالة على أن ضرر الكفر لا يعود إلا على الكافر لا يتعداه . ومنفعة الإيمان والعمل الصالح : ترجع إلى المؤمن لا تتجاوزه " ليجزى " متعلق بيمهدون تعليل له " من فضله " مما يتفضل عليهم بعد توفيه الواجب من الثواب ؛ وهذا يشبه الكناية لأن الفضل تبع للثواب فلا يكون إلا بعد حصول ما هو تبع له : أو أراد من عطائه وهو ثوابه ؛ لأن الفضول والفواضل هي الأعطية عند العرب . وتكرير " الذين ءامنوا وعملوا الصالحات " وترك الضمير إلى الصريح لتقرير أنه لا يفلح عنده إلا المؤمن الصالح . وقوله : " إنه لا يحب الكافرين " تقرير بعده تقرير على الطرد والعكس .
" ومن ءايته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون " " الرياح " هي الجنوب والشمال والصبا وهي رياح الرحمة . وأما الدبور فريح العذاب ومنه قوله A : اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا وقد عدد الأغراض في إرسالها وأنه أرسلها للبشارة بالغيث وإذاقة الرحمة وهي نزول المطر وحصول الخصب الذي يتبعه والروح الذي مع هبوب الريح وزكاة الأرض . قال رسول الله A :