وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" الذين ظلموا " أي أشركوا كقوله تعالى : " إن الشرك لظلم عظيم " لقمان : 13 ، " بغير علم " أياتبعوا أهواءهم جاهلين لأن العالم إذا ركب هواه ربما ردعه علمه وكفه . وأماالجاهل فيهيم على وجهه كالبهيمة لا يكفه شئ " من أضل الله " من خذله ولم يلطف به لعلمه أنه ممن لا لطف له فمن يقدر على هداية مثله . وقوله : " وما لهم من ناصرين " دليل على أن المراد بالإضلال الخذلان .
" فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون " " فأقم وجهك للدين " فقوم وجهك له وعد له غير ملتفت عنه يمينا ولا شكالا وهو تمثيل لإقباله على الدين واستقامته عليه وثباته واهتمامه بأسبابه فإن من اهتم بالشئ عقد عليه طرفه وسدد إليه نظره وقوم له وجهه مقبلا به عليه . و " حنيفا " حال من المأمور . أو من الدين " فطرت الله " أي الزموا فطرة الله . أو عليكم فطرة الله . وإنما أضمرته على خطاب الجماعة لقوله : " منبين إليه " ومنيبين : حال من الضمير في الزموا . وقله : واتقوا وأقيموا ولاتكونوا معطوف على هذا المضمر . والفطرة : الخلقة . ألا ترى إلى قوله : " لا تبديل لخلق الله " والمعنى : أنه خلقهم قابلين للتوحيد ودين الإسلام غير نائين عنه ولا منكرين له لكونه مجاوبا للعقل مساوقا للنظر الصحيح حتى لو تركوت لما اختاروا عليه دينا آخر ومن غوى منهم فبإغواء شياطين الإنس والجن . منه قوله A : كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه " لا تبديل لخلق الله " أي ما ينبغي أن تبدل تلك الفطرة أو تغير . فإن قلت : لم وحد الخطاب أولا ثم جمع ؟ قلت : خوكب رسول الله A أولا وخطاب الرسول خطاب لأمته مع ما فيه م التعظيم لإمام ثم جمع بعد ذلك للبيان والتللخيص " من الذين " بدل من المشركين فاروقا دينهم تركوا دين الإسلام . وقرئ : فرقوا دينهم بالتشديد أي : جعلوه أديانا مختلفة لا اختلاف أهوائهم " وكانوا شيعا " فرقا كل واحدة تشايع إمامها الذي أضلها " كل حزب " منهم فرح بمذهبه مسرور يحسب باطله حقا - ويجوز أن يكون " من الذين " منقطعا مما قبله ومعناه : من المفارقين دينهم كل حزب فرحين بما ليديهم ولكنه رفع فرحون على الوصف لكل كقوله : وكل خليل غير هاضم نفسه " وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون " الضر : الشدة من هزال أو مرض أو قحط أو غير ذلك . والرحمة : الخلاص من الشدة . واللام في " ليكفروا " مجاز مثلها في " ليكون لهم عدوا " القصص : 8 . " فتمتعوا " نظير " اعلموا ما شئتم " فصلت : 40 " فسوف تعلمون " وبال تمتعكم وقرأ ابن مسعود : وليتمتعوا .
" أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون " السلطان : الحجة وتكلمه . مجاز كما تقول : كتابه ناطق بكذا وهذا مما نطق به القرآن . ومعناه الدلالة والشهادة كأنه قال : فهو يشد بشركهم وبصحته . وما في " بما كانوا " مصدرية أي : بكونهم بالله بشركون . ويجوز أن تكون موصلة ويرجع الضمير إليها . معناه : فهو يتكلم بالأمر الذي يسببه يشركون ويحتمل أن يكون المعنى : أم أنوزلنتا عليهم ذا سلطان أي : ملكا معه برهان فذلك الملك يتكلم بالبرهان الذي بسببه يشركون .
" وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون " " وإذا أذقنا الناس رحمة " أي نعمة من مطر أو سعة أو صحة " فرحوا بها وإن تصبهم سيئة " أي بلاء من جدب أو ضيق أو مرض - والسبب فيها معاصيهم ت قنطوا من الرحمة .
" أولم يروا أن الله يبسط الرزف لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون " أولم أنكر عليهم بأنهم قد علموا أنه هو الباسط القابض فما لهم يقنطون من رحمته وما لهم لا يرجعون إليه تائهين من المعصي التي عوقبوا بالشدة من أجلها حتى يعيد إليهم رحمته .
" فات ذا القربى حقه والمساكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون "