وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض وإزالة العفونة من الهواء وتذريه الحبوب وغير ذلك " ولتجري الفلك " في البحر عند هبوبها . وإنما زاده " بأمره " لأن الريح قد تهب ولا تكون مؤاتية فلا بد من إرسال السفن والاحتيال لحسبها وربما عصفت فأغرقتها " ولتبتغوا من فضله " يريد تجارة البحر ؛ ولتشكروا نعمة الله فيها فإن قلت : بم يتعلق وليذيقكم ؟ قلت : فيه وجهان : أن يكون معطوفا على مبشرات على المعنى كأنه قيل : ليبشركم وليذيقكم . وأن يتعلق بمحذوف تقديره : وليذيقكم وليكون كذا وكذا : أرسلناها .
" ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين " اختصر الطريق إلى الغرض بأن أدرج تحت ذكر الانتصار والنصر ذكر الفريقين وقد أخلى الكلام أولا عن ذكرهما . وقوله : " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " تعظيم للمؤمنين ورفع من شأنهم وتأهيل لكرامة سنية وإظهار لفضل سابقة ومزية حيث جعلهم مستحقين على الله أن ينصرهم مستوجبين عليه أن يظهرهم ويظفرهم وقد يوقف على " حقا " . ومعناه : وكان الإنتقام منهم حقا ثم يبتدأ : " علينا نصر المؤمنين " وهم النبي A : ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة . ثم تلا قوله تعالى : " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " .
" الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين " " فيبسطه " متصلا تارة " ويجعله كسفا " أي قطعا تارة " فترى الودق يخرج من خلاله " في التارتين جميعا والمراد بالسماء . سمت السماء وشقها كقوله تعالى : " وفروعها في السماء " إبراهيم : 24 ، وبإصابة العباد : إصابة بلادهم وأرضيهم " من قبله " من باب التكرير والتوكيد فيه : الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول وبعد فاستحكم بأسهم وتمادى إبلاسهم فكان الاستبشار على قدر اغتنامهم بذلك .
" فانظر إلى ءاثر رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شئ قدير " قرئ : أثر وآثار على الوحدة والجمع . وقرأ أبو حيوة وغيرة : كيف تحيى أي : الرحمة " إن ذلك " يعني إن ذلك القادر الذي يحي الأرض بعد موتها هو الذي يحي الناس بعد موتهم " وهو على كل شئ " من المقدرات قادر وهذا من جملة المقدورات بدليل الإنشاء .
" ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهذا العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بإياتنا فهم مسلمون " " فرأوه " فرأوا أثر رحمة الله لأن رحمة الله هي الغيث وأثرها : النيات . ومن قرأ بالجمع : رجع الضمير إلى معناه ؛ لأن معنى آثار الرحمة النبات واسم النبات يقع على القليل والكثير لأنه مصدر سمي به ما ينبت . هي اللام الموطئة للقسم دخلت على حرف الشرط ومعناه : ليظل ذمهم الله تعالى بأنه إذا حبس عنهم القطر قنطوا من رحمته وضربوا أذقانهم على صدورهم مبلسين فإذا أصابهم برحمته ورزقهم المطر : استبشروا وابتهجوا فإذا أرسل ريحا فضرب زروعهم بالصفار ضجوا وكفروا بنعمة الله . فهم في جميع هذه الأحوال على الصفة المذموم كان عليهم أن يتولكوا على الله وفضله فقنطوا . وأن يشكروا نعمته ويمدوه عليها فلم يزيدوا على الفرح والاستبشار . وأن يصبروا على بلائه فكفروا . والريح التي اصفر لها النبات : يجوز أن تكون حرورا وحرجفا فكلتا هما مما يصوح له النبات : يجوز أن تكون حرورا وحرجفا فكلتاهما مما يصوح له النبات ويصبح هشيما . وقال : مصفرا : لأن تلك صفرة حادثة . وقيل : فرأوا السحاب مصفرا لأنه إذا كان كذلك لم يمطر .
" الله الذي خلقكم من ضعيف ثم جعل من بعد قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشبيه يخلق ما يشاء وهو العليم القدير " قرئ : بفتح الضاد وضمنها وهما لغتان . والضم أقوى في القراءة ملا روى ابن عمر رضى الله عنهما : قال :