وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الألسنة : اللغات أو أجناس النطق وأشكاله . خالف عز وعلا بين هذه الأشياء حتى لا تكاد تسمع منطقين متفقين في همس واحد ولا جهارة ولا حدة ولا رخاوة ولا فصاحة ولا لكنة ولا نظم ولا أسلوب ولا غير ذلك من صفات النطق وأحواله وكذلك الصور وتخطيطها والألوان وتنويعها ولاختلاف ذلك وقع التعارف وإلا فلو اتفقت وتشاكلت وكانت ضربا واحدا لوقع التجاهل والإلتباس ولتعطلت مصالح كثيرة وربما رأيت توأمين يشتبهان في الحيلة فيعروك الخطأ في التمييز بينهما وتعرف حكمة الله في المخالفة بين الحلي وفي ذلك آية بينة حيث ولدوا من أب واحد وفرعوا من أصل فذ وهم على الكثرة التي لا يعلمها إلا الله مختلفون متفاوتون . وقرئ للعالمين بفتح اللام وكسرها ويشهد للكسر قوله تعالى : " وما يعقلها إلا العالمون " العنكبوت : 43 .
" ومن ءايته منامكم باليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لأيات لوقم يسمعون " هذا من باب اللف والنشر وترتيبه : ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار إلا أنه فصل بين القرينين الأولين بالقرنين الآخرين . لأنهما زمانان والزمان والواقع فيه كشئ واحد مع إعانة اللف على الاتحاد . ويجوز أن يراد : منامكم في الزمانين وابتغاءكم فيهما والظاهر هو الأول لتكرره في القرآن وأسد المعاني ما دل عليه القرآن يسمعونه بالآذان الواعية .
" ومن ءاياته يريكم البرق خوفا وطمعا ينزل من السماء ماء فيحي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لأيات لقوم يعقلون " وفي " يريكم " وجهان : إضماران وإنزال الفعل منزلة المصدر وبهما فسر المثل : نسمع بالمعيدي خير من أن تراه . و وقول القائل : .
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الإصباح آثر ذي أثير .
" خوفا " من الصاعقة أو من الإخلاف " وطمعا " في الغيث . وقيل : خوفا للمسافر وطمعا للحاضر وهما منصوبات على المفعول له . فإن قلت : من حق المفعول له أن يكون فعلا لفاعل الفعل المعلل ؛ والخوف والطمع ليسا كذلك . قلت : فيه وجهان أحدهما : ان المفعولين فاعلون في المعنى لأنهم راءون فكأنه قيل : يجعلكم رائين البرق خوفا وطمعا . والثاني : أن يكون على تقدير حذف المضاف أي إرادة خوف وإرادة طمع فحذف المضاف وأقيم المضاف غليه مقامه . ويجوز أن يكون حالين ؛ أي : خائفين وطامعين . وقرئ ينزل بالتشديد .
" ومن ءاياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون وله من في السموات والأرض كل له قانتون " " ومن ءاياته " قيام السموات والأرض واستمساكهما بغير عمد " بأمره " أي بقوله : كونا قائمين . والمراد بإقامته بهما : إرادته لكونهما على صفة القيام دون الزوال . وقوله : " إذا دعاكم " بمنزلة قوله : يريكم في إيقاع الجملة موقع المفرد على المعنى كأنه قا : ومن آياته قيام السموات والأرض ثم خروج الموتى من القبور إذا دعاهم دعوة واحدة : با أهل القبور اخرجوا . والمراد سرعة وجود ذلك من غير توقف ولا تلبث كما يجيب الداعي المطاع مدعوه كما قال القائل : .
دعوت كليبا دعوة فكانما ... دعوت به ابن الطود أو هو أسرع .
يريد بابن الطود : الصدى أو الحجر إذا تدهدى وإنما عطف على قيام السموات والأرض بثم بيانا لعظم ما يكون من ذلك الأمر واقتداره على مثله وهو أن يقول : يا أهل القبور قوموا ؛ فلا تبقى نسمة م الأولين والآخرين إلا قامت تنظر كما قال تعالى : " ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " الزمر : 68 . قولك " دعوته من مكان كذا كما يجوز أن يكون مكانك يجوز أن يكون نكان صاحبك تقول : دعوت زيدا من أعلى الجبل فنزل علي : ودعوته من أسفل الوادي فطلع إلي . فإن قلت : بم تعلق " من الأرض " أبا الفعل أم بالمصدر ؟ قلت : الأولى للشرك والثانية للمفاجأة وهي تنوب مناب الفاء في جواب الشرط . وقرئ تخرجون بضم التاء وفتحها " قانتون " أي منقادون لوجود أفعاله فيهم لا يمتنعون عليه .
" وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم "