وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وهو أهون عليه " فيما يجب عندكم ونقاس على أصولكم ويقتضيه معقولكم ؛ لأن من أعاد منكم صنعة شئ كانت أسهل عليه وأهون من إنشائها وتعتذرون للصانع إذا خطئ في بعض ما ينشئه بقولكم : أول الغزو أخرق وتسمون الماهر في صناعته معاودا تعنون أنه عاودها كرة بعد أخرى ؛ حتى مرن عليها وهانت عليه . فإن قلت : لم ذكر الضمير في قوله : " وهو أهون عليه " والمراد به الإعادة ؟ قلت : معناه : أن يعيده أهون عليه . فإن قلت : لم أخرت الصلة في قوله : " وهو أهون عليه " وقدمت في قوله : " هو علي هين " مريم : 21 ؟ قلت : هناك قصد الاختصاص وهو مجزة فقيل : هو علي هين وإن كان مستصعبا عندكم أن يولد بين هم وعاقر ؛ وأما ههنا فلا معنى للإختصاص كيف والأمر مبني على ما يعقلون من أن الإعادة أسهل من الإبتداء ؛ فلو قدمت الصلة لتغير المعنى . فإن قلت : ما بال الإعادة استعظمت في قوله : " ثم إذا دعاكم " حتى كأنه فضلت على قيام السموات والأرض بأمره ثم هونت بعد ذلك ؟ قلت : الإعادة في نفسها عظيمة ولكنها هونت بالقياس إلى الإنشاء . وقيل الضمير في عليه للخلق . معناه : أن البعث أهون على الخلق من الإنشاء لأن تكوينه في حد الإستحكام والتمام أهون عليه وأقل تعبا وكبدا من أن يتنقل في أحوال ويندرج فيها إلى أن يبلغ ذلك الحد . وقيل : الأهون بمعنى الهين . ووجه آخر : وهو أن الإنشاء من قبيل التفضيل الذي يتخير فيه الفاعل بين أن يفعله وأن لا يفعله والإعادة من قبيل الواجب الذي لا بد له من فعله لأنه لجزاء الأهمال وجزاؤها واجب والأفعال : إما محال والمحال ممتنع أصلا خارج عن المقدرة وإما ما يصرف الحكيم عن فعله صارف وهو القبيح وهو رديف المحال ؛ لأن الصارف يمنع وجود الفعل . وإما واجب لا بد من فعله ولا سبيل إلى الإخلال به فكان الواجب أبعد الأفعال من الإمتناع وأقربها من الحصول . فلما كانت الإعادة من قبيل الواجب كانت أبعد الأفعال من الإمتناع . وإذا كانت أهون منها كانت أهون من الإنشاء " وله المثل الأعلى " أي الوصف الأعلى الذي ليس لغيره مثله قد عرف به . ووصف في السموات والأرض على ألسنة الخلائق وألسنة الدلائل وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شئ من إنشاء وإعادة وغيرهما من المقدورات ويدل عليه قفوله تعالى : " وهو العزيز الحكيم " أي القاهر لكل مقدور " الحكيم " الذي يجري كل فعل على قضايا حكمته وعلمه . وعن مجاهد " المثل الأعلى " قول لا إله إلا الله ومعناه : وله الوصف الأعلى الذي هو الوصف بالوحدانية . ويعضد قوله تعالى : " ضرب لكم مثلا من أنفسكم " الروم : 28 وقال الزجاج : " وله المثل الأعلى في السموات والأرض " أي : قوله تعالى : " وهو أهون عليه " قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل . يريد : التفسير الأول .
" ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتهم أنفسكم كذلك نفصل الأيات لوقم يعقلون " فإن قلت : أي فرق بين الأولى والثانية والثالثة في قوله تعالى : " من أنفسكم " " من ما ملكت أيمانكم " " من شركاء " ؟ قلت : الأولى للإبتداء كأنه قال : أخذ مثلا وانتزعه من أقرب شئ منكم وهي أنفسكم ولم يبعد والثانية للتبعيض والثالثة مزيدة لتأكيد الإستفهام الجاري مجرى النفي . ومعناه : هل ترضون لأنفسكم - وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيد - أن يشارككم بعضهم " في ما رزقناكم " من الأمول وغيرها ما تكونوا أنتم وهم فيه على السواء من غير تفضلة بين حر وعبد : نهابون أن تستبدوا بتصرف دونهم أن تفتانوا بتدبير عليهم كما يهاب بعضهم بعضا من الأحرار فإذا لم ترضوا بذلك لأنفسكم فكيف ترضون لرب الأرباب ومالك الأحرار والعبيد أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء ؟ " وكذلك " أي مثل هذا التفصيل " نفصل الأيات " أي نبينها " لأن التمثيل مما يكشف المعاني ويوضحها ؛ لأنه بمنزلة التصوير والتشكيل لها . ألا ترى كيف صور الشرك بالصورة المشوهة ؟ " بل اتبع ظلموا أهواءهم بغير علم فم يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين "